2013/10/07

الأضـحـيـــة !!!

شذرات قلم
الأضــحــيــــــــة
بين الواجب والممنوع



الأضحية قررها الشارع – جل في علاه – قال – سبحانه وتعالى – : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) الآية.

وعن أنس بن مالك قال: (ضحى النبي – صلَّ الله عليه وسلّم – بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر، وضع رجله على صفاحهما).

وكما هو معلوم أن للفقهاء وأهل العلم المعتبرين أقوال في الأضحية، وأن ذبحها أفضل من الصدقة بثمنها؛ لأن ذلك عمل النبي – صلى الله عليه وسلّم – والمسلمين معه؛ ولأن الذبح من شعائر الله، فلو عدل الناس عنه إلى الصدقة لتعطلت تلك الشعيرة.

والأصل في الأضحية أنها مشروعة في حق الأحياء كما كان رسول الله – صلى الله عليه وسلّم –  وأصحابه يضحون عن أنفسهم وأهليهم، وأما ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له.

والأضحية وشروطها وأجناسها وصفاتها وما يتعلق بأحكامها ليس محل بحثنا هنا، وما تقدم ما هي إلا إشارة خاطفة لهذه الشعيرة الإسلامية العظيمة، التي يتقرب بها المسلمون إلى خالقهم بإراقة الدماء المشروعة، موحدين غير مشركين، متبعين غير مبتدعين، باذلين دون أي شح أو من أو أذى.

إلا أن المؤسف أن مفهوم الأضحية اليوم اختلف عن مفهومه بالشريعة الإسلامية – كما تقدم – إذ أن مفهوم الأضحية لدى البعض، ممن يتبعون الهوى والمصالح الشخصية والمطامع الدنيوية وحب التسلط والنفوذ والتربع على الكراسي والسيطرة على كل شي – وإن لم يكن لهم حق فيه – حتى صار من يقف في طريقهم دون تحقيق هذا الهدف وتلك الغاية هو الأضحية المشروعة لهم، بغض النظر عن جنسه وجنسيته، ولونه وعرقه، وعن قربه وبعده، وحبه وعداوته، وجرمه وبراءته.
لأن الميزان هو المصالح الشخصية والمطامع الدنيوية التي يسعى إلى تحقيقها ويعمل على إنجازها؛ حتى وإن كان الثمن التضحية بالأخ والقريب والصديق والزميل؛ بل والوطن ومصالحه الوطنية العليا؛  ما دام أنه سوف يحقق هدفه وغايته الدنيئة التي لا تتعدى أنانيته وحبه لذاته ونكرانه لغيره ممن حوله ووطنه الذي ينتمي إليه.

فجعل مشروعية الأضحية في الظلم والبهتان؛ وربما في سفك الدماء المعصومة؛ حتى شاع الفساد، ووقع الخبث، وكان الهرج والمرج، وساد صوت الباطل، واختنق صوت الحق، وصار العاقل حيرانًا لهول ما يرى من واقع مشين؛ خطه تائه مسكين، أعمته النفس والهوى وحب الذات ونكران كل ما سواها.

إن الفواجع اليوم سببت جرح عميق، وشرخ كبير، أفقدت الثقة في القادم من أي اتجاه كان؛ بعد أن تكشف زيف الشعارات، وظلمة الوعود الزائفة، ودناءة ذمم الأصوات المرتفعة، وحقارة الأهداف المرسومة، وأكذوبة خارطة الطريق المزعومة؛ التي تجلت كل معالمها في انحصارها في تحقيق غايات وأهداف شخصية تخدم الأعداء وتلبي رغباتهم ومطامعهم في النيل من الحق وتكريس الظلم والطغيان.

فشتان بين المضحين والأضحيتين والضحايا !!!



شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
1434/12/2هـ