2012/10/15

فيليكس وإرادة تحقيق الحلم

شذرات قلم
فيليكس
وإرادة تحقيق الحلم

 
 

 

لكل إنسان حلمه، ولكل إنسان طاقته، ولكل إنسان فكرته، ولكل إنسان اهتماماته، ولكل إنسان إرادة خاصة به، ولكل إنسان قناعاته، فالناس يختلفون في كل شيء.

عندما أصبح حلم النمساوي فيليكس صعود الفضاء، وتحطيم الأرقام القياسية المسجلة في هذا الميدان، لم يمنعه مانع من تحقيق ذلك؛ بل جعل هذا الحلم هو هاجسه وهمه الأكبر، وعمل وخطط وثابر وجد في طريق تحقيقه، ليتحول الحلم إلي مشروع علمي وهدفًا له ولغيره، ليعمل الجميع جنبًا إلى جنب؛ نحو سبع سنوات لتحقيق هذا الهدف المنشود، فكان ذلك حتى تحقق بدقة عالية وإنجاز فريد.

ليتقاسم الجميع النجاح وتحقيق الحلم الذي نشأ من فرد سعى لتحقيقه فكان له ما أراد؛ فحقق الحلم وبلغ قمة المجد وأجبر العالم بأسره على متابعته والاهتمام بحلمه ويشاركوه لحظة الفرحة بالنجاح وهم يصفقون ويبتهجون بهذا الإنجاز الذي تحقق وكأنهم هم من حققه.

ومن جانب أخر عرفنا معلومات قبل انطلاق فيليكس للفضاء لتحقيق حلمه، شاملة لكل خطوات وجوانب الرحلة من الانطلاق إلى الهبوط، وهو ما حدث تقريبًا في مرحلة التنفيذ.

وهذا يؤكد لنا أهمية التخطيط وتوزيع المهام والمسؤوليات وتحديد الخطوات وتتابعها حتى يتم إنجاز العمل بكل دقة.

ولعلنا نستفيد من هذا الحدث أمور عدة منها على سبيل المثال:
  • أن ليس هناك ما هو مستحيل في كل أمر يمكن تحقيقه.
  • قيمة الإرادة والعزيمة والإصرار لتحقيق الغاية والهدف.
  • أهمية التخطيط وتحديد الخطوات والمتطلبات.
  • أهمية العمل الجماعي وتوزيع الأدوار وتحديد المسؤوليات.
  • أن العلم لا حدود له، وكل ما أدركه الإنسان يظل ضئيلاً.
  • أن الأنانية والعمل الفردي تقود للفشل.
  • أنه يمكن تحقيق الهدف وأهداف أخرى معه في آن واحد.
  • أن الطموح لا حدود له.
  • المعنى الحقيقي لروح التنافس الشريف.
  • أن بناء المجد وبلوغ قمته مكلف ماديًا ومعنويًا؛ بينما هدم البناء لا يكلف شيئًا.
  • أن كل النظريات والقوانين البشرية تحتمل الصدق من عدمة، وأن القانون الإلهي وحدة الصحيح والثابت الذي لا يتغير.
  • أن أسرار الكون أكبر من أن يتخيلها عقل بشر فكيف له أن يحيط بها.
  • أن لكل نجاح أعداء، وأمام كل هدف مثبطين.
  • اتضح لي وللجميع أن الطمع والجشع وسوء الإدارة حط من مستوى الاتصالات والتقنية لدينا.

حطم فيليكس الأرقام القياسية التي خاطر من أجلها؛ وحقق حلمه، وأنجز عملاً عالميًا تاريخيًا جعل العالم يعرفه؛ على اختلاف جنسه وأجناسه، ولن يقف عند هذا؛ بل أجزم أنه يفكر ويخطط لتحقيق حلم أخر، وهذا ما سوف تفصح عنه الأيام القادمة.

ولكن ماذا عنا نحن؟
وماذا عن شبابنا؟
وماذا عن شعوبنا؟
وماذا عن حكوماتنا؟
وماذا عن علمائنا ومراكزنا البحثية؟
وماذا؟ وماذا؟ وماذا؟

هؤلاء الشباب الذين يملكون القدرات والقدرات، التي قد يتفوقون بها على فيليكس، وخير شاهد على ذلك ما تعج به صفحات الإنترنت نت واليوتيوب والتواصل الاجتماعي من أعمال وكتابات وإبداعات تفاعلية مع الأحداث أبهروا بها العالم؛ بل كان لهم طريقة خاصة في التفاعل مع هذا الحدث وتوثيقه بأعمال مميزة تنم على قدراتهم التفاعلية الفريدة، ولكن .... !

مشكلتنا أننا ننتظر من يكتشفنا، ومن يتبنانا، ومن يحتضن أفكارنا، ومن يحمل أحلامنا، ومن يأخذ بأيدينا، ونحن لم نتقدم خطوة واحدة، بل نقدم قدم ونؤخر الأخرى، ونشتكي الزمان ومن حولنا؛ بأننا طاقات مهدرة لم تستغل !؟!

فيليكس كسر حاجز الصوت بجسده.

فمتى نكسر نحن حاجز الخوف والتردد والكسل والخمول والتواكل من داخلنا، وننطلق لنحقق أهدافنا وطموحاتنا، ونصنع التاريخ حقيقة بأيدينا.

متى ذلك ؟



شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
28/11/1433هـ