2013/05/30

عندما تطمس الحقيقة ... !!!

شذرات قلم
عندما تطمس الحقيقة ... !!!
 
 
(ضربني وبكى، سبقني واشتكى) فن واقع يجيده الكثير؛ خاصة من يفقد اﻷمانة والمصداقية، ويتقن فن المراوغة ويجيد رفع الصوت؛ ﻹحداث ضجيج في الميدان، حتى لا يسمع صوت الحق فيعي اﻷخرون الحقيقة، ليعود الحق لصاحبه؛ والحق أبلج لا يغطى بغربال.

وهذه الدراما مستساغة ومعروفة من أهل هذا الفن وأصحاب السوابق في هذا الميدان.

لكن الغير مستساغ ولا يقبل؛ عندما يندفع من عليهم الشرهة وواقع المسؤولية بكل حرقة مع هذا الضجيج والسير في اتجاه تياره، دون أن يعودوا لمواقع الحقيقة وبحث منابع هذا الضجيج ودوافعه، والبحث عن الصوت المفقود والخافت لسماعه ومعرفة الواقع بالنسبة له، وتحليل اﻷقوال ومقارنتها باﻷصوات واﻷفعال، بحثا عن الحق والعمل به بكل تجرد، وبعيدا عن العواطف والتأثر باﻷجواء الخاصة للنيل من طرف ولوي ذراعه تحت جنح ظلام الباطل باسم الحق!

القاضي العادل لا يدون ولا يحكم حتى يسمع جميع اﻷطراف، ولا يصدر حكمه بلحظة إندفاع، وعليه التجرد من كل المصالح الشخصية والمؤثرات المحيطة به ليحكم بالعدل ويبرئ ذمته أمام الله - سبحانه وتعالى -.

هناك من يندفع وراء الضجيج، ويسعد به واستغلاله لتحقيق ذاته ومصالحه، باسم الحق والعدل والخوف من الله، وإن كانت شماعة تنطلي على البعض، إلا أنها شماعة ممجوجة ومكشوفة لا تنطلي على العقلاء، وأهل الذمم النزيهة الصادقة.

ومهما اشتغل من اشتغل تظل الحقيقة واضحة كفلق الصباح لا يمكن طمسها بحرف أو إمضاء جائر !!!!

 
شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي

المهـ رحال ـاجر
الرياض
1434/7/20هـ
نشر في صحيفة العالم الأن الإخبارية الإلكترونية
http://noworld.net/articles.php?action=show&id=464

وساوس حرب الضد !!!

شذرات قلم
وساوس حرب الضد !!!
 
تجد في الميدان الوظيفي حركة تداول المواقع الوظيفية، إما بترقية أو تكليف أو ترشيح، وهذه سنة الحياة الوظيفية فجميع كراسيها دوارة!

ولا غرابة أن يصل لكرسي اﻹدارة والقيادة من يجهل أبسط مبادئ اﻹدارة، ولكن الغرابة أن يقدم بقوة شديدة لميدان القيادة وهو لا يحمل رخصة قيادة في اﻷصل، فتراه يتخبط في العمل والقرارات التي يتخذها منفردا دون أن يجلس مع من يعملون معه وتحت إدارته ولديهم علم ومعرفة بمسارات العملية اﻹدارية، ويسمع منهم عن ألية العمل وما يواجههم من صعوبات ومعوقات، وما لديهم من مقترحات وأفكار لتطوير العمل، ليكونوا جميعا فريق عمل واحد لتحقيق النجاح اﻹداري المنشود.

بل أن الأغرب من ذلك أن يتهم من معه بالتقصير وأنهم تكاتفوا عليه لمحاربته !
عجبي من تلك التهمة الباطلة !
(وربما هي تهمة لتغطية الفشل الذي يشعر به ويراه حتى لا يقال أنه فاشل)

القيادي الناجح هو من يكون فريق عمل متجانس، ويجلس معهم لمناقشة كل ما يتعلق باﻹدارة، ثم يحددوا جميعا اﻷهداف، وآليات العمل، والخطوات الواجب اتباعها، ومهام كل فرد منهم، وتحديد جدول زمني ﻹنجاز ماتم الاتفاق عليه، ليتولى كل منهم إنجاز المطلوب منه (بقاعدة تفويض السلطة) ومن ثم إعداد تقرير يمكن من خلاله تقيم العمل ومستوى اﻹنجاز لمواصلة المراحل التالية لكل مرحلة.

ومتى حصل تقصير أو تراخي يتم محاسبة المسؤول عن ذلك؛ فالتقصير حاصل لا محالة!

وبهذا يتحقق اﻹنجاز ويسجل النجاح، ولا يمكن للقيادي أن ينجح منفردا؛ وإن سعى لذلك بمفرده فهو للفشل أقرب، ﻷن النجاح الحقيقي هو نجاح المجموعة لا نجاح الفرد داخل المنضومة، وإن كان هناك تميز لبعض اﻷفراد عن البعض، فلكل قدراته وإمكانيته، والقيادي الناجح هو من يحسن معرفة الفروق واستغلالها بما يحقق النجاح.

ومتى عمل القيادي منفردا (وصار يقدح من راسه) فشل وإن تصور تحقيق نجاح فهو وقتي!

والقيادي الناجح هو من يعمل مع فريقة؛ دون أن يزعج المسؤول بكل كبيرة وصغيرة في إدارته؛ وإن أوحى إليه المسؤول بأنه يسمع له هذا اليوم، إلا أنه سوف يحكم عليه بالفشل غدا، وسوف يمل منه ويعمل على التخلص منه، وهناك قاعدة تقول: (متى شكى لك المسؤول موظفيه، شكاك غدا أمام اﻷخرين)!

وفي كل اﻷحوال القيادة فن لا يدركه كل من جلس على كرسي القيادة !



خواطر بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
1434/7/19هـ
نشر في صحيفة العالم الأن الإخبارية الإلكترونية
http://noworld.net/articles.php?action=show&id=425