2011/05/20

أفــــراح مــــرام


شذرات

قلم


أفــــــراح مــــــرام

"هنيئًا لك يا مرام بهؤلاء الآباء والأخوة المحبين الأوفياء"



ما أجمل الحب الذي يقود الإنسان للمحبة والوفاء، فالحب الصادق بمثابة قناديل تضئ لنا الطريق، بل هو نجوم تزين السماء لتخفي سوادها المطل علينا في الليل الكالح، فما أجمل الوفاء النابع من الحب الصادق الخالص لوجه الله – سبحانه وتعالى – وهو الذي جعل تلك الحشود من المحبين تتوافد هذه الليلة على قاعة المقصورة بمدينة الرياض من داخل الرياض وخارجها، بل وبدون بطاقات دعوة وجهت لهم "أو تلزيم عليهم" للحضور، فكل من حضر لم تصله بطاقة دعوة ولم يهاتفه داعي، ولكن بلغه الخبر، فما كان ممن بلغه موعد الفرح إلا أن عقد العزم على الحضور وفرغ نفسه من كل الارتباطات الأسرية والوظيفية ليحضر تلك الليلة السعيدة، لأنه لم يحضر مدعوًا بل حضر بصفته أب أو أخ لك أختي مرام، فهنيئًا لك بهذا الكم من الآباء الصادقين والأخوة الأوفياء.

الحب المقترن بالوفاء لأبي الوفاء والحب شيخنا ووالدنا وأخينا وحبيبنا الغالي أبا مرام الدكتور/ عبدالرحمن بن سليمان المطرودي – رحمه الله – فما زرعه من حب للجميع وما بذرة من خير لم يذهب هباء؛ بل أتت ثماره وحصاده بحضور منقطع النظير، فكم مناسبة حضرت "سبقها العديد من الدعوات المختلفة بالاتصالات والبطاقات والخطابات والدعوات المباشرة" إلا أن الحضور كان فيها ضعيفًا؛ وحضور مجاملة ليس إلا، أما حضور هذه الليلة كان حضورًا فريدًا بكل ما تعنيه الكلمة، وكل من حضر يقول: كيف لا أحضر زواج ابنتي، وأشاركها الفرحة، والآخر يقول: وهل يعقل أن يقام زواج أختي بدون حضوري؟

كلمات تطرز كل معاني الحب والوفاء، وإحساس يدغدغ المشاعر لتسكب دموع الفرح الصادقة على أرض الخير والوفاء، لتعطرها بأعبق العطور الفواحة وتنثر على عتبات تلك الليلة من الدعوات الصادقة لك بحياة أسرية سعيدة، ومستقبل زاهر، وحياة عامرة بذكر الباري، وذرية صالحة بارة بكما وبالغالي – رحمه الله رحمة واسعة –.

ربما في لحظة تاهت الأماني وتشابكت الخيوط، ونسكبت الدموع وخفق القلب بالجروح، إلا أن الفرحة امتزجت بأعاصير تلك اللحظات لتبشر بإشراقة شمس يوم جديد لتؤلف حياة ملؤها الفرح والسرور بعد أن ظنت أنها يتمية لتكتشف أن لها آباء وإخوة وأخوات لم تعرفهم يومًا من الأيام، لتكون لحظات الحزن والدموع من لحظات الماضي المنسي، وإن كنا لا ننسى من اجتمع الجميع اليوم وفاء له؛ إلا أن هذا الحضور المبارك وتلك المشاعر الصادقة تجعلنا نعيش أنفاسه فينا وصدى صوته لا يفارقنا وكلماته تنبض في قلوبنا لتضخ صداها عبر عروقنا لتكمل دورة دموية إنسانية في أجسادنا، ونجدد حياتنا بالوفاء بالعهد والوعد لهذا الإنسان الصادق مع الله في كل شؤونه.

فاليوم الفرحة فرحة الجميع وليست فرحتك أُخيتي مرام وحدك، فكلمة مبروك لا تكفي وكل المعاني لا تفي لنعبر لك عن تهانينا لك بهذا الزواج المبارك الذي باركه لك الغالي قبل رحيله، فاليوم هو يوم الوفاء بهذا العهد الذي باركه لك، فهو عهد في الله وثيق ثماره تثمر في النفس الرضى وتجعل الأيام كالغصن الوريق.

فكل التهاني لك والتباريك يا قمر هذه الليلة وزهرة هذا اليوم السعيد، وتأكدي بأن قلوبنا معك فرحة، وليس أكثر فرحًا أن نعيش لحظات زفافك المبارك، فبارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.



شذرات بقلم
أخوك المحب والداعي لك
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
16/6/1432هـ

2011/05/19

المدير الجديد للإدارة .. بين الإخفاق والنجاح !؟!

شذرات
قلم

المدير الجديد للإدارة

بين الإخفاق والنجاح !؟!





يتراوح عمل الموظف والمدير والمسؤول في القطاع الخاص والعام، بين الإخفاق والنجاح، وبين قمة الإنتاجية والخمول في الأداء الوظيفي، وهذا أمر طبيعي وهي سنة الحياة فالفروق بين البشر مدركة وواقعة، ولكن هذا لا يعني أن نقبل أن يكون هناك فروق واضحة صعودًا وهبوطًا، وبشكل مخل في مخرجات المنشأة أيًا كانت وبدون أسباب جوهرية تبرر ذلك بشكل مقنع ومقبول.


ومن المؤسف جدًا أن نجد إدارة معينة تعانق عنان السماء في الإنتاجية والإبداع والتطوير، ثم فجأة تنطفئ شمعتها ويختفي بريقها ويخفت صوتها دون أي مبررات لذلك؛ وعندما نمعن النظر في الأمر نجد أنها وصلت إلى ما وصلت إليه من الإنتاجية المتميزة في الأداء والنشاط والحيوية في العمل؛ كانت بفترة مرتبطة بشخص مديرها "السابق" الذي تحول عنها إلى موقع أخر ليبدأ مرحلة جديدة من الانطلاق والوهج في الأداء والشعلة في التطوير والإنتاجية، بينما ساد الخمول الإداري المقيت في إدارة كانت يومًا نجمة ساطعة في هامة المنشأة لتتحول إلى كابوس مزعج يؤثر بلا شك في العملية الإدارية للمنظمة عمومًا لضعف المخرجات وانعدام الإنتاجية.


وقد يعزوا البعض هذا الخمول للإدارة ومديرها الجديد، إلى عدد من العوامل التي منها:


  • عدم وضوح الرؤية وضبابية الأهداف للمدير الجديد للإدارة.
  • عدم التخصص مع قلة الخبرة وعدم التدريب والتطوير لهذا المدير.
  • عدم رغبة المدير الجديد في التجديد والتطوير والعمل؛ بل يحبذ أن يعود كل إنجاز للمدير السابق إلى "غمده" ليريح نفسه من عناء البحث والمتابعة والمثابرة لمواصلة المشوار.
  • عدم رغبته في تجاوز الروتين وتفضيله له على التجديد والتطوير والإبداع.
  • وقد يكون الإقصاء من المسؤولين لمرؤوسيهم وعدم منحهم الصلاحية تكون سببًا في ذلك.


وفي كل الأحوال لا يعذر المدير الجديد من تحمل جزء كبير من المسؤولية إزاء هذا الإخفاق، فلو أنه جد واجتهد وفسر عن ذراعي الإبداع والتطوير لكان له ما يطمح إليه كل مريد أن يصل للقمة بجهده وإثبات نفسه بنفسه ليحمل هو الكرسي الذي يجلس عليه لا بالخنوع للغير حتى يصل إلى كرسي يحمله يومًا ويدور به ويرميه كما رمى غيره من قبله !!! (فكن أنت من يحمل الكرسي، ولا تكون من يحمله الكرسي)!!!


فالمدير الناجح هو من :


  • يهتم بالتطوير، ومتابعة المستجدات في عالم الإدارة ويأخذ ما يناسبه منها للرقي بإدارته.يستغل أوقات العمل الرسمية بالعمل الدءوب وخلق قنوات إبداع وتطوير في إدارته.يتعامل مع الجديد بالاهتمام والعناية حتى وإن لم يكن من اختصاص إدارته.
  • يفتح قنوات تواصل عديدة مع الآخرين، خاصة من لهم علاقة في اختصاص إدارته، ولا يتقوقع في مكانه حتى يصل إليه الآخرون الذين لن يبحثوا عنه إن لم يبادر هو بالبحث عنهم.يبذل الجهد في عمله، ويجدد ويطور فيه ويسعى إلى ذلك، ولا يقول (لا أبحث عن أمر ليس لي به مصلحة!؟!).
  • يحرص على الاجتماعات وحضور المناسبات والفعاليات للنهوض بإداراته.
  • يتحمل نصيبه من أعباء الإدارة، ويكون قريب من كل خطواتها الإنشائية والتنفيذية.


متى كان المدير كذلك نهض بإدارته، وتمكنت الإدارة من تحقيق مخرجات إيجابية تنعكس على المنظمة في قوة الأداء والتطوير، ولكن متى أخفق المدير في ذلك ومال إلى الخمول والدعة، فإن هذا يستعدي أن يكون هناك تدخل من القيادة العليا في المنظمة لمعالجة وضعه لكي تعود الإدارة إلى موقعها المعتبر وتسير وفق الطريق الصحيح الذي تؤمله المنظمة منها ومن جميع إداراتها الحيوية والهامة، وهذه المهمة ليست مهمة سهلة ولا تتم بسرعة وإنما تحتاج إلى بعد نظر وتأني في اتخاذ القرار وتحديد مسار المعالجة، الأمر الذي يتطلب معه جهد مضاعف حتى تتمكن الإدارة العليا من معالجة وضع مدير هذه الإدارة.


ولكن على المدير أن لا ينتظر حتى تقوم الإدارة العليا بمعالجة ما أوصل إدارته إلى هذه النقطة وليبدأ هو بمعالجة نفسه، لأن من الخطوات التي قد تتخذها الإدارة العليا لمعالجة وضع الإدارة هو إبعاده عن هذه الإدارة وبالطبع هنا مشكلة كبيرة لأنه سوف يفقد الثقة فيه في تولي مسؤولية قيادية أخرى في قادم حياته الإدارية، مما يعني فشلة.


فبناء الثقة بالنفس أولاً هو أول الخطوات التي يجب على المدير المخفق أن يبدأ العمل به ليستعد ثقته بنفسه ومن ثم بمن حوله ممن يعمل تحت إداراته، وفي الوقت نفسه بالقيادة الإدارية العليا للمنظمة، وهذا من خلال:


  • تقويم عمل الإدارة ونقد أعمالها بكل شفافية لكي يصل إلى الحلول المثلى لمواطن الخلل المؤدية إلى هذا الإخفاق.
  • تقبل النقد من الجميع، والبحث عن البدائل والحلول، وتقبل الاقتراحات الهادفة والبناءة.
  • أن يتمثل ويتحلى بالصبر والجد والمثابرة لتحقيق أعلى مؤشرات الإبداع والتطوير لإدارته.
  • السعي لاستقطاب الكوادر البشرية المتميزة للعمل في الإدارة.
  • وضع أهداف قصيرة المدى وأخرى بعيدة المدى مع وضع خطة عمل تساهم في تحقيق تلك الأهداف، والعمل على تنفيذها على مراحل وفق خطة مرنة وقابلة للتطوير والتجديد.
  • عدم الاستسلام للمعوقات التي تواجهه، والعمل على تذليلها بكل الإمكانات والآليات الممكنة.
  • تنمية روح العمل الجماعي بروح الفريق الواحد لدى منسوبي الإدارة.
  • المشاركة في البرامج والفعاليات، وحضور المناسبات، والعمل على التدريب والتطوير.
  • الدعوة إلى تفاعل جميع منسوبي المنظمة في تقديم المقترحات والآراء الهادفة إلى تطوير العمل والرقي به.


وغير ذلك مما يساهم في إحداث نقلة نوعية في الإدارة، مع التأكيد أن الإدارة العليا في المنظمة ستحرص على توفير كل ما من شأنه المساهمة في تفعيل تلك الخطط والمقترحات المتميزة والطموحة للنهوض بالإدارة، وهذا لما سوف ينعكس على المنظمة مستقبلاً من إنتاجية متميزة وفريدة.


فمن لمع اسمه في الإدارة يومًا من الأيام ولمعت معه الإدارة وذاع صيتها؛ لم يكن من محض الصدفة، بل هو نابع من تحقيق هذا الاسم لأكثر مما كان متوقعًا منه في ميدان الإدارة، جدًا واجتهادًا، فكان له الصيت والشهرة بين أقرانه الذين تولوا الإدارة وهم أعلى منه درجة وظيفية ومؤهلاً علميًا؛ إلا أنهم أخفقوا في الإدارة وذاع صيتهم في الاتجاه المعاكس؛ وهذا لأنهم لم يقدموا حتى الحد الأدنى من العمل المطلوب منهم إنجازه في الإدارة، فتعثروا في أول خطوة من خطواتهم الإدارية مما جعلهم متقوقعين على أنفسهم بحجج واهية لا تشنف الأذان إلى سماعها وإن علت أصواتهم بأنواع من المبررات التي لا يمكن قبولها منهم.


فنجاح المدير أو الموظف أو المسؤول وفشله يقدر لهم في أول خطوة خطوها في ميدان العمل التطبيقي من حياتهم الوظيفية !!!






(هي نصيحة قدمتها إليه، فقال: كل شي يعود لغمده!!! وعندما كررت عليه، قال: هذا موضوع يصلح لشذراتك !!! وأنا أقول هذه شذرات قلمي بين يديك لعلها تنفعني وتنفك وتنفع الجميع)




شذرات بقلم 

سليمان بن صالح المطرودي 

أبوعبدالعزيز 

المهـ رحال ـاجر 

الرياض 

16/6/1432هـ




2011/05/18

حوافز على طريق الإبداع !!!

شذرات 
قلم


حوافز على طريق الإبداع





الحوافز على طريق الإبداع كثيرة ومتعددة؛ ولعل من أهمها هو استقراء طالب الإبداع لسياسات الإبداع وأهدافه الهامة وركائزه العامة؛ لأنها هي محور الإبداع وتحديد مؤشر رأس البوصلة للطريق المؤدي إليه.


وبدون شك تعد الإدارة عنصرًا فاعلاً في العملية التحفيزية والتطويرية فهي نقطة الارتكاز للموظف نحو النجاح والإبداع والتميز في وظيفته وحسن أدائه والقيام بواجباته، وهذا يتطلب الشعور بأهمية رسالة الإدارة اتجاه منسوبيها وإعدادهم الإعداد السليم لمنصات التتويج الإبداعي الذي تسعى كل إدارة لتحقيقه لتكون السباقة إلى ذلك؛ بل وتفاخر به.


فاستشعار الإدارة العليا والوسطى وكذلك الدنيا لأدوارها الواجبة لمنح الفرص أمام جميع منسوبيها للمساهمة في التنمية الإدارية والاستفادة من النهضة الإلكترونية وتوسيع المدارك وتنمية السلوك والمثل العليا داخل جهازها الإداري، والعمل على التناسق المنسجم مع التطوير والتطبيق العملي، باعتبار ذلك من أهم وسائل التفوق الإداري والتطويري.


وكلنا يعلم أن من أهداف المنظومة الإدارية التطوير والتدريب، وتكوين مهارات إبداعية وتنمية الوعي وغرس حب الإنتاج والإخلاص في الأداء والأخذ بآداب السلوك الوظيفي وتشجيع التميز، بإكساب الخبرات والقدرات الطموحة، والاتجاهات الإدارية الصحيحة.


ومسؤولية القيادات الإدارية كبيرة أمام الله – سبحانه وتعالى – أولاً ثم أمام المسؤولين، ولعل من بين جوانب التكامل الإدارية لتحقيق ذلك ونجاحه عمليًا:
أن نعي أن الإدارة هي أمانة في أعناق من تولوا مهامها قبل أن تكون واجبًا وظيفيًا.
  • أن يتفهم المسؤول أهداف الإدارة والغرض منها وما هو مطلوب إنجازه وتحقيقه.
  • أن يكون هناك تلاقي بين الإدارة ومنسوبيها، وتفهم للمتطلبات والخصوصيات.
  • أن يعي المسؤول أن راحة الموظف وتشجيعه وتحفيزه ينعكس إجابًا على أداءه وعلاقته بالمنظمة ومنسوبيها.
  • استشعار أهمية التحفيز للإبداع، وما للإبداع من أدوار مهمة تعود على المنشأة قبل المبدع نفسه، وفي كل الحالات الكل كاسب.
  • أن يدرك المسؤول العوائق التي تقف عائقًا في طريق المبدعين، وبالتالي تعطل إنتاجية الموظف والمنشأة في آن واحد.
  • أهمية تغطية البقع السوداء التي قد توجد في صفحات الموظف بمساحات بيضاء ناصعة لتعزيز عامل الثقة فيه وتحفيزه على بذل الجهد وتحقيق الهدف بمعنويات مرتفعة وتقدير يعود عليه وعلى المنشأة بالعطاء المثمر.
  • إدراك المسؤول ضرورة عدم إثقال كاهل ذوي الخبرة والعطاء المميز بأعمال إضافية تحد من جهدهم وجدهم واجتهادهم وإنتاجيتهم.
  • أهمية وضع الموظف في موقعه المناسب وفق تخصصه وخبرته وقدراته وإمكاناته.
 وبهذه وغيرها سوف نتمكن من إيجاد بيئة من زرع الطموح للإبداع لدى الموظفين، والمساهمة في تحقيق تنمية إدارية ريادية هادفة وسليمة تكفل الإبداع والتميز للجميع.


فنشر ثقافة التحفيز للإبداع واعتماد الأساليب والبرامج والخطط المؤدية إلى تحسين عمليات التعامل والتدريب والتطوير للموظفين، سوف يرفع من قدراتهم ومستوى أدائهم وأداء جميع الوحدات الإدارية والفنية داخل المنشأة الإدارية مهما كان حجمها.


وخلاف ذلك سوف يكرس الإحباط فينا وفي منظومتنا الإدارية ويجعلنا متميزين في التخلف الإداري المطبق.


فاحتضان الإبداع ودعم المبدعين وتحفيزهم، هو الخطوة الأولى التي تقودنا لغد مشرق يخلصنا من عقدة الأناة والمركزية ويحقق لنا الوصول للعمل الجماعي الموصل للإنتاجية السريعة والدقيقة.


فدعم المبدعين لا يكون إلا من التعاون الهادف لتكامل الأدوار وتحقيق المصالح المشتركة والرائعة، الذي يمكننا من النهوض بمجتمعاتنا وأمتنا وانتشالها من مرض التخلف والتأخر عن ميادين الإنتاج والإبداع والتميز والهمة العالية.


لذا كان لزامًا علينا بالعمل للتحرر من كل مظاهر الكسل والخمول والإحباط والتحطيم وتكسير المجاديف وقتل الطموح والإبداع بدواخلنا، لنعزز الروح الوقادة فينا بكل اجتهاد ونشاط ورقي، مما ينعكس إجابًا على أوطاننا، والشموخ بهويتنا قوية غير متذبذبة ولا متأثرة بأي ظاهرة من مظاهر التخلف والإنتكاس الذي يقودنا للفشل، الذي هو خيبة أمل؛ إلا أن النجاح هو الأمل المنشود والغاية المرادة التي لا تتحقق إلا بالجد والمثابرة وتحمل كل ما يكون في طريقها من الأذى وتكسير المجاديف والحرب الضروس من كل أعداء النجاح.


ولنتذكر دائمًا وأبدًا أن قافلة النجاح سوف تسير رغم كل المعوقات، لأن النجاح هامة لا يستطيع الوصول إليها من خاف صعود القمم والسير على الدروب المعبدة بالأشواك والحجارة.


ولعل منظوماتنا الإدارية تعي وتدرك أسباب الفشل، وتعمل على معالجتها وتقويمها إن أمكن ذلك، أو اجتثاثها من جذورها متى فاح عفنها، وفي الوقت نفسه تعي أبجديات النجاح لتعمل على دعمها وتقويتها وتأصيلها حتى تكون من أساسيات خططها وأهدافها التنظيمية والتنفيذية والإدارية والمالية.




شذرات بقلم
سليمان بن صالح المطرودي
أبوعبدالعزيز
المهـ رحال ـاجر
الرياض
15/6/1432هـ

2011/05/16

كلنا فداء الدين والوطن

شذرات
قلم

كلنا فداء الدين والوطن


العزاء لقائد الأمة ولذوي الفقيد والشعب السعودي ومنسوبي الخارجية في شهيد البلاد الدبلوماسي حسن مسفر القحطاني – تقبله الله من الشهداء –.

فالقحطاني وكل سعودي يفخر أن يقدم نفسه فداء لدينه ووطنه؛ نعم نفخر بذلك وإن كان الغدر والخيانة من فئة ضالة خارجة عن الدين وكل المبادئ والأعراف التي كفلها الإسلام لأبناء الإسلام والمسلمين وغيرهم من البشرية، بل أكد على حفظ دماء المبعوثين والرسل، الذين يعرفون اليوم "بالدبلوماسيين" فقتلهم والتطاول عليهم هو خرق لميثاق رعى الإسلام حرمته وصيانته، قبل الدبلوماسية والمواثيق الدولية.

فما تمارسه اليوم بعض المجموعات المسلحة الخارجة عن النظام والسلطة الشرعية في الباكستان وغيرها من البلدان العربية والإسلامية وغير الإسلامية هو نوع من الفوضى والتخبط، وهي تصرفات لا تمت للإسلام بأي صلة، بل أنها تسئ وتضر بالإسلام وأهله، كما أنها ضد الجهاد الشرعي وليست منه؛ بل أن الجهاد منها برى، فالجهاد له شروطه وضوابطه التي أقرها الإسلام ولم يتحقق أي منها لهؤلاء، فقتل الأبرياء غيلة وسفك دمائهم بغير حق، هو دليل واضح على تطرف ولوثة فكر تلك الجماعات وعدم استقامته.

فكم نحن أبناء الأمة الإسلامية من حكام وحكومات وشعوب، معنيون بمحاربة هذا الفكر الضال والعمل على التحذير منه، والسعي لتصحيح تلك الأفكار والعودة بها للطريق الحق.
فما حدث للقنصلية السعودية قبل أيام من استهداف، وقبلها القنصلية السعودية في إيران، وبالأمس مقتل مساعد القنصل السعودي في كراتشي، لهي إشارات وإنذارات خطر، تدل على أن هذا الفكر آخذ بالتفشي والانتشار انتشار النار في الهشيم، فإن لم يتم التحرك الفوري لمواجهته ومقارعته بأساليب علمية وفكرية من ذوي الاختصاص، فإنه سوف يواصل انتشاره؛ ويكون خطرة أشد خطرًا على الأمة والعالم من المفاعلات النووية والأسلحة الجرثومية.

خاصة وأن المملكة العربية السعودية – والله الحمد – تتميز بتطبيق الشريعة الإسلامية وتستمد من مصدره – القرآن الكريم – كل أنظمتها وتشريعاتها، كما أنها تتميز بعلاقات قوية ومتينة بالمجتمع الإسلامي والعربي والدولي عبر المنظمات الدولية والإقليمية والعلاقات الثنائية، التي تنفرد بسياسات متوازنة ومنضبطة، وليست متقلبة ومتحولة ومضطربة، الأمر الذي خلق مناخات من الترابط والتلاقي في كثير من الأهداف والغايات والاستراتيجيات، التي تخدم الأمم لتحقيق المصالح المشتركة والتعايش السلمي البناء، وفق الشرعيات الدولية التي تخلق أجواء من التنسيق الأمني للحيلولة دون الانزلاق في الصراعات، مرتكزة في ذلك على أرضية صحيحة وصلبة.

الأمر الذي أدركته القوى المعادية التي تسعى جاهدة لإحداث الشروخ في علاقات المملكة بالدول الشقيقة والصديقة لها من خلال مثل تلك الأعمال الإرهابية المشينة التي ينبذها كل دين وعقل وعرف.

ولكن هذه المحاولات لا تنطلي على المملكة بقيادتها الحكيمة، بل أن هذه المحاولات مصيرها الفشل نتيجة إصرار المملكة وأشقائها وأصدقائها على إتمام المشوار الذي يسيرون عليه عبر كل القنوات خاصة الدبلوماسية منها، وهو ما يجعل الجميع يتطلعون إلى حكومة المملكة التي لن تتوانا في تحمل مسؤولياتها في حفظ وحماية بعثاتها الدبلوماسية في الخارج، كما هي تعمل عليه من أجل حفظ وحماية البعثات الدبلوماسية على أراضيها.

ولعل من بين تلك الخطوات ما تقوم بها من العمل على استعادة المغرر بهم والمنتهجين للمنهج العدائي الإرهابي، لتخلق لهم أجواء من الطمأنينة للعودة للحق وتجسيد الروح الإسلامية الحقيقية ونظرته الشمولية للحياة والأمم والشعوب.


شذرات بقلم
سليمان بن صالح المطرودي
أبوعبدالعزيز
المهـ رحال ـاجر
الرياض
13/6/1432هـ