2011/05/19

المدير الجديد للإدارة .. بين الإخفاق والنجاح !؟!

شذرات
قلم

المدير الجديد للإدارة

بين الإخفاق والنجاح !؟!





يتراوح عمل الموظف والمدير والمسؤول في القطاع الخاص والعام، بين الإخفاق والنجاح، وبين قمة الإنتاجية والخمول في الأداء الوظيفي، وهذا أمر طبيعي وهي سنة الحياة فالفروق بين البشر مدركة وواقعة، ولكن هذا لا يعني أن نقبل أن يكون هناك فروق واضحة صعودًا وهبوطًا، وبشكل مخل في مخرجات المنشأة أيًا كانت وبدون أسباب جوهرية تبرر ذلك بشكل مقنع ومقبول.


ومن المؤسف جدًا أن نجد إدارة معينة تعانق عنان السماء في الإنتاجية والإبداع والتطوير، ثم فجأة تنطفئ شمعتها ويختفي بريقها ويخفت صوتها دون أي مبررات لذلك؛ وعندما نمعن النظر في الأمر نجد أنها وصلت إلى ما وصلت إليه من الإنتاجية المتميزة في الأداء والنشاط والحيوية في العمل؛ كانت بفترة مرتبطة بشخص مديرها "السابق" الذي تحول عنها إلى موقع أخر ليبدأ مرحلة جديدة من الانطلاق والوهج في الأداء والشعلة في التطوير والإنتاجية، بينما ساد الخمول الإداري المقيت في إدارة كانت يومًا نجمة ساطعة في هامة المنشأة لتتحول إلى كابوس مزعج يؤثر بلا شك في العملية الإدارية للمنظمة عمومًا لضعف المخرجات وانعدام الإنتاجية.


وقد يعزوا البعض هذا الخمول للإدارة ومديرها الجديد، إلى عدد من العوامل التي منها:


  • عدم وضوح الرؤية وضبابية الأهداف للمدير الجديد للإدارة.
  • عدم التخصص مع قلة الخبرة وعدم التدريب والتطوير لهذا المدير.
  • عدم رغبة المدير الجديد في التجديد والتطوير والعمل؛ بل يحبذ أن يعود كل إنجاز للمدير السابق إلى "غمده" ليريح نفسه من عناء البحث والمتابعة والمثابرة لمواصلة المشوار.
  • عدم رغبته في تجاوز الروتين وتفضيله له على التجديد والتطوير والإبداع.
  • وقد يكون الإقصاء من المسؤولين لمرؤوسيهم وعدم منحهم الصلاحية تكون سببًا في ذلك.


وفي كل الأحوال لا يعذر المدير الجديد من تحمل جزء كبير من المسؤولية إزاء هذا الإخفاق، فلو أنه جد واجتهد وفسر عن ذراعي الإبداع والتطوير لكان له ما يطمح إليه كل مريد أن يصل للقمة بجهده وإثبات نفسه بنفسه ليحمل هو الكرسي الذي يجلس عليه لا بالخنوع للغير حتى يصل إلى كرسي يحمله يومًا ويدور به ويرميه كما رمى غيره من قبله !!! (فكن أنت من يحمل الكرسي، ولا تكون من يحمله الكرسي)!!!


فالمدير الناجح هو من :


  • يهتم بالتطوير، ومتابعة المستجدات في عالم الإدارة ويأخذ ما يناسبه منها للرقي بإدارته.يستغل أوقات العمل الرسمية بالعمل الدءوب وخلق قنوات إبداع وتطوير في إدارته.يتعامل مع الجديد بالاهتمام والعناية حتى وإن لم يكن من اختصاص إدارته.
  • يفتح قنوات تواصل عديدة مع الآخرين، خاصة من لهم علاقة في اختصاص إدارته، ولا يتقوقع في مكانه حتى يصل إليه الآخرون الذين لن يبحثوا عنه إن لم يبادر هو بالبحث عنهم.يبذل الجهد في عمله، ويجدد ويطور فيه ويسعى إلى ذلك، ولا يقول (لا أبحث عن أمر ليس لي به مصلحة!؟!).
  • يحرص على الاجتماعات وحضور المناسبات والفعاليات للنهوض بإداراته.
  • يتحمل نصيبه من أعباء الإدارة، ويكون قريب من كل خطواتها الإنشائية والتنفيذية.


متى كان المدير كذلك نهض بإدارته، وتمكنت الإدارة من تحقيق مخرجات إيجابية تنعكس على المنظمة في قوة الأداء والتطوير، ولكن متى أخفق المدير في ذلك ومال إلى الخمول والدعة، فإن هذا يستعدي أن يكون هناك تدخل من القيادة العليا في المنظمة لمعالجة وضعه لكي تعود الإدارة إلى موقعها المعتبر وتسير وفق الطريق الصحيح الذي تؤمله المنظمة منها ومن جميع إداراتها الحيوية والهامة، وهذه المهمة ليست مهمة سهلة ولا تتم بسرعة وإنما تحتاج إلى بعد نظر وتأني في اتخاذ القرار وتحديد مسار المعالجة، الأمر الذي يتطلب معه جهد مضاعف حتى تتمكن الإدارة العليا من معالجة وضع مدير هذه الإدارة.


ولكن على المدير أن لا ينتظر حتى تقوم الإدارة العليا بمعالجة ما أوصل إدارته إلى هذه النقطة وليبدأ هو بمعالجة نفسه، لأن من الخطوات التي قد تتخذها الإدارة العليا لمعالجة وضع الإدارة هو إبعاده عن هذه الإدارة وبالطبع هنا مشكلة كبيرة لأنه سوف يفقد الثقة فيه في تولي مسؤولية قيادية أخرى في قادم حياته الإدارية، مما يعني فشلة.


فبناء الثقة بالنفس أولاً هو أول الخطوات التي يجب على المدير المخفق أن يبدأ العمل به ليستعد ثقته بنفسه ومن ثم بمن حوله ممن يعمل تحت إداراته، وفي الوقت نفسه بالقيادة الإدارية العليا للمنظمة، وهذا من خلال:


  • تقويم عمل الإدارة ونقد أعمالها بكل شفافية لكي يصل إلى الحلول المثلى لمواطن الخلل المؤدية إلى هذا الإخفاق.
  • تقبل النقد من الجميع، والبحث عن البدائل والحلول، وتقبل الاقتراحات الهادفة والبناءة.
  • أن يتمثل ويتحلى بالصبر والجد والمثابرة لتحقيق أعلى مؤشرات الإبداع والتطوير لإدارته.
  • السعي لاستقطاب الكوادر البشرية المتميزة للعمل في الإدارة.
  • وضع أهداف قصيرة المدى وأخرى بعيدة المدى مع وضع خطة عمل تساهم في تحقيق تلك الأهداف، والعمل على تنفيذها على مراحل وفق خطة مرنة وقابلة للتطوير والتجديد.
  • عدم الاستسلام للمعوقات التي تواجهه، والعمل على تذليلها بكل الإمكانات والآليات الممكنة.
  • تنمية روح العمل الجماعي بروح الفريق الواحد لدى منسوبي الإدارة.
  • المشاركة في البرامج والفعاليات، وحضور المناسبات، والعمل على التدريب والتطوير.
  • الدعوة إلى تفاعل جميع منسوبي المنظمة في تقديم المقترحات والآراء الهادفة إلى تطوير العمل والرقي به.


وغير ذلك مما يساهم في إحداث نقلة نوعية في الإدارة، مع التأكيد أن الإدارة العليا في المنظمة ستحرص على توفير كل ما من شأنه المساهمة في تفعيل تلك الخطط والمقترحات المتميزة والطموحة للنهوض بالإدارة، وهذا لما سوف ينعكس على المنظمة مستقبلاً من إنتاجية متميزة وفريدة.


فمن لمع اسمه في الإدارة يومًا من الأيام ولمعت معه الإدارة وذاع صيتها؛ لم يكن من محض الصدفة، بل هو نابع من تحقيق هذا الاسم لأكثر مما كان متوقعًا منه في ميدان الإدارة، جدًا واجتهادًا، فكان له الصيت والشهرة بين أقرانه الذين تولوا الإدارة وهم أعلى منه درجة وظيفية ومؤهلاً علميًا؛ إلا أنهم أخفقوا في الإدارة وذاع صيتهم في الاتجاه المعاكس؛ وهذا لأنهم لم يقدموا حتى الحد الأدنى من العمل المطلوب منهم إنجازه في الإدارة، فتعثروا في أول خطوة من خطواتهم الإدارية مما جعلهم متقوقعين على أنفسهم بحجج واهية لا تشنف الأذان إلى سماعها وإن علت أصواتهم بأنواع من المبررات التي لا يمكن قبولها منهم.


فنجاح المدير أو الموظف أو المسؤول وفشله يقدر لهم في أول خطوة خطوها في ميدان العمل التطبيقي من حياتهم الوظيفية !!!






(هي نصيحة قدمتها إليه، فقال: كل شي يعود لغمده!!! وعندما كررت عليه، قال: هذا موضوع يصلح لشذراتك !!! وأنا أقول هذه شذرات قلمي بين يديك لعلها تنفعني وتنفك وتنفع الجميع)




شذرات بقلم 

سليمان بن صالح المطرودي 

أبوعبدالعزيز 

المهـ رحال ـاجر 

الرياض 

16/6/1432هـ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق