2013/10/23

وداعًا والدتنا أم عبدالرحمن

شذرات
قلم

وداعًا والدتنا أم عبدالرحمن
( لولوة بنت ملحم الفعيم )




أبكتني الفجيعة المؤلمة .. وإن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا أم عبدالرحمن لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا – عز وجل – ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) وجزاك الله عنا خير الجزاء، وغفر الله لك.

بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره، نتقبل نبأ وفاتك الذي تلقيناه فجر هذا اليوم الأربعاء 18/12/1434هـ؛ ونحمد الله – سبحانه وتعالى – أن قبض روحك وأنت مؤمنة بقضاء الله وقدره، صابرة محتسبة على ما حل بك من داء مزمن وما صحبه من ألم عضال طوال الفترة الماضية، بعد فقدك لحبيب القلب وقرة العين الأبن البار أبا مرام الدكتور عبدالرحمن بن سليمان المطرودي – تغمدكما الله بواسع رحمته – ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أنك كنت على صلة دائمة بالمولى – عز وجل – بين كثرة سجود وقيام ليل ودعاء وخوف ورجاء، وحب للقريب والبعيد، غير حاملة في صدرك على أحد، دائمة السؤال عنهم وإن قطعوا، تذكرين الجميع بالخير وتلتمسين لهم الأعذار متى غابوا.

خرجت من هذه الدنيا بالحب للجميع؛ فأحسن الله العزاء وجبر المصاب وعظم الله أجرنا فيك يا أم عبدالرحمن، مصابك جلل علينا جميعًا؛ أبناء وأحفاد وأهل وأقرباء ومحبين وأصدقاء.

عشتي أيام الحياة صابرة حامدة شاكرة لله – سبحانه وتعالى – رغم قسوتها وصدماتها، لثقتك الكاملة بالله – عز وجل – بأن ما يصيبك فيه خير ورفعة في الدنيا والآخرة.

والدتنا .. ما نقوله وما نذكره وما نسجله ما هو إلا وفاء لك وحق من حقوقك علينا، ومواساة لنا بفقد أحضان دافئة تربينا تحت أجنحتها، وقلب كبير زرع فينا الحب والخير والتسامح والهمة العالية؛ هذا ما عرفناه عنك وما عشناه واقعًا ملموسًا من تعامل أبناءك وأحفادك.

اللهم أجبر قلوبنا في مصابها، فلا يجبر القلوب إلا أنت – سبحانك – وإلا كيف يُصبر قلب مكلوم قلب آخر مكلوم، فلا يملى الفراغ الذي في القلوب إلا ذكر الله سبحانه واللجوء إليه في الشدة كما في الرخاء.

دموع الحزن تنسكب من العيون على الخدود لتحفر لها مكانًا شاهدًا على الحزن المنتثر هُنا ليسقى به كل بذور الفقد فينا؛ إلا أن العزاء يفتح لنا أبواب الاحتساب على المصاب لننتهي على عتبات الصبر، التي بها نخنق العبرات ولوعة جرح الفراق ومصابه الجلل.

فكم تتعانق كلمات ومفردات الحزن والألم في موقف فقد وفراق الأحبة، لتلتقي معها المشاعر وتحتضنها بالدموع المنسكبة على من رحل، لتبتسم القلوب لهم بالدعاء الصادق بالرحمة والمغفرة.

الحمد الله على قضاءه.

قدر الله كان، وليس لنا الآن إلا الدعاء بعد الإيمان بالقضاء والصبر والاحتساب والتوكل على الدائم – سبحانه وتعالى –.

اللهم يا مالك الملك يا عظيم يا كريم يا رحيم؛ ارحم والدتنا " لولوة الفعيم " برحمة واسعة وأسكنها فسيح جنانك، وأرفع درجاتها في المهديين، وأكرم نزلها وأعلي نزلها في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء، وارزقنا الصبر والرضا والسلوان، وعوضنا في مصيبتنا لقياها والغالي عبدالرحمن في جنانك يا أرحم الراحمين.



شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
18/12/1434هـ