2011/05/16

كلنا فداء الدين والوطن

شذرات
قلم

كلنا فداء الدين والوطن


العزاء لقائد الأمة ولذوي الفقيد والشعب السعودي ومنسوبي الخارجية في شهيد البلاد الدبلوماسي حسن مسفر القحطاني – تقبله الله من الشهداء –.

فالقحطاني وكل سعودي يفخر أن يقدم نفسه فداء لدينه ووطنه؛ نعم نفخر بذلك وإن كان الغدر والخيانة من فئة ضالة خارجة عن الدين وكل المبادئ والأعراف التي كفلها الإسلام لأبناء الإسلام والمسلمين وغيرهم من البشرية، بل أكد على حفظ دماء المبعوثين والرسل، الذين يعرفون اليوم "بالدبلوماسيين" فقتلهم والتطاول عليهم هو خرق لميثاق رعى الإسلام حرمته وصيانته، قبل الدبلوماسية والمواثيق الدولية.

فما تمارسه اليوم بعض المجموعات المسلحة الخارجة عن النظام والسلطة الشرعية في الباكستان وغيرها من البلدان العربية والإسلامية وغير الإسلامية هو نوع من الفوضى والتخبط، وهي تصرفات لا تمت للإسلام بأي صلة، بل أنها تسئ وتضر بالإسلام وأهله، كما أنها ضد الجهاد الشرعي وليست منه؛ بل أن الجهاد منها برى، فالجهاد له شروطه وضوابطه التي أقرها الإسلام ولم يتحقق أي منها لهؤلاء، فقتل الأبرياء غيلة وسفك دمائهم بغير حق، هو دليل واضح على تطرف ولوثة فكر تلك الجماعات وعدم استقامته.

فكم نحن أبناء الأمة الإسلامية من حكام وحكومات وشعوب، معنيون بمحاربة هذا الفكر الضال والعمل على التحذير منه، والسعي لتصحيح تلك الأفكار والعودة بها للطريق الحق.
فما حدث للقنصلية السعودية قبل أيام من استهداف، وقبلها القنصلية السعودية في إيران، وبالأمس مقتل مساعد القنصل السعودي في كراتشي، لهي إشارات وإنذارات خطر، تدل على أن هذا الفكر آخذ بالتفشي والانتشار انتشار النار في الهشيم، فإن لم يتم التحرك الفوري لمواجهته ومقارعته بأساليب علمية وفكرية من ذوي الاختصاص، فإنه سوف يواصل انتشاره؛ ويكون خطرة أشد خطرًا على الأمة والعالم من المفاعلات النووية والأسلحة الجرثومية.

خاصة وأن المملكة العربية السعودية – والله الحمد – تتميز بتطبيق الشريعة الإسلامية وتستمد من مصدره – القرآن الكريم – كل أنظمتها وتشريعاتها، كما أنها تتميز بعلاقات قوية ومتينة بالمجتمع الإسلامي والعربي والدولي عبر المنظمات الدولية والإقليمية والعلاقات الثنائية، التي تنفرد بسياسات متوازنة ومنضبطة، وليست متقلبة ومتحولة ومضطربة، الأمر الذي خلق مناخات من الترابط والتلاقي في كثير من الأهداف والغايات والاستراتيجيات، التي تخدم الأمم لتحقيق المصالح المشتركة والتعايش السلمي البناء، وفق الشرعيات الدولية التي تخلق أجواء من التنسيق الأمني للحيلولة دون الانزلاق في الصراعات، مرتكزة في ذلك على أرضية صحيحة وصلبة.

الأمر الذي أدركته القوى المعادية التي تسعى جاهدة لإحداث الشروخ في علاقات المملكة بالدول الشقيقة والصديقة لها من خلال مثل تلك الأعمال الإرهابية المشينة التي ينبذها كل دين وعقل وعرف.

ولكن هذه المحاولات لا تنطلي على المملكة بقيادتها الحكيمة، بل أن هذه المحاولات مصيرها الفشل نتيجة إصرار المملكة وأشقائها وأصدقائها على إتمام المشوار الذي يسيرون عليه عبر كل القنوات خاصة الدبلوماسية منها، وهو ما يجعل الجميع يتطلعون إلى حكومة المملكة التي لن تتوانا في تحمل مسؤولياتها في حفظ وحماية بعثاتها الدبلوماسية في الخارج، كما هي تعمل عليه من أجل حفظ وحماية البعثات الدبلوماسية على أراضيها.

ولعل من بين تلك الخطوات ما تقوم بها من العمل على استعادة المغرر بهم والمنتهجين للمنهج العدائي الإرهابي، لتخلق لهم أجواء من الطمأنينة للعودة للحق وتجسيد الروح الإسلامية الحقيقية ونظرته الشمولية للحياة والأمم والشعوب.


شذرات بقلم
سليمان بن صالح المطرودي
أبوعبدالعزيز
المهـ رحال ـاجر
الرياض
13/6/1432هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق