2011/03/22

الشباب .. مقدرات الوطن الباقية

شذرات
قلم

الـشـبـاب
مقدرات الوطن الباقية



بالساعات الأولى من صباح هذا اليوم (الاثنين 17/4/1432هـ) كانت لي شذرات بعنوان: ( زنقا زنقا ) وكانت فكرة هذه الشذرات الكتابة عن الشباب وما لديهم من القدرات الإمكانيات الكامنة، واستغلالها الاستغلال الأمثل.

وقد أرسل لي أحد الأخوة المحبين معاتبًا بقوله : ( إن كنت تطلب رأيي، فإنك لم توفق لشذرات زنقا زنقا، لا داعي لها ولم تصل لما صورته، تمنيت أنك لم تكتبه؛ أخشى أن يقال أفلس الرجل ).

حقيقة أنا قلت قبل أن تصل رسالته : ( لم أوفق في كتابة ما أرغب في تلك الشذرات) وعندما وصلتني هذه الرسالة من (أبا عبدالرحمن) ضحكت وبادرت إلى مسك قلمي الكيبوردي (الكيبورد) فكانت تلك الشذرات، التي أرجو أن أكون وفقت من خلالها لكتابة ما كنت أطمع في كتابته في شذرات (زنقا زنقا):



تحرص الحكومات على الاستعانة بأكبر الشركات العالمية؛ لتتولى البحث والتنقيب عن الثروات الطبيعية التي تحتضنها أراضيها لاستخراجها والاستفادة منها، كمصدر من مصادر الدولة وأحد ثرواتها الطبيعية التي من خلالها تؤمن مستقبلها ومتطلبات حياتها اليومية والرقي بشعبها وتلبية متطلباته وتحقيق رفاهيتها.

إلا أن هناك شي من التقصير عن مقدرات الوطن الباقية، والكامنة في شبابها الذي هو ثروة الأمة الحقيقية؛ فهم حاضرها الذي تفاخر به، ومستقبلها الذي تؤمله وتراهن عليه.

واكتشاف هؤلاء الشباب في بداية مراحل حياتهم، والعمل على توجيههم الوجهة الصحيحة، وتنمية ما يتمتع به كل واحد منهم من قدرات إبداعية تميزه عن غيره، تمكنه وتمكن وطنه من امتلاك قوة وثروة يجني ثمارها الجميع.

نعم هناك جهود تبذل من عدد من الجهات ذات العلاقة بالنشء والشباب والتربية والتعليم بما يعود على الشباب بالنفع والفائدة، بتقديم الأنشطة والبرامج الثقافية والعلمية والتعليمية والرياضية، والتجديد والابتكار فيما بينها من البرامج؛ مع التمسك بالقيم والأخلاق الإسلامية الحميدة.

وهي أحد جوانب الاهتمام والعناية بالنشء لشغل أوقاتهم بما يعود عليهم ‏بالنفع لدينهم ودنياهم، لكنها رغم وجودها لا تكفي ولا تفي بالغرض المنشود، كما أنها لا تحقق الهدف الأسمى للوصول إلى اكتشاف القدرات والمواهب والطاقات الكامنة لدى كثير منهم، والعمل على احتضانها وصقلها ورعايتها وإبرازها والحفاظ عليها وتدريبها وتطويرها واستثمارها الاستثمار الأمثل.

فالشباب مناجم ثروات وقدرات طبيعية متحركة بيننا لم تكتشف ولم تستثمر بشكل واعي، وهذه مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع؛ من مسؤولين وقياديين وتربويين وأولياء أمور، وقطاعات حكومية وخاصة، وبيئة ومحاضن ينشأ فيها أبناء الوطن، يجب علينا جميعًا أن نتضافر ونجتمع ونتأزر لتحقيق هدف واحد وهو اكتشاف شبابنا والعمل على تطوير قدراتهم وتفعيلها التفعيل الإيجابي المؤثر للتغير للأفضل والموصل للنجاح وتحقيق إثبات ذات الشباب وهويتهم الفاعلة؛ ليحققوا بذلك علو الأمة وشموخها، فالعملية عملية تفاعلية تبادلية مستمرة بين جميع أفراد وأطياف المجتمع.

إن العناية بالشباب واحتضانهم الاحتضان التربوي الصحيح المبني على رؤية متزنة وثاقبة، بلا شك أنه سوف يحفظ الشباب من إهدار الأوقات دون جدوى، وقتل كل لحظات الفراغ لديهم، تلك اللحظات التي قد تجعلهم لقمة سائغة وسهلة للانحراف والسير في طريق يسئ لهم ولوطنهم وأمتهم، كما أن احتضانهم سيثمر بإشغال الشباب بما ينفعهم ويقضي على أوقات الفراغ لديهم، واستغلال طاقاتهم الكامنة، وتفريغها فيما يعود عليهم وعلى الوطن بالنفع والفائدة والخير العميم – بإذن الله –.

 
شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
17/4/1432هـ