2012/02/22

وداعًا أبا عبدالله

شذرات قلم
وداعًا أبا عبدالله

قال تعالى : ( إنك ميت وإنهم ميتون )
ودعت محافظة عنيزة فجر يوم السبت الموافق 26/3/1433هـ؛ ابنها البار العم الشيخ / إبراهيم بن عبدالله بن عبدالعزيز الملوحي، بعد معاناة مع المرض في آخر أيام حياته، كان خلالها حامدًا شاكرًا ربه  – عز وجل – ما به، صابرًا محتسبًا – جعل الله ما أصابه طهورًا وكفارة –.
وقد تقبل أبناء الفقيد وذويه ومحبيه العزاء فيه، وكان الجميع متأثرين لفقد هذا الرجل الذي كان أبًا للصغير وأخًا للكبير، قائمًا بحقوقه اتجاه أسرته ومجتمعه ووطنه، محبًا للخير وذو أخلاق فاضلة عرف واشتهر بها – رحمه الله – وقد بدا تأثر الجميع لفراق العم أبوعبدالله ظاهراً على محياهم وتعابير وجههم؛ وهذا ليس بغريب على محبين أوفيا  لفقيد رحل عنهم بعد أن شاركهم هموم الحياة، وقاسمهم فيها الفرح والسرور، والأحزان والألم.
كيف لا وهو كان مدرسة في الحنان والتواضع، والقرب من الفقراء والمساكين، وكانت له اليد الطولى في البذل والعطاء في كل طرق وميادين الخير، فقلبه كبير لا يعرف طريقًا إليه الكره والبغضاء، ولم تكن نفسه جشعة فتحسد كل صاحب نعمة، فهو – رحمه الله – لم يعش لنفسه ولا لدنياه، بل عاش بسيطًا خفيف الظل، كريمًا يفرح بالقادم إليه، يحب إدخال الفرح والسرور على الآخرين، صبورًا جلدًا لا يشتكي.
كذلك عرفناه وهذا ما شهد به كل من عرفه؛ فكان رفيع الهمة عالي الرأس، حسن التعامل والتصرف في المواقف التي تتطلب الحكمة والدراية، بشوش الوجه عريض الابتسامة، كان يتوافد عليه في مجلسة القريب والبعيد.


ودعتك الله يصاحب الصيت

يجـعـلك ربــي في مـعـيـــة نـبـيـــه
لو شفت من عزى ومن جاء للبيت
 

معــزتــك تــــره في عيــون أمجـلـــه
سيبقى أثر محبتك وعطفك يا أبا عبدالله في قلوب الجميع، وستبقى بصمة تعاملك الحانية في نفوس كل من عرفك، فلئن غاب جسدك فما زال ما زرعته من خير ومحبة وصفا نبراسًا يتنفسه الجميع.
فعزاؤنا أنك قدمت على ربك بقلب سليم، وفارقتنا وأنت رافع سبابتك بشهادة التوحيد ولله الحمد والمنة، فرحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته، ورفع درجتك في عليين، ونسأله أن يلهمنا جميعًا الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .

شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
30/3/1433هـ

نشرت في صحيفة الجزيرة
يوم الخميس الموافق 8/4/1433هـ
متابعة صفحة 43
http://search.suhuf.net.sa/2012jaz/mar/1/fe37.htm