خاطرة
مـدن حـضــاريـــة
على الطرق
بين مناطق ومدن ومحافظات المملكة
(أصل هذه الخاطرة قديم وسبق تقديمة لوزارة الشؤون البلدية والقروية في عام 1429هـ)
اطلعت على مقال الدكتور / محمد بن عبدالله العوين (سافر يا حبيبي وارجع: محطات طرق تجبرك على ألا تقف إلا في مبتغاك البعيد..!) المنشور في العدد رقم (14625) من هذه الصحيفة الغراء، الموافق يوم السبت 27/11/1433هـ(http://www.al-jazirah.com/2012/20121013/ln15.htm )الذي تحدث فيه عن المحطات على الطرق البرية بين مناطق ومدن المملكة في مختلف الاتجاهات، وما تعانيه من سوء خدمات وقصور في الأداء.
إنني أشاطر الدكتور / محمد، تلك الحالة التي يعاني منها جميع مرتادي الطرق، وهذا من خلال ما دونته من خواطر حول تلك المحطات والمؤمل أن تكون عليه.
وتعقيبًا على ذلك؛ أضع بين أيدكم هذه الخاطرة والمتمثلة في تقديم مدخل إلى فكرة إنشاء مدن حضارية على الطرق البرية التي تربط بين مناطق المملكة ومحافظاتها ومدنها ببعضها.
إذ لا يخفى على أحد ما يحتاجه المسافر خاصة على الطرقات الطويلة إلى أماكن يتوقف فيها للراحة والصلاة والتزود بالمؤن والغذاء وبعض الاحتياجات، وإجراء بعض الصيانة الخفيفة لسيارته.
وفي هذا الوقت الذي تعيش فيه بلادنا الغالية أوج ازدهارها ورقيها، وسيرها في خطى حثيثة وواثقة للجذب السياحي إليها سواء من المواطنين أو المقيمين أو من مواطني دول مجلس التعاون أو من الدول العربية أو من السياح الأجانب من الشرق والغرب.
ولآن معظم هؤلاء المسافرين والسياح يستخدمون المواصلات البرية في معظم تنقلاتهم فأجدها مناسبة أن أتقدم بفكرة هذا المشروع مساهمة في دعم السياحة الداخلية، وإبراز معالم النهضة التي تعيشها مملكتنا الحبيبة – حرسها الله من كل مكروه – ويتمثل هذا المشروع في (إنشاء مدن حضارية على الطرق الواقعة بين المناطق والمدن) لتكون معلمًا بارزًا من المعالم السياحية في بلادنا.
وفي طرحي لهذه الفكرة فإني أحاول أن أعطي مدخلاً إلى مشروع تلك الفكرة، التي تبقى في الأصل فكرة قابلة للطرح والمناقشة والتعديل بما يجعلها تتناسب مع أهمية تفعيل مثل هذا المشروع – وهذا بالطبع في حال استحسان الفكرة – .
الـفـكـــرة :
تتلخص الفكرة في إنشاء وتشييد (مجمع أمني وخدمي وتجاري أو مدينة حضارية) على الطرق السريعة والزراعية التي تربط بين المناطق والمدن في مختلف أرجاء المملكة.
وتكون تلك (المجمعات أو المدن الحضارية) عبارة عن مراكز أمنية وإسعافية وتجارية وخدمية لهذه الطرق، وبالوقت نفسه تمثل معلمًا حضاريًا لهذه الطرق وللمناطق والمدن التي تقع في حدودها؛ يمزج في تصميمه المعماري بين الماضي والحاضر، مستشرفًا لمستقبل زاهر – بإذن الله تعالى –.
الـهــدف :
الهدف من تشييد تلك (المجمعات أو المدن الحضارية) هو إبراز أحد أهم اهتمامات المملكة بالطرق ممثلة بوزارة النقل، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، والهيئة العامة للسياحة والآثار؛ وغيرها من الجهات ذات العلاقة؛ بغية ترسيخها في عقول المسافرين والسياح وعابري طرق المملكة من خلال واقع مشاهد وملموس، وبصورة فنية وحضارية، ولتكون معلمًا سياحيًا خاصًا وفريدًا لمناطق المملكة، يتذكره كل عابر لهذه الطرق من الضيوف والسياح والزوار للمملكة من الحجاج والمعتمرين والمصطافين والعاملين في المملكة.
الشكل التصميمي :
تمتاز مناطق المملكة بنماذج متعددة من التصاميم المعمارية القديمة والحديثة، وكل منطقة ومحافظة تمتاز بطراز معين من المباني الأثرية، وهي لوحات فنية متميزة وفريدة، لهذا فإنه من المناسب أن تكون تلك المدن الحضارية مستوحات في تصميمها المعماري من تلك التصاميم؛ بحيث يكون تصميم تلك المدن (المدن الحضارية) وفق الطراز المعماري القديم الممزوج بالطراز الحديث لتشكل بذلك لوحة فنية معمارية متميزة ومعبرة في آن واحد.
مكونات المشروع :
تكتمل الغاية من هذا المشروع في مكوناته، فلعل من أهم مكوناته ما يلي:
1 – الشكل العام للمشروع:
أ – مجمع تجاري وخدمي وأمني وإسعافي في موقع واحد.
ب – يكون في موقعين على جانبي الطريق يربط بينهما جزيرة معلقة (جسر) تحتوي على المطاعم والسوق التجاري والمعارض وغيرها، ويكون هناك محطتين للتزود بالوقود على جانبي الطريق، وتوزع المكاتب الإدارية للقطاعات العاملة والمستفيدة من الموقع، ومراكز الصيانة وغيرها موزعة بين الجانبين وتكون الجزيرة همزة وصل بينها وكذلك يستفاد منها كمنطقة دوران.
2 – الشكل التفصيلي لمكونات المشروع: بحيث يتكون المشروع في مجموعه مما يلي:
أ – محطة (للتزود بالقود، ولتغيير الزيت والبنشر وخلافه).
ب – مكاتب إدارية، وتخصص للقطاعات العاملة والمستفيدة من الموقع ، كـ :
1 – أمن الطرق.
2 – الجوازات.
3 – الدفاع المدني.
4 – الهلال الأحمر.
5 – الإرشاد السياحي.
6 – الإعلام.
7 – فرق الصيانة.
8 – الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
(وغيرها من الجهات المستفيدة من الموقع).
ج – مسجد (ومصلى للنساء) بكامل خدماته.
د – مقرات خدمية، وهي كثيرة منها على سبيل المثال:
1 – استراحة (غرف للتأجير بالساعة).
2 – دورات مياه.
3 – مطعم / مطاعم عالمية.
4 – أسواق (سوبر ماركت).
5 – كافتيريا للقهوة وللوجبات السريعة.
6 – معارض للملابس والعطورات.
7 – ورشة للصيانة "الخفيفة"
وغيرها من المقرات الخدمية المطلوبة عادة.
هـ– مركز لسيارات ووحدات الدفاع المدني.
و – مركز لسيارات ووحدات الهلال الأحمر.
ز – مواقف للسيارات الرسمية وسيارات الموظفين العاملين في تلك المدن.
3 – مواقف: يخصص مواقف عامة، تستوعب الشاحنات والحافلات والسيارات الصغيرة.
الـتـنـفـيــذ :
تتبنى الجهة ذات العلاقة (كوزارة النقل، أو وزارة الشؤون البلدية والقروية) فكرة إنشاء هذه المدن الحضارية على الطرق التي تربط مناطق المملكة ومحافظاتها ومدنها وقراها ببعضها، ويعنى بدراستها وتصميمها فريق عمل؛ من خلال تشكيل لجنة مشتركة من الجهات المعنية بالعمل بتلك المدن، كـ: وزارة النقل، وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الداخلية؛ ممثلة في (أمن الطرق، الجوازات، الدفاع المدني) وهيئة الهلال الأحمر السعودي، الهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارة الثقافة والإعلام، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وشركة أرامكو السعودية، وغيرها من الجهات ذات العلاقة للخروج بمتطلبات تلك الجهات ليتم تصميم تلك المدن وفق الاحتياج، مع الأخذ بعين الاعتبار بمتطلبات التوسع المستقبلية، وكذلك العوامل المناخية والمواقع الجغرافية لمواقع تلك المدن الحضارية.
نتائج مرجوة من المشروع :
في نظري أنه سوف يتحقق – بإذن الله تعالى – من هذا المشروع عدد من النتائج منها على سبيل المثال:
1. أن تكون هذه المدن معلمًا يبرز من خلاله النهضة التي تعيشها بلادنا الغالية – ولله الحمد والمنة – .
2. تهيئة تلك المدن بنقاط أمنية، وبكل متطلباتها وتجهيزاتها الأمنية اللازمة.
3. تهيئة تلك المدن بمراكز للعناية بالسلامة (الدفاع المدني والهلال الأحمر) وإبراز عناية المملكة بهذا الجانب.
4. دعم السياحة الداخلية بالمملكة بمشروع معماري حضاري متميز، ويجاد مقر للإرشاد السياحي في متناول كل مستخدمي الطريق.
5. دعم الجانب الثقافي والإعلامي والدعائي من خلال تهيئة مقر يعنى بهذا الجانب في تلك المدن ليتواصل مع الجمهور معها في الجوانب الثقافية والإعلامية والإرشادية وغيرها من الجوانب.
6. نشر الوعي والدعوة للإسلام بين أبناء الجاليات المرتادة لتلك المدن.
7. يمكن أن يطلق على كل مدينة أسم أحد أعلام بلادنا البارزين.
8. سوف تعكس تلك المدن الحضارية صورة ايجابية لدى مرتاديها من السعوديين وغير السعوديين، مما يجعل لها صدى في كل مكان.
وفي الختام أرجو أن أكون قد وفقت في طرح تلك الخاطرة، التي أجزم أن غيري كثير قد سبقوني بخواطر أخرى تصب في مجموعها لخدمة هذا الوطن الغالي علينا جميعًا، والتي نؤمل من خلالها أن نرى تلك الأفكار والمقترحات واقعًا ملموسًا يستفيد منه المواطن والمقيم على ثرى تلك الأرض الطاهرة قريبًا – بإذن الله تعالى –.
خاطرة بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
20/10/1429هـ
نشرت في صحيفة الجزيرة يوم الثلاثاء 7/12/1433هـ؛ الموافق 23/10/2012م
في العدد رقم (14635) صفحة عزيزتي الجزيرة ص 18، بتصرف من الصحيفة)
في العدد رقم (14635) صفحة عزيزتي الجزيرة ص 18، بتصرف من الصحيفة)
http://www.al-jazirah.com/2012/20121023/rv1.htm