2010/09/04

العيد السعيد

شذرات

قلم

الـعـيـد الـسـعـيــد






نحمد الله – سبحانه وتعالى – أن من علينا ببلوغ شهر الصيام ووفقنا لصيامه وقيامه كما نحمده – عز وجل – أن بلغنا آخر لياليه، ونسأله – جل في علاه – أن يكتبنا فيه من المقبولين، داعين المولى – جل جلاله – أن يعيده علينا أعوامًا عديدة وأن يكتب لنا فيه من الخير والرحمة ما يرفع منازلنا في الأولين والآخرين .

وبعد الصيام فإن ربنا – سبحانه وتعالى – يكافئ عباده الصائمين بفرحتين، فرحة عند انقضاء شهر الصيام بعد صيامه كما أمر به، وفرحة حين يلقى ربه – سبحانه وتعالى – فهي فرحة بعظيم الجزاء على ذلك .

وفرحة الصائم حين فطره وانقضاء الشهر المبارك بأداء حق ربه – عز وجل – الذي أوجبه عليه فيه من صيام وقيام وأعمال بر وإحسان، ليست فرحة انفكاك وإنما هي فرحة بما وفقه الله إليه من أداء الواجب وهداية للحق .

وهذه الفرحة تكتمل بالعيد السعيد وما فيه من الفرح والسرور والبهجة من الكبار الصغار والرجال والنساء، فهي فرحة عارمة يشترك بها الجميع من الأهل والأقارب والأصدقاء والزملاء والجيران وأبناء الوطن والأمة الإسلامية أينما حلوا وكانوا .

ولما للعيد من أهمية وفرحة، ولما فيه من خير وطاعات لا تنفصل عن الخيرات والطاعات في شهر الصيام، إلا أنها تكون بثوب مغاير لما كانت عليه خلال شهر رمضان المبارك لما فيها من الفسحة المباحة والفرحة التي تعيد النشاط والحيوية وتقوي العزيمة لمواصلة الخير والمداومة عليه في قابل الأيام – بإذن الله تعالى – فقد يكون من المناسب الإعداد والاستعداد لهذا العيد بأعمال تجعلنا نستفيد ونفيد من العيد وأيامه .

ومن الأعمال والبرامج التي قد تساهم في الاستفادة من العيد واستغلاله في الطاعات واغتنامه في الأجر والثواب والألفة والمحبة والصلة والتواصل ما استخلصه في النقاط التالية :

1 – تهيئة الأبناء والبنات والأخوة والأخوات والأقارب والمعارف بتعريف عام بالعيد وشرح مبسط عن أحكامه وآدابه والواجبات والمسنونات والمباحات فيه، وذلك بأسلوب سهل وشكل مبسط يُلامس أفكارهم وعقولهم والبيئة التي يعيشون فيها .

2 – إعداد وتجهيز هدية مناسبة للعيد ( للصغار والكبار ) وتكون كل هدية مناسبة في محتواها لمن سوف تقدم له، فالصغار هديتهم مكونة مما يناسبهم ويناسب فرحتهم، وكذلك هي للكبار .

3 – تهيئة الأبناء والبنات ( خاصة الصغار ) لاستقبال الزوار والمهنئين بالعيد، وذلك من بتعويدهم على عبارات السلام وردها، وعبارات التهاني وردها، وعبارات الترحيب وردها، والضيافة وأولوياتها بالتقديم ( من ماء وقهوة وعصير وحلويات وخلافها ) وآداب الجلوس والمجلس والحديث فيها .

وهناك أمور نغفل عنها كثيرًا في الأعياد والمناسبات الاجتماعية، ومن ذلك استغلال هذه المناسبة في برامج وأعمال هادفة ومفيدة، بل وتقوي عرى التواصل والتلاحم بين أفراد الأسرة، ولعلي أذكر منها :

4 – الإعداد لبرامج ترفيهية للصغار والكبار، والنساء والرجال، وتكون منظمة سواء داخل المنزل أو في الاستراحات أو الأماكن العامة، ويوضع عليها جوائز أيًا كانت وليس شرطًا أن تكون جوائز ذات قيمة مبالغ فيها، فهي تدخل البهجة والسرور على المشاركين، وفي نفس الوقت تحيي فيهم روح المنافسة والتقارب والتواصل .

هذا بالنسبة للتهيئة ليوم العيد، أما يوم العيد في خطوات تطبيقية لما سبق الإعداد له والتهيئة إليه قبل العيد ، ومن ذلك :

1 – شهود صلاة الفجر جماعة، والاستعداد والتهيئة لشهود صلاة العيد لجميع أفراد الأسرة الكبار والصغار، الأولاد والبنات، وكذلك الوافدين للعمل لديك من سائق وعاملة منزلية وحارس ونحوهم ( وهذا بالطبع بحسب الاستطاعة والإمكانية ) بالاغتسال ولبس الملابس الجديدة وقبل الخروج تناول تمرات تطبيقًا للسنة في هذا اليوم السعيد .

2 – التكبير بصوت مرتفع ، وبالطبع من خروجه للمصلى لصلاة العيد، ومن المهم هو إحياء تلك السنة وتدريب الأبناء والصغار على العمل بها وإحيائها .

3 – الخروج إلى مصلى العيد بكل وقار وسكينة وهدوء ورفق وبشاشة وجه وحسن محيا .

4 – الحرص على الصدقة على الفقراء والمساكين، وكذلك كسب قلوب الأطفال الصغار وإدخال الفرحة والبهجة إلى قلوبهم بما تجود به يمينك من هدية وعطية لهم في هذا اليوم المبارك ( ومن المهم تربية الأبناء الصغار على الإنفاق والصدقة بدفعهم إلى توزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين في هذا اليوم المبارك ) حتى الابتسامة تكفي دون الهدية؛ لأن الابتسامة أكبر هدية للأطفال والكبار .

ومن المهم في هذا اليوم أن تخرج بقلب أبيض نظيف، أبيض وأنظف من ثيابك التي ترتديها في هذا اليوم العظيم، فتخرج للصلاة وقد نقيت قلبك من الأضغان والأحقاد، ومن الحسد والبغض والكره للناس، لتكسب الأجر والثواب العظيم من رب السموات والأرض – سبحانه وتعالى – .

5 – عقب الصلاة احرص على التهنئة بالعيد السعيد للجميع، للكبار والصغار، الرجال والنساء، وبدأ بوالديك، ثم الأخوة والأخوات، ثم الأقارب من الأعمام والأخوال وأبنائهم، ومن ثم الجيران والأصدقاء والزملاء ( والتهنئة تكون بالمباشرة، أو بالاتصال لمن بعد منهم، وإن تكاسلت فلا تبخل على نفسك برسالة جوال، أو بريد الإلكتروني مجاني ) ولا تنسوا تهنئة الوافدين للعمل في هذه البلاد المباركة من العمال والخدم والسائقين، فهم في غربة وشعورك بهم وتهنئتك لهم تنسيهم شيئًا من غربتهم وما تحملوا الغربة من أجله، وهذا من شكر المنعم – سبحانه وتعالى – على ما أنعم به علينا من نعم لا تعد ولا تحصى .

6 – هيئ هدية خفيفة وهادفة ومفيدة لمن يأتون لتهنئتك بالعيد، كـ ( مغلف يحتوي على كتيب أو مطوية أو شريط ، أو كلمة بقلمك، أو جميعها ) لتكون هدية متميزة ومفيدة منك لهم في هذا اليوم المبارك العظيم .
وغير ذلك مما يعطي للعيد كينونته ومكانته في قلوب الجميع صغارًا وكبارًا، رجالاً ونساءً، فهذه المعاني الحقيقية التي تكون في العيد هي التي يجب أن نقوم بها ولا نغفل عنها، مبتعدين في ذلك عن العبث المهلك، والسفور والمجون واللهو المتنافي مع المعاني السامية لهذا العيد، وغيره من أيام الله التي شرعها لعباده المؤمنين .

لنواصل بعد هذا اليوم حياتنا بصيام ست من شوال ويومي الاثنين والخميس من كل أسبوع والأيام البيض من كل شهر وعشر ذي الحجة ويوم عاشوراء وغيرها من الأيام التي ندبنا إلى صيامها، ولا ننسى مواصلة قيام الليل، والسنن الرواتب قبل وبعد الصلوات المفروضة، وسنة الضحى، وتفقد حال المحتاجين والمعسرين والأيتام والشيوخ، وغيرها من الأعمال الخيرية التي نثاب على القيام بها .

فإننا متى كنا كذلك، كانت أيامًا أيام خير وسعادة، وكانت حياتنا حياة ربانية نثاب عليها ونحصد الأجر العظيم من ربٍ كريم يضاعف الحسنات ويباهي بنا ملائكته ويضع لنا القبول في الأرض بين عباده، وييسر لنا أمورنا كلها .
فحري بنا أن نستغل الأوقات ونستثمرها بما يعود علينا بالخير العميم والنفع العظيم .


تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام
وأعاد الله علينا وعليكم مواسم الخيرات والبركات
ووفقنا لاستغلالها الاستغلال الأمثل
وجعلنا من عباده الشاكرين الركع السجود
وغفر الله لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم
ومن له حق علينا وجميع المسلمين
وختم بالصالحات أعمالنا، وجعلنا الجنة مثوانا
إنه ولي ذلك والقادر عليه – جل في علاه –




شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
الرياض
25/9/1431هـ



نشر في صحيفة أثير الإلكترونية
http://www.atheer3.com/articles.php?action=show&id=1137












































2010/09/03

قبل الوداع !!!



شذرات
قلم


 




قـبـل الـــــوداع


في لحظات ما قبل الوداع، خيم الصمت على حياتي، وانكفأت على نفسي ولم أجد في هذا العالم الرحب لي مكان يشاطرني همي وحزني في وداع من أحببت وسكن قلبي حبه !!!


هي لحظات صعبة أتجنبها وأهرب منها، فكيف لي أن أعيشها رغم قساوتها وصعوبتها لأنها لحظات تنزع من قلبي من سكن فيه وأحببته، فمشاعر الوداع صعبة مرة على كل إنسان .

كثير من العشاق والمحبين غردوا وكتبوا في وصف كل شي إلا الوداع صعب عليهم وصفه، فكيف لهم يصفون لحظات وداع الحبيب الذي طالما اشتاق القلب والنفس إلى لقياه ؟!؟
ولكن هي سنة الحياة التي لا مفر منها، فمضت الأيام وانقضى الشهر المبارك، فوجب علينا أن نسلم بوداع من أحببناه وطالما انتظرناه واشتقنا إليه بكل رضى وقبول .

وداعاً رمضان
نقولها بكل مرارة، وأنواره بدأت تنطفي شيئًا فشيئًا ولم يبقى إلا لحظات وسويعات، فيأفل نجمه بعد أن سطع وسعدنا به ليلاً ونهارا .

فلا أجد بدًا إلا أن أقدم لكم التعازي في قرب فراقه ورحيله، إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك يا شهر رمضان لمحزونون .


وأرجو أن لا تأخذوا بخواطركم علي لأني أعزيكم في وقت تنتظرون فيه التهاني بمقدم العيد السعيد .


وعزاءنا في شهر الخيرات أن عمل المؤمن لا ينقضي ولا يتوقف عند مواسم معينه، بل هو ممتد ومتواصل، فالرب – تبارك وتعالى – جعل لنا مواسم الخيرات في كل وقت وحين على مدار العام، ويضاعفها لعباده المتقين متى حافظوا عليها وبادروا إليها بقلوب مؤمنة صادقة .

نعم ها نحن نودع رمضان شهر الصيام والقيام، ولكن الصيام لا يتوقف عند هذا الشهر فقد شرع لنا صيام أيام أخر طوال العام، وكذا القيام فهو كل ليلة من ليالي العام، وكذا الصدقات وأعمال البر والخير والإحسان والمحافظة على الصلوات باقي الشهور والأيام .


لحظات الوداع صعبة ولا تنسى، ولوعتها بقلب المؤمن حارقة لا تبلى، ودموع الفراق تجرح والوجنات بصادق العبرات على أيام شهر رمضان التي انقضت ولياليه التي تولت أسرع من لمح البصر، انقضى على ما احتوته الصحاف من الأعمال الصالحات التي نسأل الله أن يتقبلها قبولاً حسنًا .
وعلامات قبول تلك الأعمال هو ما نكون عليه بعد شهر الصيام والقيام من استمرار على الأعمال الصالحات والطاعات والمباحات، والبعد عن المحرمات والفحش وقول الزور والثبات على التوبة والاستقامة على الحق وعدم الزيغ والفساد والتياهان .
إن من نودعه بحرقة ومرارة هو شهر الخير والإحسان، شهر الذكر والقرآن، شهر العبادة والإيمان، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران .
فحري بنا ونحن نودعه أن نعاهد الله ثم أنفسنا أن لا نرتد على أدبارنا فننقلب خاسرين، وأن نوفي بالعهد بالثبات على الحق وعدم العودة للمنكرات والمخالفات، وأن نداوم على ما كنا عليه من أعمال خلال هذا الشهر المبارك، وأن نواصل مشاعر التلاحم فيما بيننا وبين إخواننا المسلمين عامة والفقراء والمساكين والمحتاجين خاصة، وأن نواصل فعل الخيرات والحسنات وكل الطاعات، وأن نجدد شهر رمضان في كل أيام حياتنا .

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعيد شهر الصيام والقيام علينا وعلى سائر المسلمين أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة وقد تحقق للأمة الإسلامية ما تصبوا إليهمن عز وتمكين ، وسؤدد في العالمين .



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




وكل عام وأنتم بخير





شذرات بقلم

أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
الرياض

24/9/1431هـ





التخطيط للشر !؟!


شذرات
قلم


الـتـخــطــيـــط لــلـــشــــر



التخطيط كما هو معلوم هو عملية مستمرة يسبقها التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل، مع الاستعداد لذلك من خلال تنظيم الإجراءات والخطوات وتوزيع الأدوار حسب الأولوية والأهمية، بقصد تحقيق الأهداف والغايات المرجوة والمنشودة بأقل تكلفة وجهد ممكن .


وتكون تلك الخطط طويلة المدى أو متوسطة المدى أو آنية، وبالطبع يحكم زمن الخطة الأهداف والأوضاع والظروف المحيطة والنتائج المستهدفة من كل خطة .

وهناك عناصر وقواعد ومقومات للتخطيط، ومن خلالها يمكن ضمان نسبة عالية في نجاح الخطط والبرامج التي تعد وتفعل على أرض الواقع .



وغالبًا ما تطمح الخطط إلى تحقيق الأهداف والنهوض والإرتقاء بمستوى الأداء والتوسع الأفقي والرأسي على ضوء الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة .

وكل ذلك لا خلاف عليه ولا مشكلة فيه؛ وإنما المشكلة عندما نجد أناس يخططون ويتعبون ويبذلون أنفسهم وأوقاتهم؛ بل وأموالهم لا في التخطيط النافع والمفيد؛ وإنما في التخطيط للشر والإفساد والخراب والدمار، سواء للمجتمع أو للأفراد أو للمؤسسات أو غيرها .

والعجب العجاب أن نجد هؤلاء مبدعين في إعداد الخطط في ميادين الشر والإيذاء وأكل حقوق الآخرين بدون وجه حق أيما إبداع، ويستخدمون كل الإمكانات والوسائل والتقنيات والسبل لتحقيق خططهم وأهدافهم الشيطانية الشريرة .

والأدهى والأمر أنهم في أحيانًا كثيرة يلبسون ثياب الطهر والعفاف والتقى والصدق والأمانة والحرص على مصالح الآخرين، حتى يتمكنوا من فريستهم المستهدفة، ثم يكشروا عن أنيابهم ومخالبهم ويفتخروا بذلك حتى أنهم يتباهون بقولهم : ( نحن لا نأكل إلا الكتف ) !؟!

إن إبداعهم وتطور أساليبهم في الأخلاقيات الشيطانية أوقف عجلتهم الخلاقة وحجم تطلعاتهم الهادفة ودفن قدراتهم أسفل أقدامهم، وجعل منهم رمزًا للشر وللخيانة وللألم الذي لا يمكن نسيانه .

ولا أكون مبالغًا إذا قلت أننا نتعرض للخيانة يوميًا وللأسف الشديد من أناس وثقنا بهم وأعطيناهم وصدقناهم ووثقنا بهم؛ إلا أنهم خانوا واستغلوا ما منحناهم إياه ضدنا ليحققوا أهدافهم الشريرة، و يحدثوا بقلوبنا شرخًا عميقًا وألمًا مؤثرًا لا يمكن نسيانه وتجاوزه بسهولة .

إن كينونة الشر مكون من مكونات النفس البشرية، إلا أن الإيمان يكبح جموحها ويقضي عليها، ومتى ضعف الإيمان استشرت النفس البشرية الشريرة وطفت على السطح، وسيطرت على أعمال وتصرفات الإنسان وجوارحه، فكان منه الشر وزراعته والسير فيه لإيذاء من أمامه من الأقارب والأصدقاء والزملاء والمجتمع والأمة، فهو خطر متحرك ينتشر في كل مكان يتوجه إليه .

ولو تمعنا حقيقة نجد هذا الإنسان المستسلم لنفسه الأمارة بالسوء لوجدناه يؤذي نفسه بالدرجة الأولى قبل غيره، فلا نجده يبدع في جوانب الخير، ولا يبدع في الصعود نحو القمم، ولا يبدع في الوفاء ورد الجميل وصنع المعروف، لأنه صرف كل طاقته وفكرة وهمه في جانب الإيذاء والإفساد والشر عامة .

عافانا الله وإياكم مما ابتلي به هؤلاء من حب للشر وعدم شكر للمنعم على ما أنعم به عليهم – سبحانه وتعالى – من نعمة العقل السليم والقدرة على التخطيط والإبداع في رسم الخطط ودقة في التنفيذ، لأن الشكر يكون في تسخير تلك القدرات في الخير والدلالة عليه لا في الشر والحقد والخيانة والحسد وإهلاك الحرث والنسل وحرق الأرض وما عليها بالشر .

ولا أخفيكم بأنني دائمًا ما أتسأل : كيف يستطيعون التخطيط بهذه الطريقة التي تقع كما خططوا ورسموا لها بكل دقة وعناية، ويتحقق لهم مرادهم الذي خططوا له؛ بل وزيادة ؟

والعجيب في الأمر أنك عندما تطلب منهم أن يخططوا لمشروع خيري وعمل خير لا يستطيعوا البتة، وإن خططوا لا يتجاوزون أبعد من متر واحد !!! أما في الشر يخططوا مسافات بعيدة وأزمنة متتابعة دون كلل أو ملل !!!!

إن الإنسان الناجح هو من يخطط ليكون متميزًا في دينه ودنياه، أهدافه عاليه وشامخة ومحطته هي الجنة لحياته الدائمة، وأولويات خططه شرعية مركزة منظمة متوازنة بين متطلبات الحياة الدنيوية وما يخطط له في حياته الأخروية .

 

شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
الرياض
24/9/1431هـ