ثقافة حزام الأمان
بين السلامة والأناة
بين السلامة والأناة
في يوم الخميس الماضي؛ يوم عاشوراء مررت بنقطة تفتيش " أم سدرة " طريق الرياض القصيم السريع، وطلب مني رجل الأمن الرخصة والاستمارة، ثم التوقف لتحرير مخالفة عدم ربط حزام الأمان، ولا إشكال هنا أنا مخالف وأستحق هذه المخالفة.
ولكن المشكلة هي المفاجأة التي حفزت رجل أمن الطرق أن يحرر لي هذه المخالفة، وهي قوله عندما طلبت منه أن يتجاوز هذه المخالفة: ( عدم ربطك للحزام يدل على أنك مستهتر برجل الأمن) ؟؟؟!!!
حقيقة تعجبت لهذا الرد، وقلت له : لم أستهتر ولكن أنتم من أعان على ذلك، فقبل سنوات كان هناك حملة وشدتم في تطبيق النظام، ثم بعد ذلك تراخيتم ولم تعودوا تسألوا عن حزام الأمان أصلاً ؟ فرد قائلاً : ( كان يوم شفت النقطة ربطت الحزام، وإذا تجاوزت النقطة فك الحزام ؟؟؟ ) عجبي من هذا الرد وتلك النظرة للحزام ؟ وكأن الموضوع شخصي وانتصار للذات !!!والعجيب بدل من أن أسمع من رجل الأمن أي تعليمات أو نصائح أو إرشادات حول حزام الأمان وأهميته، أسمع منه تلك التعليمات المشددة لاستغفال رجال الأمن !!!
فبدل أن أعطي دروس توعوية وقائية " الوقاية خير من العلاج " رايح يعلم الناس كيف يلتفون على النظام ويجعلون منه العوبة؛ ففقد هيبته وأصبح نظام لا روح فيه .إذا كان رجل الأمن الذي يفترض أنه أول العارفين بأهمية حزام الأمان، وأول المعرفين به، وأول المطبقين له، هذا مستوى ثقافته عن حزام الأمان وعن السلامة المرورية لسالكي الطريق، وما للحزام من دور بعد الله – سبحانه وتعالى – في التقليل من الإصابات عند وقوع الحوادث – لا قدر الله – فماذا نقول عنا نحن البعيدين عن ذلك ؟ وصدق المثل القائل : ( فاقد الشيء لا يعطيه ) .
ناهيك عن وعي الجهة المعنية بالتوعية بالسلامة المرورية وسلامة السائقين والركاب من أي أذى على الطريق، عندما أغفلت التوعية المرورية بالتوعية المادية ووضعتها في أعلى قسيمة المخالفة المرورية وبالخط العريض بضرورة التسديد قبل ثلاثين يومًا من تسجيلها لتفادي مضاعفتها للحد الأعلى، وكأنها جهة جباية أموال لا جهة معنية بالسلامة والأمن لسالكي الطريق !!!كم كنت سأكون سعيدًا أنا وغيري لو وجدت من رجل الأمن هذا وغيره عبارات توعوية وإرشادية، وعلى قسيمة المخالفة وخلفها مطبوع عبارات إرشادية، وحصلت مع هذه القسيمة على نشرة أو نشرات توعوية وإرشادية عن السلامة .
كم تمنيت أن تتولى الجهات المعنية بأمن الطرق وبالمرور برفع المستوى الثقافي والتوعوي لدى أفرادها، قبل نشرهم في نقاط التفتيش وإشهار أقلامهم لتحرير المخالفات المرورية فحسب ( نعم المخالفات المرورية مطلوبة، ولكنها وسيلة وليست غاية ) .
وكذلك أن تواصل حملات التوعية والسلامة المختلفة، لتحقيق التواصل مع السائقين وسالكي الطريق، لضمان حركة مرورية سلسلة، ولتأمين السلامة للجميع – بإذن الله – ولتفادي كافة إشكالات الحوادث والمخالفات المرورية على الطرق .
ولرسم صورة حسنة عن تلك المؤسسة وأنها معنية بالسلامة أولاً لا بالجباية من خلال نشر أفراد ثقافتهم مركزة على إيقاع المخالفات وكأنه يتشفى من سالكي الطريق لتعويض نقص يشعر به اتجاه الآخرين .
كم نتطلع إلى خطة أمنية شاملة ومستمرة للتوعية المرورية لترسيخ الثقافية المرورية وخلق الحس الأمني لدى السائقين وقبل ذلك لدى أفراد ورجال الأمن، لنصل إلى احترام قوانين وأنظمة المرور والسلامة المرورية والتقيد بالسرعة القانونية وربط حزام الأمان واختفاء كافة أشكال المخالفات والتجاوزات المرورية والأمنية .
كتبه
أبوعبدالعزيز
الرياض
13/1/1432هـ
( موضوع معد للنشر في أحد الصحف اليومية )
أبوعبدالعزيز
الرياض
13/1/1432هـ
( موضوع معد للنشر في أحد الصحف اليومية )