2012/06/18

سلمان خير خلف لخير سلف


شذرات قلم
سلمان خير خلف لخير سلف
في يوم الاثنين الموافق 28/7/1433هـ؛ صدرت إرادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه –باختيار صاحب السمو الملكي الأمير / سلمان بن عبدالعزيز – وفقه الله – وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، خلفًا لفقيد الأمة نايف الأمن صاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – فهو يوم وطني مشهود يفتخر به كل مواطن ومحب لهذا الوطن باكتمال هذه الصورة في سلاسة لإشغال منصب ولي العهد بحب واجتماع وقبول من أبناء الأسرة المالكة ورضا وارتياح تام من أبناء الشعب السعودي.
ومن هنا نسعد بصفع كل المشككين في اللحمة الوطنية الباذلين لبث الفتنة وزرع الفوضى في بلاد الحرمين، معلنين لهم أن كل ما يقومون به لن يزعزعنا ما دمنا متمسكين بكتاب ربنا – سبحانه وتعالى – وسُنّة نبيه –صلى الله عليه وسلم – والمحبة المتبادلة والمتناغمة بين القيادة والشعب السعودي المسلم الذي يحب الخير ويقبل على قيادته بالحب والوفاء والسمع والطاعة.
إن هذه الإرادة والاختيار لم يأت من فراغ ولا وليد المصادفة بل كان اختيارًا من خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – لمكانة سموه الكريم في قلبه وبين الأسرة المالكة والشعب السعودي، ولخبرته الإدارية والعملية وللمسؤولية العظمى التي سيضطلع بها .
فإن يختار رجل كالأمير / سلمان، لهو دليل على بعد نظر خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – ونظرته الثاقبة لما فيه مصلحة البلاد ويجعل أبناء الشعب السعودي مطمئنين لهذه الثقة السامية بشخص سموه وكل أبناء المملكة على ثقة أن الأمر أسند إلى أهله.
كما ان هذا الاختيار يجعل سموه الكريم أمام استشعار المسؤولية الكبرى التي اختير للاضطلاع بها أمام الله – سبحانه – وأمام الأمة.
كيف لا – وقد عُرف عنه – حفظه الله – أنه رجل إداري ناجح، رجل حليم حكيم، وفي الوقت نفسه حازم، رجل ذو قدرة على التواصل مع الجميع، واشتهر بكرمه وسخائه ومساعدة المحتاج وحبه لفعل الخير في شتى المجالات، خاصة علاج المرضى على نفقته الخاصة، ودعمه اللامحدود للعلم والعلماء وطلاب العلم، كما عرف عن سموه قربه من الشعب والاستماع إليهم والعمل على حل قضاياهم ومشاكلهم وحاجاتهم بكل تواضع وهدوء ورحابة صدر، كما عرف عنه – أيده الله بتوفيقه خدمته كتاب الله والسنة النبوية المطهرة – فهناك مسابقة تحمل اسمه وسمو الأمير سلمان، شخصية قيادية فذة متعددة الجوانب، وشخصية خيرية اجتماعية، وشخصية إنسانية بلا حدود، وما تميز ويتمتع به من كريزما عالية جاءت محصلة سنوات طويلة قضاها في خدمة هذا الوطن المعطاء في مناصب عدة، شرف بخدمة الدولة من خلالها ببُعد النظر والحكمة والحنكة السياسية والإدارية والاجتماعية والإنسانية؛ فهو بحق خير خلف لخير سلف.
فالحمد لله أولاً وأخيراً على ما تفضل به على هذه البلاد المباركة وقيادتها الرشيدة التي تعهدت بحمل راية التوحيد ونشر الإسلام والدعوة إليه وتحكيم كتابه وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – في كل شؤون البلاد والعباد.
وهنيئاً لصاحب السمو الملكي الأمير /سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله ووفقه وسدده – بهذه الثقة الملكية الغالية، وهنيئاً للشعب السعودي بأمير الخير والإنسانية والتواصل الاجتماعي، ولي العهد الأمين، وهنيئاً للدولة بالشعب السعودي الوفي الأبي ذي الشيم، الذي لا يقبل بغير قيادته الرشيدة، ولا يقبل بأي حال المساس أو الاعتداء أو التطاول على الوطن أو قيادته من كائن من كان.
والله نسأل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وأن يمد بعمره، ويمتعه بالصحة والعافية، وأن يجعل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان خير معين لولي الأمر، وأن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها ووحداتها في ظل قيادتنا الراشدة، وقوة الترابط والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد قيادة وشعبًا.
شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
28/7/1433هـ

نشرت في صحيفة الجزيرة في العدد الصادر يوم الأربعاء الموافق 30/7/1433هـ
ملحق " وحدة وطن " صفحة 84

http://www.al-jazirah.com/2012/20120620/ww37d.htm

كما نشرت في صحيفة العالم الآن الإخبارية الإلكترونية

http://noworld.net/articles.php?action=show&id=40

2012/06/17

ورحل نايف الأمن

شذرات قلم
ورحل نايف الأمن

 

أحسن الله العزاء وجبر المصاب في فقيد البلاد والأمة العربية والإسلامية نايف الأمن صاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية – رحمه الله – الذي نعاه أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية – ولم يكن لينعيه إلا لمقداره ومعزته ومكانته الخاصة في قلبه، وليخفف المصاب الجلل على الأمة لفقد هذا الرجل الذي نذر نفسه في خدمة البلاد والعباد من نعومة أظفاره من كل موقع شرف بخدمة الوطن والمواطن من خلاله – رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه –.
 
رحل نايف الأمن ... فقد كان بتوفيق من الله – سبحانه وتعالى – صمام أمان لهذه البلاد بحكم موقعه كوزير للداخلية، ولحكمته الإدارية وقدرته على إدارة المواقف الصعبة التي مرت بها البلاد في مختلف المراحل التي عايشها.
ولعل حكمته وحنكته في إدارة خطر الإرهاب وتجفيفه وتقليمه في وضع استراتيجية وطنية لمعالجة هذا الخطر، بالتأسيس له بعبارته التي قال فيها: (هدفنا ليس تشخيص الفكر المنحرف بل وضع تصور لإعادة المنحرفين) لتنطلق كل الأجهزة والجهات منها في التعامل مع أرباب الفكر الضال حتى تم بتوفيق من الله القضاء عليه، وجعل المملكة تتربع مكانة مرموقة في هذا الميدان؛ بل ويجعل العالم يتبنى هذه الرؤية الثاقبة والاستراتيجية الناجعة في التعامل مع كل الحركات المسلحة بالفكر بدلاً من السلاح والقتل والدمار، ليشد العالم بذلك ممثلاً بمجلس الأمن الدولي الذي ثمن الجهود السعودية في تأهيل ومناصحة الموقوفين ودعا إلى تعميم هذه الآلية عالميًا والاستفادة منها، وجهوده – رحمه الله – في التعامل مع أعقد الملفات الأمنية كثيرة وكبيرة ومشهود له في القدرة على حسن التعامل معها محليًا وإقليميًا وعالميًا.

رحل نايف الحج ... فقد كان بتوفيق من الله – عز وجل – وتد الحج الذي تطمئن وتتكئ عليه كل الأجهزة الأمنية والخدمية في هذه البلاد لخدمة الحجيج ضيوف الرحمن من أكثر من ثلاثة عقود مضت، كان هاجسه الأول حفظ أمن واستقرار الحجيج وراحتهم ليعود لأوطانهم – بإذن الله بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور – ليذهل العالم بأسرة بقدرة المملكة على إدارة الحشود في وقت ومكان محدد، وزمن قياسي أذهل القيادات الأمنية والتنظيمية العالمية، لتتحول معه خدمة الحجيج إلى صناعة احترافية في مختلف الخدمات، لتحمل بصمة سعودية خاصة ومتميزة لتكون تلك البصمة شعار موسم حج ناجح بأمن وسلامة وراحة وسعادة لضيوف الرحمن.

رحل نايف السنة ... فقد وفقه الله – جل في علاه – إلى خدمة السنة النبوية المطهرة والذود عنها، ونشرها وحفظها على المستويين المحلي والدولي، ويكفيك جائزته العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، والجائزة التقديرية لخدمة السنة النبوية، ومسابقة حفظ الحديث الشريف. 

رحل نايف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... الذي عرفه عنه واشتهر حبه لهذه الشعيرة والذود والدفاع عنها وعن القائمين عليها، ومن أقواله في هذا الميدان: (سنقف مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, سنقف معها وسنعمل من أجلها وسنحافظ على كرامتها) وترديده دائمًا – رحمه الله – (الهيئة مرفق هام يجب دعمه من جميع النواحي, وأقول هناك استهداف للهيئة حتى من الإعلاميين, يلتقطون السلبيات البسيطة وينفخون فيها حتى تكبر ليسيئوا للهيئة, ألا يعلم هؤلاء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن من أركان الإسلام).

رحل نايف التوسط والاعتدال والتدين ... وما ذلك إلا لأن سموه – رحمه الله وأحسن مثواه – كان يتمتع بجوانب التدين والمحافظة التي تمثلت في العديد من مواقفه وتصريحاته وأعماله، فكانت جسر علاقة ربط بينه وبين شعب المملكة العربية السعودية ومبادلة الحب بالحب والتقدير والاحترام، ومما يذكر عنه كثيرًا قوله : (نحن مستهدفون في عقيدتنا، مستهدفون في وطننا، أقول بكل وضوح لعلمائنا الأجلاء ولدعاتنا وللآمرين بالمعروف ولخطباء المساجد : دافعوا عن دينكم ووطنكم وأبنائكم, دافعوا عن الأجيال القادمة، يجب أن نستعمل كل وسائل العصر الحديثة لخدمة الإسلام ونقول الحق ولا تأخذنا بالحق لومة لائم).

رحل ابن خطاب هذا الزمان ... نعم فقد فرح المجوس بموت عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وها هم اليوم فرحين بموت صاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – وتبعهم في ذلك أذنابهم، فكان بفرحهم هذا ابن خطاب هذا الزمان.

نبكي نايف الأمن والسنة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوسط والاعتدال والتدين وابن خطاب هذا الزمان؛ اليوم، ولا نبكيه – رحمه الباري عز وجل – اعتراضًا.. حاشى لله أن نعترض على أمر قضاه الله – سبحانه وتعالى – ولكن نبكيه لما كان عليه من خلق وأخلاق وتعامل وحزمن وحكمته وحنكة وخدمة لكتاب الله وسنة نبيه – صل الله عليه وسلم – وللأعمال الخيرية الكثيرة والجليلة التي هي شاهدة له في هذه الحياة الدنيوية، وخيرها باقياً له – بإذن الله –إلى قيام الساعة.. فهنيئاً لك يا نايف بن عبدالعزيز، بما قدمت من أعمال بر وإحسان وسجل ضخم من المواقف والأعمال الأمنية والإنسانية والخيرية الوطنية المتميزة والفريدة.

اللهم إنا نسألك أن تتغمده بواسع رحمتك وأن تسكنه فسيح جنانك وأن تجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن تجازيه بخير ما تجازي به عبادك الصالحين، اللهم واجعل ما قدمه من خير شاهداً له وشفيع له، اللهم واجعله ممن يأخذ كتابه بيمينه وممن يردون الحوض المورود، اللهم وأعلي منازله في الجنة واجمعنا به مع النبيين والصديقين والشهداء، إنك – سبحانك – سميع مجيب الدعاء.. ألهمنا الله وإياكم الصبر والسلوان، إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.


شذرات بقلم
ابوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
27/7/1433هـ

نشرت في صحيفة الجزيرة في العدد الصادر يوم الأربعاء 30/7/1433هـ
ملحق " فقيد الوطن " صفحة 62