2011/05/13

يتامى الحرمان !!!

شذرات
قلم
 
يتامى الحرمان



إن يتامى الحرمان، هم الناجحون الذين تمتعوا بالنجاح والسير في طرقه وعاشوا لحظات لذة استنشاق نسمات التربع على قمة السمو وتحقيق الهدف.

فهم يتامى لأنهم انفردوا بتحقق ما حرم منه غيرهم، ممن عاش مطأطئ الرأس لا يعرف طريقه إلى أين؛ ولم يشاهد أمامه إلا الحجر ليأخذه ويرمي به أولئك الناجحون الذين أثبتوا وجودهم بكل جدارة واقتدار، وشقوا طريقهم بكل عزيمة وكفاح وشرف وهمة عالية.

ليجدوا أنفسهم محاربين من الفاشلين؛ فكما يقال : (لا يرمى بالحجر إلا الشجر المثمر) وهو ما حدث بالفعل من تصرفات وتجاوزات غريبة ومريبة تجاوزت محاربة يتامى الحرمان الناجحين، وإفساد ثمرة تفوقهم، وتعطيل حركة إبداعهم وتميزهم، لتصل بهم إلى القدح بأمانتهم ونزاهتهم التي عرفوا بها وشهد القاصي والداني لهم بها.

إنها اتهامات باطلة وقذائف فاسدة واستفزازات عفنة لإبعادهم عن طريقهم الذي يسيرون فيه بنجاح تلو نجاح.

وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على عدم نضج محاربيهم وبعدهم عن الحق وقربهم من التحريف والتزوير والإفساد، فتسلسل الأحداث وتواتر الأقوال واختيار توقيتها؛ دليل قاطع على أن هناك مؤامرة عفنة تحاك في الخفاء من أصحاب قلوب مريضة ونفوس ضعيفة لإسقاط يتامى النجاح وإبعادهم من طريقهم ليخلوا لهم المكان وحتى لا تنكشف عوراتهم القبيحة ووجوههم الإبليسية الممقوتة، فهم ليسوا فرسان ميدان ولا ذوي قدرات خارقة ولا لياقة تمكنهم من المجارات داخل ميادين العز والشرف للوصول للقمم التي وصل إليها يتامى النجاح بكل ثقة واقتدار.

إنها سنة الحياة؛ فكم يواجه الإنسان في حياته من الحروب القذرة من أصحاب النفوس المريضة العفنة، بأسم النقد وعدم السكوت عن الحق.

ما علموا أن النقد الهادف والبناء له أصول وطرق وقنوات أول من يسلكها ويرحب بها هم هؤلاء الناجحون الذين كانوا بنجاحهم أيتام القمة والتربع على هرم التميز والإبداع، ولكنها سنة كونية؛ فالجالس على الأرض لا يسقط، والإنسان الذي لا يبني ولا يعمر لا يسقط، أما الذي يعمل ويعمر ويجد ويجتهد فهو الذي يعثر ويسقط ثم يقوم وينهض ثم يعثر ويسقط ثم يقوم وينهض، حتى يتحقق له بإذن الله الهدف ويكون له ما أراد بتوفيق الله – سبحانه وتعالى – ثم بجده وعمله وعزيمته التي توكل بها على الباري – عز وجل –وسار نحوها سالكًا الطريق الصحيح والسليم بكل صدق وأمانة وإخلاص، وشعارهم (أهلاً بالصواعق فنحن نتربع على القمم) وهذا لعلمهم بأن الصواعق لا تضرب إلا القمم.





شذرات بقلم
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
10/6/1432هـ