2013/03/19

بين المهايط والمباهلة ... آفـة سوء الفهم والمكابرة

شذرات قلم

بين المهايط والمباهلة ... آفـة سوء الفهم والمكابرة


ينخدع البعض بحب من هم ليسوا أهلاً للمحبة – وأقصد المحبة في الله لا غيرها من أنواع الحب – حتى أن هذا الحب والتعلق يصل إلى درجة نسيان الماضي الجميل، وعدم التفكير بالمستقبل المظلم، والتقوقع في حاضر الوهم، وتأجير العقل للمحبوب، وبيع كل الأحاسيس من أجل رضاه؛ وإن أورده المهالك !!!
فتسمع الهياط بالنصر تارة، والقسم بالمباهلة تارة أخرى، كل ذلك تحت مؤثر الحب الأعمى والتقليد الأبله، سمعنا بنقد الرافضة لتعلقهم بملالي إيران، وإذا هم أشد منهم تعلقًا وتيهًا في ظلمات بعضها فوق بعض.
 
وآفة كل هذا هو سوء الفهم، وجهل الواقع، واتجاه التيار، والمكابرة على أنه يملك الحل وبيده عصى موسى – عليه السلام – !!!
 
يحكم مباشرة دون نظر، أو تحدث أو خطاب، أو حوار أو استفهام، أو معرفة الحال ووجهة النظر، مع أنه يدعي إيمانه بضرورة الحوار والنقاش ولين القول والإنصات وحسن القول، ويقبل الرأي والرأي الآخر، ويردد الآيات والأحاديث وأقوال العلماء والأشعار، ولكن ليس له حظ منها إلا ترديدها دون وعيها – كالببغاء – !!!
لكن هي شجاعة الجبناء التي تحكم دونما أي نظر، وشماعة ذلك جاهزة بين إسقاط واتهام، والتهمة دون دليل هي دليل الإفلاس، وتجمد العقول وتأجيرها قمة الجهل، وما بينهما آفة سوء الفهم، وشعارهم شعار –جورج بوش الأبن – إما معي أو ضدي، ولا شيء غير ذلك !!!
لتقوم خطاباتهم وأقوالهم الرنانة على احتياجات العامة والبسطاء الذين يبحثون عن أي قشة يتعلقون بها بحثًا عن معالجة ما هم فيه، وهذا ديدن كل الثوار في جميع أنحاء المعمورة، فهم يستغلون البسطاء من عامة الناس ليكونوا حطب ثوراتهم ووقودها باسم المصلحة العامة والمتطلبات الاجتماعية، حتى يحققوا ما يصبوا إليه، ويتربعوا على كرسي الحكم، لينقلبوا على أعقابهم في تحقيق وعودهم اتجاه مطالب عامة الناس الذين قدموا أنفسهم رخيصة في سبيل ذلك، ليكتشف هؤلاء البسطاء بعد فوات الأوان أنهم ضحية الكذب والخداع والمصالح الشخصية والمطامع السياسية والاستحواذ على السلطة والمال، وليس عنا ببعيد واقع الحال في تونس ومصر، التي قامت ثورتهم على البسطاء والشباب، ليجني ثمارها أُناس لم يعرفوا ميادين الثورة في تلك الدول !!!
وليس عيبًا أن نعجب بفلان أو فلان، والكن العيب أن نكون كقطيع الأغنام نمشي خلفهم دون أن نفكر إلى أين هم يأخذوننا، هل إلى بر الأمان والخضرة والماء، أم إلى الجزار ليقضي علينا ونكون طعامًا سائغًا لهم، فالله – سبحانه وتعالى – وهبنا عقولاً لنفكر بها ونعي واقع الحال، ونميز بين الخبيث والطيب، وزكاة العلم الذي تعلمناه أن نطبقه لا أن نخزنه دون فائدة.
والله من وراء القصد؛؛؛ 

شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
الرياض