2011/07/31

الـوفــاء !!!

شذرات

قلم

الــوفـــــــــــاء
" الوفاء لأبي مرام - رحمه الله - "






الوفاء صفة جميلة وخلقً كريم وخلة حميدة.
فالوفاء من أعظم الخصال التي يجب أن تتحلى بها النفس البشرية الشريفة.
فهو ذاك الطبع الذي يعتبر اليوم خلق نادر من يتخلق ويتصف به " وهو كذلك عند البعض اليوم " في زمن ملئ بالجهود والنكران.
وهو البذل والعطاء بلا حدود.
وهو حفظ العهد والود لأهله.
الوفاء لا يعرف صاحبه الغدر ولا الخيانة.
الوفاء معيار طهر القلب وعلامته المتدفق من نية صالحة طيبة صادقة.
والوفاء كلمات تعيشها كل الجوارح.
صور صادقة للوفاء في كل الأحوال والأزمان
لا يتخللها أي جفاء أو قياسات وحسابات
وإنما هي خصال صادقة نابعة من القلب النابض بالوفاء روحًا صادقة
وليس الوفاء وقت الرخاء
وعند الشدائد أو بعد الوفاة يتنصل من كل معاني روابط الوفاء
كم هي الجروح النازفة من غدر الأصدقاء والأخلاء والأبناء والأقرباء
بعد أن كانت قلوب باذلة مضحية لهم بكل سخاء
تتلاطم بها اليوم الألأم والجراح من قسوة القلوب
وعدم الوفاء لذاك الجميل الذي نعمت به دهرًا
لتجفوا اليوم بعد ربيع من الحروف المتدافعة والمشاعر التواقة لحرارة اللقاء
تحت مظلة مملكة الحب والوفاء
لتختفي تلك الحروف والمشاعر فجأة؛ بل في الساعة الحرجة التي لا يثبت عندها إلا الأوفياء الذين جمحت بهم أخلاقهم لهذا الميدان بكل حب وصدق وتجرد من كل المصالح الدنيوية لتعيش أخلاقيات المحبة والوفاء وتنعم بها وتتلذذ بحياة الصفاء والشرف والعزة.





إذا قُلت في شيء نعم فأتمه ...... فإن نعم دين على الحرِّ واجبُ
وإلا فقل : لا، تسترح وتُرح بها ...... لئلاَّ تقول الناسُ إنك كاذبُ





ومن لم يُراعي عهد الوفاء، تنافرت منه القلوب.

وقبل أن تتنافر القلوب، هل نظرًا إلى أنفسنا وخلق الوفاء؟

ومتى غدر بنا الأصدقاء والأحبة الذين كنا نظن أنهم أوفياء، فماذا سوف يكون موقفنا منهم وحالنا بعد غدرهم ؟

فهل نقبل ذلك منهم؟ أم لا ؟

فإذا لم نقبل ذلك منهم، فكيف نقبل ذلك عليهم؟ بل أن يكون لهم منا ؟

وقصص الوفاء كثيرة ومشهورة، ليست من الإنسان فحسب، بل هي من الحيوان كذلك!!

والصياد الفطن هو من يحسن الاصطياد في هذه الحياة ليصطاد الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة والخصال الكريمة.

فيا من خالفت سهامه الصيد الثمين، وفاته شيء من الخلق الكريم، فأين الوفاء لأبي مرام – رحمه الله – تذكر وفائه لك ووقفاته معك، فلا تفرط بالوفاء له بحجة واهية؛ وأن فلان هو من طالبك بالوفاء، فكن وفيًا ولا تنظر لمن طالبك للوفاء، فهكذا هو خلق الوفاء العظيم الذي به تستمر الحياة وتستنير بنوره الطريق المستقيم المرشد لصاحبه لكل خير عميم.






شذرات بقلم 
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر 
الرياض 
30/8/1432هـ