2011/02/12

الإرادة في صناعة الحلم !!!


شذرات
قلم

الإرادة في صناعة الحلم !!!



الإرادة هي الخطوة الأولى نحو تحقيق الهدف وصناعة النجاح وتحويل الحلم إلى واقع ملموس.

كثيرة هي الأحلام، والطموحات، والأهداف، إلا أننا نقتلها ونقضي عليها؛ لفقد الإرادة الحقيقية التي تجعلنا نحول هذه الأحلام وتلك الطموحات والأهداف إلى سراب نعض على أصابع الندم بعد فوات الأوان، لعدم تحقيقها.

فالإرادة لا تكون إلا بوجود الهمة العالية، من أصحاب نفوس تواقة لورود أعالي القمم، وبعزيمة صادقة، ونية صالحة متوكلة على الله –سبحانه وتعالى– ثم بقوة متوهجة وقادة غير متخاذلة، وتكون بالأفق الواسع المتجدد، وبإدراك المحيط من الأحوال والأحداث، وبالإتقان وعدم التفريط، وكذا تكون في نزع جلباب الاستسلام للعادات السلبية، وتكون في تحديد الهدف السامي والتوقيت المناسب والوقت الكافي وفق جدول زمني وبرنامج منظم وفق الأولويات التي تكفل إنجاز ذلك دون تردد أو تعجل أو الاستسلام للفشل، والمحاولة تلو المحاولة بكل تفاؤل وآمل ببزوغ شمس النجاح بكل ثقة واقتدار.

نعم فمن خلال تلك الخطوات – بإذن الله – نستطيع أن نبني في دواخلنا قوة الإرادة لتحقيق الهدف والوصول للغاية والظفر بالنجاح المنشود، فالإرادة كنز كل إنسان ناجح يستطيع من خلاله نيل السعادة وقلب الحلم إلى حقيقة.

والأهم هو مشروعية الأهداف وسلامة مطلبها، وصحة الطريق الذي نسير فيه لتحقيق تلك الأهداف، فقوة الإرادة والعزيمة لا يمكن أن تأتي بثمارها إذا كانت المطالب مخالفة وغير مشروعة، والطريق الذي تم سلوكه غير صحيح؛ فإذا كانت المطالب كذلك كانت سهام مسمومة تقتل صاحبها بصمت بدون محالة.

وهناك عوامل تؤثر في الإرادة من حيث القوة وعدمها، ومنها الأسرة والبيئة التي ينشأ ويتربى فيها، وكذلك الأصدقاء والجلساء الذين يجالسهم ويخالطهم، والعامل الأهم هو النفس "أنت" فحديث النفس والمشاعر والأحاسيس والعقل الباطن؛ فكلها لها دور فاعل ومهم في التأثير على الإرادة.

فلتكن إرادتنا قوية وهدفنا سامي وغايتنا شامخة، ولنتوكل على ربنا – عز وجل – ولنسلك الطريق الصحيح المستقيم الذي لا اعوجاج فيه وإن كان فيه أي اعوجاج بادرنا بتعديله بالتوبة والنوبة والاستغفار والاعتراف بالخطأ والرجوع إلى المولى الحق – سبحانه وتعالى – ولنعمل بكل جد ونشاط دون أي كلل أو ملل لتحقيق الهدف وهو رضوان الله –سبحانه وتعالى – عنا، وغايتنا هي الفوز بالجنة، وطريقنا هو الإتباع لا الابتداع، أو المخالفة، والبعد عن كل مواطن الزلل والمنزلقات، التي تهوي بنا في مراتع العفن والهلاك.

فمتى كنا كذلك، كانت حياتنا حياة أنس وسعادة، وقلوبنا بيضاء نقية، وصدرونا صافية لا غل ولا حسد فيها، وعلاقاتنا متينة قوية، وتلذذنا بالحياة الدنيا لأنها هي الطريق الموصل للحياة الأخروية.

فحلمنا هو الجنة وبالإرادة القوية والسير على الطريق الحق والصواب بإذن الله سوف يتحقق لنا الوعد من ربنا الحق بالفوز برضاه – عز وجل – والجنة، وهكذا هي أحلام الدنيا متى كانت صادقة نقية فإنها تكون بالإرادة القوية حقيقة واقعية، فمن كان يحلم أن يكون طبيبًا أو مهندسًا أو معلمًا أو رسامًا أو صانعًا أو عالمًا أو تقنيًا أو صاحب أي مهنة؛ فإنه بالإرادة والتوكل والعمل الجاد والمثابرة الصادقة سوف يكون كذلك بإذن الله ويكون حلمه حقيقة يعيشه واقعًا ملموسًا.

فلا شي مستحيل ولا صعب ولا غير ممكن مع العزيمة وقوة الإرادة والجد والعمل والمثابرة وعدم اليأس والركون لعوامل الفشل.

ولعل خير مثال لذلك؛ وهو واقع ومحسوس ومشاهد – حيث أحداثة جارية خلال كتابة تلك الشذرات – ما تعيشه مصر هذه الأيام، فبقوة إرادة وعزيمة شباب الكنانة، وهمتهم العالية، وتمسكهم بمطلبهم، وإصرارهم على تحقيق الهدف، ورغبتهم في تحقيق حلمهم، على طوال (18) يومًا بين تضحية وجراح والآم وتحمل مشقة برد قارص في أجواء متقلبة، وتحت ضغوط أمنية ووطنية واقتصادية واجتماعية وإعلامية وغيرها، جعل الرئيس المصري/ محمد حسني مبارك، يتنحى عن منصبه، بعد أن قدم أكثر من حل، ووضع خارطة طريق للإصلاح؛ إلا أن قوة إرادة هؤلاء الشباب بتحقيق مطلبهم وهو تنحيه من منصبه جعلته يفعل.


فلو لم تكن لديهم تلك الإرادة القوية والعزيمة على المواصلة وتحديد الهدف والرغبة في تحقق الحلم الذي حلموا به وساروا بأجسادهم مطالبين تحققه لما تحقق لهم ذلك ولما كان ما كان لو أنهم تخاذلوا وترددوا وتهاونوا وتكاسلوا؛ لأن هذه الخطوات تكتب الفشل والتقهقر للوراء والبعد عن النجاح.


ولكنهم لما ثبتوا واستمروا على نهجهم بعزيمة وإرادة قوية نشطة نالوا ما أرادوا.


وهذا لا يعني أن كل من أراد تنحي رئيس الدولة أو رئيسه في العمل أن يخرج ويبات في العراء لتحقيق مطلبه، ولكني ضربت هذا المثل القريب والمشاهد؛ لبيان قوة الإرادة والدقة في تحقيق الهدف، والعمل على تحقيقه بكل عزيمة؛ تأتي بثمارها.


لذا نحن مطالبين دائمًا أن تكون لدينا قوة إرادة وعزيمة صادقة مع أنفسنا لحثها على عدم التكاسل، والركون والاستسلام لفيروسات الفشل في الحياة، والجدية في وضع الأهداف، والسير نحو تحقيقها في كل شؤون حياتنا اليومية والوظيفية والاجتماعية والأسرية، التي بمجموعها يكون الطريق الصحيح، للوصول للغاية الشامخة؛ ألا وهي الفوز بالجنة والعتق من النار.


فلندير ظهورنا للفشل ونتجه للنجاح بثقة، وخطوات ثابتة، وعزيمة صادقة لبلوغ الهدف، وأن لا نلتفت للمثبطات من حولنا؛ بل علينا أن ننظر من حولنا لنستفيد من خطوات النجاح ونجيرها لصالحنا، مستغلين كل ما وهبنا الله من قدرات وإمكانات، لنبدع في السير بالطريق الموصل للنهاية الربانية، والفوز برضاه - سبحانه وتعالى - وجنة عرضها السماوات والأرض.


شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض

9/3/1432هـ

2011/02/10

سفير بلادي ... مفخرة وطني


شذرات
قلم


سفير بلادي ... مفخرة وطني

هنا نرفع العقل جميعًا تحية لواجهة وطني المشرق





يؤسفني أن أعود بذاكرتكم اليوم لما بدر من معالي سفير بلادنا في القاهرة، والذي انتشر من خلال ذاك المقطع، والذي استنكره الجميع مع تلمس البعض العذر لمعاليه –وأظن من التمس العذر لم يعش الحدث ولم يتفاعل مع ما حدث ولم يفقه المقصود مما كتب ودار من حديث ونقاش حول ذلك؛ والتي كان من بينها ما نشر في هذا المنبر المبارك بعنوان : " سفير بلادي !!! وأسفاه !!!" ؛ وهو بذلك معذور وإن دافع مع السفير –.

تخيلوا معي لو أن معالي السفير / هشام ناظر؛ رد على تلك الفتاة التي تقدمت بذاك المقترح الذي يدل على خوفها وفزعها، بقوله: " بارك الله فيك بُنيتي على هذا المقترح الجيد والفاعل، أعدك بأنني سوف اتبنى ذلك وأرفعه للمسؤولين، وبإذن الله سوف يتحقق ذلك ويتم نقل جميع الرعايا السعوديين إلى أرض الوطن بأسرع وقت ممكن وهم جميعًا بخير وصحة وسعادة، وسوف نعمل على التغلب على هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها جمهورية مصر الحبيبة.... المهم أنت طمنيني عنك وعن زميلاتك ومن معك إن شاء الله أوضاعكم طيبة ولا ينقصكم أي شي، فأنا هنا يا بنتي وجميع الزملاء في السفارة لخدمتك وخدمة كل مواطن سعودي، بل وخليجي وعربي ومسلم، فكلنا في مثل هذه الظروف يد واحده" تخيلوا معي أنه قال مثل تلك الكلمات وهدى من روعها وطمأنها وأخذ بمقترحها – لو على سبيل الزحلقة – ماذا سوف تكون ردة الفعل من الجميع هل سيقال أو يكتب عن معالي السفير ما كتب وقيل ؟؟؟ بالطبع والتأكيد لا، وكان سلم راسه من الصداع ورفع الضغط وحمل صيدلية من الأدوية المهدئة معه!!!!


ولعلي أنقلكم من خلال تلك الشذرات المقصرة لصورة مغايرة لسفير من سفراء خادم الحرمين الشريفين حول العالم، ذاك السفير المواطن المتواضع المحب لبلاده وكل من سار على ترابها محبًا لها، وهو بحق مفخرة لبلادي ولنا جميعًا كمواطنين سعوديين، ذاك السفير الذي بداء حياته من موظف في سفارة المملكة في الباكستان على المرتبة الخامسة، وترقى وواصل كفاحه المشرف إلى أن عين سفيرًا لخادم الحرمين الشريفين في الفلبين بالمرتبة الخامسة عشرة، فكان واجهة وطنية مشرقة ومشرفة، ومفخرة لكل مواطن سعودي وخليجي وعربي ومسلم، لما كان عليه من خلق رفيع وحسن تعامل مع الجميع وتواصل مع الصغير والكبير وحرص على الخدمة وتسهيل كل العقبات التي قد تكون أمام أي مواطن قدم للفلبين، وكان يبذل كل وقته للتعريف بالمملكة عبر كل السبل الممكنة؛ عبر وسائل الإعلام والصحف والمجلات وفي اللقاءات والمناسبات، والتواصل مع الجميع لخدمة المملكة، فقد تحقق خلال تلك الفترة التي كان فيها سفيرًا للمملكة في الفلبين، فتح عدد من قنوات التواصل بين المملكة والفلبين على كافة الأصعدة والمستويات السياسية والدبلوماسية والتجارية والثقافية، وغيرها من قنوات التواصل بين البلدين.


وفيما يخص المواطن السعودي، فقد خصص صالة خاصة بالمواطنين داخل السفارة وجهزها بشاشة تلفزيونية تبث القناة السعودية الأولى" لأول مرة بتاريخ الفلبين" حيث عمل على إدراج القناة السعودية ضمن قنوات البث التلفزيوني على الكيبل المحلي، إضافة إلى عدد كامل من الصحف والمجلات السعودية اليومية، وأدوات الضيافة الكاملة، وخصص للمراجعين السعوديين موظفًا من القنصلية لإنهاء كافة إجراءاتهم، وكان يرتاد هو بنفسه تلك الصالة يومًا للاستماع إلى المواطنين وحل أي مشاكل لديهم، إضافة إلى أنه فتح مكتبه للجميع، ناهيك عن توزيع جميع أرقام الاتصال به مباشرة في المكتب والمنزل والجوال، إضافة إلى أرقام الاتصال بالسفارة ومنسوبيها، كما أنه كان يتابع قضايا كل مواطن سعودي لدى الجهات في الفلبين ويعمل على حلها وإنهائها، ومساعدة كل مواطن انقطعت به السبل، أو تعرض لأي مشكلة؛ أما أسلوبه في الحوار والنقاش والاستماع والإنصات فحدث ولا حرج لما كان عليه من الخلق والأدب والاحترام والتقدير لمن أمامه، وكان كثيرًا ما يردد نحن هنا لخدمة كل مواطن سعودي؛ ونحن جميعًا نمثل خادم الحرمين الشريفين، والمملكة العربية السعودية والشعب السعودية بأسرة، لذا يجيب أن نكون أهلاً لهذا التمثل وتلك المسؤولية الملاقاة على رقابنا.


وبعد أن تم تعيينه سفيرًا للمملكة في الهند كان كذلك، وكذلك هو الآن في اليونان، ذلك هو سعادة السفير / صالح بن محمد الغامدي، مثال السفير المفخرة لوطنه، والوجهة المشرفة والمشرقة لكل سعودي، فلنرفع جميعًا العقل تحية تقدير لهذا الرجل الذي شرفنا في موقع المسؤولية، وعمل على خدمة وطنه ودينه بكل صدق وأمانة وإخلاص، كما نرفعها لكل سفير أو ملحق في أي سفارة لبلادنا عمل بجد وإخلاص وأمانة ومثل الوطن خير تمثل.





شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الشماسية - الخميس - 7/3/1432هـ