2011/05/18

حوافز على طريق الإبداع !!!

شذرات 
قلم


حوافز على طريق الإبداع





الحوافز على طريق الإبداع كثيرة ومتعددة؛ ولعل من أهمها هو استقراء طالب الإبداع لسياسات الإبداع وأهدافه الهامة وركائزه العامة؛ لأنها هي محور الإبداع وتحديد مؤشر رأس البوصلة للطريق المؤدي إليه.


وبدون شك تعد الإدارة عنصرًا فاعلاً في العملية التحفيزية والتطويرية فهي نقطة الارتكاز للموظف نحو النجاح والإبداع والتميز في وظيفته وحسن أدائه والقيام بواجباته، وهذا يتطلب الشعور بأهمية رسالة الإدارة اتجاه منسوبيها وإعدادهم الإعداد السليم لمنصات التتويج الإبداعي الذي تسعى كل إدارة لتحقيقه لتكون السباقة إلى ذلك؛ بل وتفاخر به.


فاستشعار الإدارة العليا والوسطى وكذلك الدنيا لأدوارها الواجبة لمنح الفرص أمام جميع منسوبيها للمساهمة في التنمية الإدارية والاستفادة من النهضة الإلكترونية وتوسيع المدارك وتنمية السلوك والمثل العليا داخل جهازها الإداري، والعمل على التناسق المنسجم مع التطوير والتطبيق العملي، باعتبار ذلك من أهم وسائل التفوق الإداري والتطويري.


وكلنا يعلم أن من أهداف المنظومة الإدارية التطوير والتدريب، وتكوين مهارات إبداعية وتنمية الوعي وغرس حب الإنتاج والإخلاص في الأداء والأخذ بآداب السلوك الوظيفي وتشجيع التميز، بإكساب الخبرات والقدرات الطموحة، والاتجاهات الإدارية الصحيحة.


ومسؤولية القيادات الإدارية كبيرة أمام الله – سبحانه وتعالى – أولاً ثم أمام المسؤولين، ولعل من بين جوانب التكامل الإدارية لتحقيق ذلك ونجاحه عمليًا:
أن نعي أن الإدارة هي أمانة في أعناق من تولوا مهامها قبل أن تكون واجبًا وظيفيًا.
  • أن يتفهم المسؤول أهداف الإدارة والغرض منها وما هو مطلوب إنجازه وتحقيقه.
  • أن يكون هناك تلاقي بين الإدارة ومنسوبيها، وتفهم للمتطلبات والخصوصيات.
  • أن يعي المسؤول أن راحة الموظف وتشجيعه وتحفيزه ينعكس إجابًا على أداءه وعلاقته بالمنظمة ومنسوبيها.
  • استشعار أهمية التحفيز للإبداع، وما للإبداع من أدوار مهمة تعود على المنشأة قبل المبدع نفسه، وفي كل الحالات الكل كاسب.
  • أن يدرك المسؤول العوائق التي تقف عائقًا في طريق المبدعين، وبالتالي تعطل إنتاجية الموظف والمنشأة في آن واحد.
  • أهمية تغطية البقع السوداء التي قد توجد في صفحات الموظف بمساحات بيضاء ناصعة لتعزيز عامل الثقة فيه وتحفيزه على بذل الجهد وتحقيق الهدف بمعنويات مرتفعة وتقدير يعود عليه وعلى المنشأة بالعطاء المثمر.
  • إدراك المسؤول ضرورة عدم إثقال كاهل ذوي الخبرة والعطاء المميز بأعمال إضافية تحد من جهدهم وجدهم واجتهادهم وإنتاجيتهم.
  • أهمية وضع الموظف في موقعه المناسب وفق تخصصه وخبرته وقدراته وإمكاناته.
 وبهذه وغيرها سوف نتمكن من إيجاد بيئة من زرع الطموح للإبداع لدى الموظفين، والمساهمة في تحقيق تنمية إدارية ريادية هادفة وسليمة تكفل الإبداع والتميز للجميع.


فنشر ثقافة التحفيز للإبداع واعتماد الأساليب والبرامج والخطط المؤدية إلى تحسين عمليات التعامل والتدريب والتطوير للموظفين، سوف يرفع من قدراتهم ومستوى أدائهم وأداء جميع الوحدات الإدارية والفنية داخل المنشأة الإدارية مهما كان حجمها.


وخلاف ذلك سوف يكرس الإحباط فينا وفي منظومتنا الإدارية ويجعلنا متميزين في التخلف الإداري المطبق.


فاحتضان الإبداع ودعم المبدعين وتحفيزهم، هو الخطوة الأولى التي تقودنا لغد مشرق يخلصنا من عقدة الأناة والمركزية ويحقق لنا الوصول للعمل الجماعي الموصل للإنتاجية السريعة والدقيقة.


فدعم المبدعين لا يكون إلا من التعاون الهادف لتكامل الأدوار وتحقيق المصالح المشتركة والرائعة، الذي يمكننا من النهوض بمجتمعاتنا وأمتنا وانتشالها من مرض التخلف والتأخر عن ميادين الإنتاج والإبداع والتميز والهمة العالية.


لذا كان لزامًا علينا بالعمل للتحرر من كل مظاهر الكسل والخمول والإحباط والتحطيم وتكسير المجاديف وقتل الطموح والإبداع بدواخلنا، لنعزز الروح الوقادة فينا بكل اجتهاد ونشاط ورقي، مما ينعكس إجابًا على أوطاننا، والشموخ بهويتنا قوية غير متذبذبة ولا متأثرة بأي ظاهرة من مظاهر التخلف والإنتكاس الذي يقودنا للفشل، الذي هو خيبة أمل؛ إلا أن النجاح هو الأمل المنشود والغاية المرادة التي لا تتحقق إلا بالجد والمثابرة وتحمل كل ما يكون في طريقها من الأذى وتكسير المجاديف والحرب الضروس من كل أعداء النجاح.


ولنتذكر دائمًا وأبدًا أن قافلة النجاح سوف تسير رغم كل المعوقات، لأن النجاح هامة لا يستطيع الوصول إليها من خاف صعود القمم والسير على الدروب المعبدة بالأشواك والحجارة.


ولعل منظوماتنا الإدارية تعي وتدرك أسباب الفشل، وتعمل على معالجتها وتقويمها إن أمكن ذلك، أو اجتثاثها من جذورها متى فاح عفنها، وفي الوقت نفسه تعي أبجديات النجاح لتعمل على دعمها وتقويتها وتأصيلها حتى تكون من أساسيات خططها وأهدافها التنظيمية والتنفيذية والإدارية والمالية.




شذرات بقلم
سليمان بن صالح المطرودي
أبوعبدالعزيز
المهـ رحال ـاجر
الرياض
15/6/1432هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق