2013/01/28

وداعًا أبا عبدالله

شذرات قلم
وداعًا أبا عبدالله



قال تعالى : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) ودعت أسرة البدارين الدواسر، صباح يوم الخميس الماضي 12 ربيع الأول 1434هـ؛ ابنها البار والباذل رجل الأعمال ابن العم الشيخ الجليل / عبدالعزيز بن عبدالله بن حمد الموسى – رحمه الله – بعد معاناة مع المرض، كان خلالها صابرًا محتسبًا الأجر والثواب من المولى – عز وجل –.
 
وتقبل أبناء الأسرة والفقيد وذويه ومحبيه العزاء فيه، وأثر مفقده واضحًا على محيا الكبير والصغير وتعابير وجههم تقول وداعًا أبا عبدالله؛ وهذا ليس بغريب إذا ما عرفنا ما كان عليه من خلق رفيع وأخلاق فاضلة وحسن تعامل مع الجميع الصغير والكبير، والرجال والنساء، القريب والبعيد، وكان – رحمه الله – محبًا للخير باذلاً في طرقه دون تردد، وكان ورعًا نزيهًا حليمًا متواضعًا رحب الصدر.
 
وقد أكد ذلك رفقا دربه في الحياة خاصة في ميدان التجارة عمومًا وفي ميدان تجارة العقار على وجه الخصوص، بأن أبا عبدالله – رحمه الله – كان من الرعيل الأول في التعاملات والأخلاق، فقد كان شعاره الثقة بالعملاء، ومنهجه الصدق والنزاهة والأمانة في الأقوال والأفعال.
 
ومواقفه – رحمه الله – ومساهماته كثيرة ومشهودة مع الجميع، الوطن، الأسرة، الفقراء، المساكين، المحتاجين، الأرامل، السجناء، الشباب، الدعوة إلى الله، وأعمال البر والخير والإحسان، بمختلف صورها وأشكالها؛ فكانت له اليد الطولى في البذل والعطاء في كل طرق وميادين الخير، فقلبه كبير لا يعرف طريقًا إليه الكره والبغضاء، ولم تكن نفسه جشعة فتحسد كل صاحب نعمة، فهو – رحمه الله – لم يعش لنفسه ولا لدنياه، بل عاش بسيطًا خفيف الظل، كريمًا يفرح بالقادم إليه، يحب إدخال الفرح والسرور على الآخرين، صبورًا جلدًا لا يشتكي.
 
كذلك عرفناه وهذا ما شهد به كل من عرفه؛ فكان رفيع الهمة عالي الرأس، حسن التعامل والتصرف في المواقف التي تتطلب الحكمة والدراية، بشوش الوجه عريض الابتسامة، كان يتوافد عليه في مجلسة القريب والبعيد.
 
سيبقى أثر محبتك وعطفك يا أبا عبدالله في قلوب الجميع، وستبقى بصمة تعاملك الحانية في نفوس كل من عرفك، فلئن غاب جسدك فما زال ما زرعته من خير ومحبة وصفا نبراسًا يتنفسه الجميع.
 
فعزاؤنا أنك قدمت على ربك بقلب سليم، وفارقتنا وأنت على شهادة الحق والإيمان ولله الحمد والمنة، فرحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته، ورفع درجتك في عليين، ونسأله أن يلهمنا جميعًا الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
 
شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض

1434/3/16هـ