2014/05/16

الموظف بين " أنا" ... و" الواقع "

شذرات قلم
الموظف بين " أنا" ... و" الواقع "
 
 
 
يضيع الموظف مستقبله الوظيفي، ومسيرته الوظيفية، بين "أنا" و"الواقع" الذي يعيشه، كأن يتحدث كثيرًا عن إنجازات وإبداعات له في ماضي حياته الوظيفية، وعندما تنظر إلى واقعه الحاضر، تجده خلاف كل ما يتغنى به ويردده!
 
فهو يعيش في دوامة من الإهمال وعدم المبالاة بمهام وواجبات وظيفته؛ بل هو إلى التفريط أقرب، وإلى الفشل يسير ويخطو!
 
فالواقع خير كاشف وفاضح ...
 
فلماذا "أنا" في كل مجلس؟
 
فـ"أنا" لا تكون بالأمس!
 
وإنما "أنا" تكون باليوم!
 
كم تأسف لحال ذاك الموظف الذي يفرط في يومه الوظيفي في سرد أحلام وتهيؤات كان يتمنى أنه كان عليها، وسبقه إليها من بعده، فقد أضاع الأمس واليوم ... وكأنه يحفر لدفن نفسه غدًا!
 
التميز والإبداع لا يتأتى من فراغ ولا من سرد حكايات يفضحها الحاضر...
 
النجاح يكون بالبذل والعطاء والجد والاجتهاد والمثابرة المستمرة دون ملل أو كلل أو تبرم وتأوه!
 
وأبسط الطرق للفشل في "أنا" !!!

طرق النجاح والتميز والإبداع متعددة وكثيرة ووافرة ... ولكن أين من يمتطون صهوتها وينطلقون نحو عالم النجاح والإبداع والتميز ... ويترجلون عن السير نحو الانحدار وسلوك طريق الهاوية التي تنشئ العقبات والعراقيل في طريقهم، لينحدروا من خلالها إلى الحضيض والفشل، وعالم الإخفاق والنسيان.
 
فالتميز والإبداع يقتل بـ"أنا" ويطور ويرتقى به بالتعليم والتعلم والتدريب وسعة الإطلاع والاستفادة من الخبرات ونقل التجارب الناجحة والمتميزة، والعمل بها بعد صقلها وتطويرها.
 
الموظف المتميز يفرض نفسه على الجميع بتميز أخلاقه وأدائه وحسن تعامله وطموحه وموهبته وأفكاره وتميزه في وظيفته.
 
الموظف الناجح يشق طريقه نحو النجاح دون تخاذل أو تراجع أو تقهقر.
 
من تعود السير في طريق التميز والإبداع والنجاح، لن يرضى أن يسير في طريق غيره؛ فالصقر الحر لا يعرف مشية الغربان، وإن خالطها وعاش معها في بيئة واحدة، فأصالته تأبى عليه الانتكاس، وتحرضه وتشحذ همته للتحليق نحو الأماكن المرموقة الشامخة، وإن كانت الرياح تواجهه وعكس اتجاهه!
 
فالتوق للنجاح وعشقه يمنحه طاقة لا تقاوم!!!
 
 
شذرات بقلم
أبي عبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
1435/7/14هـ