2013/02/28

زوجتي حلليني فقد طلقتكِ !

شذرات قلم
زوجتي حلليني فقد طلقتكِ !
 
 
بعد حب وهيام وغرام زائف!
وبعد وعود كاذبة بمستقبل مزهر مليء بالتفاؤل والأمل!
وبعد تلك الحروف البراقة والكلمات الرنانة والأماني المستشرفة لحياة سعيدة!
وبعد كل هذا الزيف والكذب والخداع!
وبعد أن لبىَّ رغبته وقضى شهوته البهيمية!
 
وبكل بساطة
وبكل جراءة
وبكل قلة أدب وعدم حياء
يتصل بها هاتفيًا ليقول لها وبكل برود : (
حلليني فقد طلقتكِ غاليتي .. ! ).
 
وعذره الجاهز: لا أريد أن أظلمكِ معي، فأنا كنت أظن أنني مصاب بالعين عن زوجاتي السابقات؛ فأحببت أن أتأكد!
 
لذا لم أخصص لك بيتًا ولم أثثه لكِ لأني كنت مبيتًا نية الطلاق، بعد أن يثبت لي يقينًا بأنني لست مصابًا بالعين أو أي داء!
 
ولم أخبركِ حتى يكون زواجنا شرعيًا !
 
خدعتكِ وقلت لكِ بيت العمر لم ينتهي بناءُه، وسوف تأثثينه أنتِ بإختياركِ وعلى ذوقكِ حتى لا تشكي بي لحظة واحدة !
 
واليوم وبعد أن استمتعت بكِ ها أنا ذا ( أطلقكِ ) وأخبركِ بنفسي عبر هذا الاتصال الهاتفي، لكي أسمع منك مباشرة الحل والإباحة !
 
أما أنتِ يا ضحيتي فجميلة ولا زلتِ صغيرة والمستقبل أمامكِ، وسوف يتقدم لكِ مثلي الكثير فلا تخافي ولا تحزني !
 
لا تلوميني
فأنا غني وثري ونعم الله عليَّ تترى، ومن شكر النعم أن يتنعم بها الإنسان في حياته وكمال صحته، والزواج وتكراره هو من إظهار النعمة !
 
لا تلوميني
ولكن لومي أهلكِ الذين أنخدعوا بي، وبمن دلني عليكم وزكاني وألبسني ثياب العز والشرف والخير والتقى !
 
لا تلوميني
ولكن لومي نفسكِ إذ قبلت ما قدمته مهرًا لك وهو أقل بكثير من مهر من هي مثلكِ، وقبلت أن أدخل بكِ قبل أن أخصص لكِ بيتًا يحتظنكِ، وأن أقيم لكِ مأدبة عرس مثل قريناتكِ من البنات، لأدخل بكِ سرًا وتعيشي في شقة مفروشة ثم أرمي بكِ عند أهلكِ بعد أن انتهت حاجتي منكِ !
 
لا تلوميني
ولكن لومي المجتمع الذي ينظر لي وأصحابي الذين هم على شاكلتي دون حراك !
 
لا تلوميني
بما أنه لا يوجد رادع لي ولأقراني السائرون على هذا الطريق، فلو كان هناك محاسبة أو على الأقل مؤخر صداق لما سلكنا هذا الطريق !
 
لا تلوميني
دام لدي القدرة المالية والصحية حاضرة، والمجتمع يعيش في غفلة، والأسر التي تنخدع بي كثيرة، والفتيات اللاتي تنطلي عليهن أكذوباتنا أمثالك كثير، فنحن لن نتوقف عن السير في طريقنا لتحقيق شهواتنا البهيمية والعبث في أعراض الفتيات، فهمنا إهانة بيوت المسلمين العافين لتحقيق لذتنا !
 
لا تلوميني ولا يلومنا أحد
فإننا فقدنا الإيمان الصادق والخوف من الله - سبحانه وتعالى - والإخلاص له، مما أضعف الوازع الديني عندنا وقوى قسوة القلوب فينا وجعل البهائم أرق قلبًا منا !!!
 


شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
18/4/1434هـ

http://noworld.net/articles.php?action=show&id=327