شذرات قلم
القيادي الناجح ومجموعة العمل
وغيره الحاسدين
تحرص القيادات الإدارية كثيرًا على اختيار مساعديها والموظفين العاملين معها متى أتيحت لهم فرصة الاختيار والانتقاء، بكل دقة وعناية.
فالقيادي الناجح لديه معايير معينه لاختيار من يعملون معه ويساعدونه لتحقيق استراتيجيته الوظيفية التي يسعى إلى تحقيقها.
فقرار الاختيار قرار صعب؛ وهام بالنسبة للقيادي، لأنه إن أخفق في هذا الاختيار فهذا يعني أنه أخفق في تحقيق أهداف خططه الاستراتيجية التي يرمي إلى تحقيقها من وراء هذا الاختيار والانتقاء لمساعديه ومعاونيه وموظفي إدارته العليا والصغرى.
وتبدأ رحلة الاختيار بوضع مواصفات هؤلاء العاملين ومؤهلاتهم وصفاتهم وخصائصهم الشخصية والمهنية التي يتمتعون بها، وقدراتهم وكفاءتهم الإدارية والقيادية، وخبراتهم الوظيفية، ومن ثم البحث عن من تنطبق عليه تلك المواصفات؛ لتنفيذ وتحقيق المهام التي سوف تسند إليهم ويطلب منهم إنجازها في الوقت المحدد وبنسبة الإنجاز التي تتطلع إليها القيادة العليا.
وهناك معايير متقاربة في الاختيار، وهناك معايير خاصة يتطلب توفرها في أشخاص معينين لا يمكن اغفالها لمن سوف يشغلون وظائف بعينها.
لذا نجد القيادي الناجح يحرص على اتباع الخطوات المعروفة في اختيار الموظفين، ويتجاوز ذلك لتحقيق مزيد من الخطوات في الاختيار، والتي منها السؤال عن الموظف في الأماكن التي سبق وأن عمل بها، ومن خلال مرؤسية السابقين، وكل من يعرفونه؛ وكأنه (سوف يزوجه ابنته) وهذا من منطلق حرصه على اختيار الموظفين الذين يتطلع إلى وجودهم لتحقيق رؤية الإدارة وإنجاز مهامها على الصورة المطلوبة والمؤملة. وهذا يقودنا إلى صفات القيادي الناجح، إذ أن القيادي الذي عمل وحرص على اختيار مساعديه والطاقم الإداري العامل معه، هو قيادي ناجح، فمن صفات القيادي الناجح أن يعمل على تشكيل فريق عمل متجانس ويعمل بروح الفريق الواحد، حتى يتمكن من تحقيق أهداف إدارته، وإنجاز خططها بنسبة الإنجاز الطموحة، وقبل ذلك تحقيق توافق وتمازج بين مجموعة العمل التي تعمل معه، بقدرته على تأليف هذا الفريق وتطويعه للعمل بروح الفريق الواحد ومنحه مسؤوليات واسعة دون تنازلات عن دوره القيادي وخططه وأفكاره التطويره لرؤية منشأته الطموحه للتربع على قمة الهرم دون منافس.
إلا أن هناك من يحاربون هذا القيادي ونجاحاته ويعملون على الحيلولة بينه وبين تحقيق هذا النجاح وهذا الإنجاز الذي يتطلع إليه، بدافع الحسد والحقد والغيرة من تلك النجاحات الطموحة التي لم يستطيعوا تحقيقها أو الوصول إليها بكسلهم وفشلهم الإداري والقيادي رغم ما اتيح لهم من إمكانات وظروف مساندة؛ لأنهم فرطوا في كل ذلك وانشغلوا بالسعي لهدم القمم والأهرام القيادة والإدارية الصاعدة بكل نجاح.
فيعمدون إلى تشويه صورة القيادي تارة، وصورة أفراد فريقه المساند له تارة أخرى، ويشككون في نجاح الخطط والاستراتيجيات التي يضعها القيادي الناجح، ويكثرون من التعليل والتحطيم والتثبيط، وإعطاء معلومات مغلوطة وغير صحيحة؛ لا لشيء إلا للغيرة والحقد والحسد الذي ملئ قلوبهم وأعمى أبصارهم.
ورغم ذلك يبقى الناجح ناجح والفاشل فاشل مهما فعل وكان !!!
شذرات بقلم
المهـ رحال ـاجر
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
الرياض
22 شوال 1433هـ