2011/03/11

ثورة حنين الشامخة

شذرات
قلم

ثورة حنين الشامخة


الحمد الله حمد الشاكرين.
الحمد الله حمد المنتصرين.
الحمد الله حمد المعتزين.
الحمد الله حمدًا كما يحب ربنا ويرضى، نحمده - سبحانه وتعالى - أن من علينا بنعم لا تعد ولا تحصى.
نحمده أن من علينا بنعمة الأمن والأمان والاستقرار والوحدة واللحمة الصادقة بين الراعي والرعية في بلادنا بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية.
هذه اللحمة التي زرعت في قلوب الأعداء المتربصين بهذه البلاد خنجر الإحباط والفشل والحسرة بكل ما تعنيه الكلمة، إحباط لا يجاريه إحباط، وفشل لا يقاومه فشل، وحسرة لا يبرد حرارتها أي مبرد؛ وهذا من عدم قدرتهم على تحريك الشارع السعودي، وزعزعة الثقة المتبادلة بين المواطن والقيادة الحكيمة الرشيدة، تلك الثقة التي تعانق السماء علوًا وشموخًا ولا تهزها أي رياح وأعاصير عابرة.

وهذا ما ساد فضائياتهم من ذهول شديد؛ أصابهم بخيبة الأمل لعدم الاستجابة لدعوتهم والخروج للشارع مخالفة لولي الأمر ونقضًا للبيعة وشقًا لعصاء الطاعة، بل كانت الأوضاع خلاف ما تمنوه وتوقعوه؛ فكانت الحياة كما هي في الشارع السعودي بأسرة دون تجمعات أو مظاهرات أو أي مظاهر تخالف المعتاد، بل أن أتم الله النعمة بهطول الأمطار وزخات من البرد الذي دغدغ مشاعر الناس بالفرح والبهجة والسرور لما تحقق في هذا اليوم العظيم المبارك.

فهذا اليوم الجمعة هو يوم عيد وفرح لكل الشعب السعودي، ويحق لهم الاحتفال به عيدًا لما تجلى به من حقيقة أغاضت كل أعداء الأمة، من هذا التكاتف الصادق، وهذا الالتفاف بين القيادة والشعب، وهذا الحب والوفاء والمبادرة إلى التضحية وتقديم النفس منهما للحفاظ على حياة الآخر بكرامة وعزة.

ولا يفوتني في خضم أهازيج الفرح والسرور بما تأكد وهو متأكد في الأصل ولا شك فيه ولكن تأكيده في هذا اليوم عيد جديد لأنه يغض الأعداء ويفرح الأحبة والأصدقاء والمخلصين من العقلاء، لا يفوتني أن أشكر كل الواقفين خلف الكواليس والشاشات وصفحات الفيس بوك وفي المخابئ والجحور للتحريض على تلك الثورة المسماة بـ "حنين" من الفرس الرافضة الحاقدين أتباع الصهاينة الناقمين على الأمة، وأذنابهم من المرتزقة المساكين، وكذلك من فرح بهذا النداء وسارع بتقديم المطالب باسم الإصلاح بهذا الوقت العصيب من خفافيش الظلام وانتهازي المواطنة التائهين.

نعم نشكرهم لأمور عدة لعل منها :
  • أنهم عرَّفونا بغزوة " حنين " والرجوع لها ولأحداثها والاستفادة منها ومن مجرياتها.
  • أنهم جعلوا كل الشعب السعودي يلتف حول قيادته ويجدد لها البيعة ويبادر في تقديم نفسه الزكية فداءً لهذا الوطن وتلك القيادة المباركة.
  • أنهم جعلوا العالم يسلط الأضواء على بلاد الحرمين لينقل صور تلك الثورة المزعومة والمرتقبة من الأعداء، فنقل بدلاً من هذا لحمة ساطعة صافية بين الراعي والرعية لا غبش فيها ولا كدر، دون أي مطامع دنيوية أو تزلف أو تملق أذهلت القاصي والداني - ولله الحمد والمنة -.
  • أنهم كشفوا حقيقتهم المرة وصورتهم القاتمة التي حاولوا سنين وسنين أن يخفوها خلف وجوه مستعارة ومشاعر باردة مزيفة، ليفضحوا مشاعرهم الحقيقية ويكشروا عن مخالبهم العدائية ويزيلوا الأقنعة عن وجوههم الفاسدة تجاه هذا الوطن الأبي وشعبه الوفي وقيادته المباركة.
  • أنهم حفنة مرتزقة فارغي العقول يستمدون قيادتهم من أعداء البلاد والأمة من فرس الرافضة في إيران ومن يقبعوا بين ظهور أعداء الإسلام من الخونة المارقين الطامعين بالقيادة والهيمنة وتولي السلطة في بلاد الحرمين.
  • أنهم جمعوا الشعب السعودي ( ولاة أمر، وعلماء، ومواطنين ) صفًا واحدًا وكلمة واحدة نعم للحق، ولا للباطل.
  • أنهم جعلونا نفرق بين الرافضة المعممين الحاقدين، والشيعة المواطنين من أبناء هذه البلاد المباركة.
  • أنهم جعلونا نستفيد من النعم التي أنعم الله بها علينا وهي الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك والتويتر وغيرها ) للتواصل محبة وتكاتفًا وتواصي بالحق ضد كل الحاقدين والمفسدين والحاقدين.
  • أنهم أكدوا أن رجل الأمن الأول بهذه البلاد هو المواطن السعودي، ثم رجال الأمن العسكريين، وهذا ما تأكد اليوم من قلة انتشار رجال الأمن الرسميين لثقتهم بأن رجال الأمن موجودين على كل شبر من ثرى بلاد الحرمين المباركة.

إن ما ساد البلاد اليوم من هدوء ومرور الحياة بشكلها اليومي الطبيعي المعتاد، أفشل كل المخططات الرامية إلى إحداث الفوضى وزرع فتيل الفتنة في بلاد الحرمين المباركة؛ وقلب تلك الدعوى إلى قوة لحمة والتفاف وجمع كلمة وتواصي على الخير والحق وتجديد البيعة لولي الأمر بهذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله وأمد بعمره على طاعته – ولسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني – حفظهم الله جميعًا – .

اللهم لك الحمّد حتى ترضى لما أنعمته علينا من نعم جليلة
في أمن وأمان هذا البلد المبارك الكريم
( أللهم أجعل هذا البلد بلدا أمناً )
وأدم هذه اللحمة بين الراعي والرعية
ووفقنا لشكرك على هذه النعم


شذرات بقلم
مواطن مخلص لدينه ولولي أمره ووطنه
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض 6/4/1432هـ