2011/03/19

ثـورة ملك

شذرات
قلم



ثـورة ملك

في هذه الأيام يطغى على ساحة العالم العربي ثورات شعبية بدءً من تونس إلى مصر فليبيا واليمن والبحرين، كما أن المؤشرات تدل على ثورات أخرى في بعض البلدان، أسأل الله أن يطفئ فتيلها قبل قيامها.

ولا يخفى على أحد ما تخلفه تلك الثورات من الخراب والدمار وسفك الدماء البريئة والقضاء على الأخضر واليابس، وتحويل البلاد إلى كومة رماد وبؤرة فساد يصعب استصلاحها، ومع ذلك نجد أن الشعوب ووسائل الإعلام والعالم أصبح يترقب الثورات الشعبية هنا وهناك.

إلا أنا قائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله ووفقه لكل خير وألبسه ثياب الصحة والعافية – ملك المملكة العربية السعودية، كان له رؤية أخرى بالثورات، فبادر بقلب الموازين بكل ما تعنيه الكلمة بثورة ملكية فريدة من نوعها.

ثورة حاضنة لكل تطلعات الشعب ومتلمسة لحاجاتهم، بنظرة أبوية حانية رءومة، ورؤية ثاقبة مستشرفة لغد واعد في أفق فعلي وجديد، وبخطىً ثابتة على قاعدة صلبة متينة من ثوابت الأمة وركائزها السامية وقيمها الفريدة، بالاهتمام والعناية بمقدرات الوطن وثروته الحقيقية من أبناءه وبناته.

ثورة استشعار للأمانة وثقل المسؤولية والحرص على أداء الواجب اتجاه الوطن.

ثورة حرص على الوطن وثرواته ومقدراتها من المواطنين والمواطنات.

ثورة تقدير لدور العلماء وطلبة العلم وما لهم من دور في نشر العلم الشرعي وحراسة العقيدة، وما يجب لهم من احترام وتقدير.

ثورة مؤكدة للرغبة السامية في تربية وتنشئة أبناء الوطن وبناته على كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم –.
ثورة أبية لتوفير أسباب الحياة الكريمة لكل مواطن في كل جوانبها.

ثورة سامية للعناية بصحة المواطنين وسلامتهم.

ثورة صادقة لتوفير كل ما يحتاجه المواطن من ضروريات الحياة اليومية بأسعار متناولة لا تلاعب ولا مبالغة فيها.

ثورة تنم عن رؤية سامية لحماية الوطن ومقدراته بالعناية بالقطاع العسكري عمومًا والأمن الداخلي على وجه الخصوص، بدعمه ومساندته لتعزيز قدراته في حفظ الأمن والاستقرار الوطني – بإذن الله –.

ثورة ملكية صادقة لمحاربة الفساد والمفسدين واجتثاثهم من ثرى تلك البلاد المباركة.

ثورة بناء وإصلاح وجمع كلمة وتوحيد الصف وتوزيع الأدوار والتكاتف والتلاحم والترابط بين القيادة والشعب في لحمة وطنية صادقة.

سيبقى هذا اليوم الجمعة 13/4/1432هـ؛ يومًا يؤرخ به كل سعودي؛ بل سيبقى يومًا عالميًا محفورًا في ذاكرة العالم، وسيبقى هذا اليوم مرتبطًا بهذه الثورة الملكية الغالية، التي حولت هذا اليوم إلى يوم عيد وفرح وسرور وبهجة وأهازيج، لا ثورة حرق وسفك دماء وأحزان وصراخ وعويل وخراب ديار كما هي الثورات التي ينادي بها الأعداء الحاقدين.

جاءت الثورة الملكية مستبقة لكل النداءات، رافعة كل شعارات الخير والحب والوفاء من ملك الخير والوفاء ملك الإنسانية، ثورة فريدة من نوعها متميزة في مضمونها خاصة في محتواها قيمة في كل معانيها صادقة في كل مراسيمها شفافة في كل اطروحاتها سامية في أهدافها ثاقبة الرؤيا في أبعادها، متفاعلة مع الشعب ومطالبة وتطلعاته.

انتفض الأب الحاني على شعبه بثورة تؤكد عمق التلاحم والترابط والثقة المتبادلة بين القيادة والشعب، ليرسم بهذه الثورة صورة واضحة المعالم زكية الأنفاس ناصعة الألوان مضيئة بنورها العالم بأسره، إنها ثورة عبدالله بن عبدالعزيز، الملك الإنسان الأب المواطن.

ألا ليت أهل الزيغ والفساد والدمار يعرفون هذه المعاني الشامخة في الثورة الملكية السامية ليستفيدوا ويعملوا على الاقتباس منها، لتقديم ثورات مماثلة في البلدان التي يسعون إلى إهلاكها ودمارها، ولكن هيهات هيهات أن يكون لهم ذلك؛ وهذا وبكل بساطة لأن نواياهم غير صادقة؛ وملغمة بالحقد والكراهية على الشعوب، ويعملون على شتاتها ودمارها وإذلالها، فقلوبهم سوداء حنقة تمقت كل فعل خير وصلاح للبشرية.

حفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين وأمد بعمره وألبسه ثياب الصحة والعافية وأيده بنصره وتوفيقه، وشد عضده بسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني – حفظهم الله جميعًا – وحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها ورخائها في ظل قيادتنا الرشيدة.


شذرات بقلم
مواطن محب لقيادته ووطنه
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
13/10/1432هـ









2011/03/18

قرارات الخير في جمعة الخير


شذرات
قلم

قرارات الخير في جمعة الخير




الحمد لله الذي جعل لنا يوم الجمعة عيدً، هذا اليوم الذي قال عنه رسولنا – صلى الله عليه وسلم – ( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ) وكذلك ما صح عن النبي تسمية هذا اليوم بالعيد، حيث قال – صلى الله عليه وسلم – ( إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء الجمعة فليغتسل ).

ونحمده ونشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

ففي يوم الجمعة الماضية (6/4/1432هـ) كان لنا هذا اليوم يوم عيد بفشل ذريع للحاقدين المارقين القاصدين الإفساد بهذه البلاد ونشر الفوضى والرعب وإثارة الفتنة بالدعوة إلى الخروج فيما أسموه بـ " ثورة حنين " الفاشلة، فكان ذلك اليوم يوم ذل وعار عليهم، ويوم فرح وسرور وعيد لنا.

وها هيا لحظات الفرح والسرور تتجدد في يوم عيد أخر، فما جاء في الكلمة الملكية السامية في هذا اليوم الجمعة 13/4/1432هـ؛ وما تبعها من أوامر ملكية سامية ذات علاقة مباشرة بالوطن والمواطن، وهو تحقيق لما جاء في حديث رسولنا – صلى الله عليه وسلم – في أن هذا اليوم هو يوم عيد، فحق لنا أن نبتهج به وأن نظهر كل مظاهر البهجة والفرح والسرر التي نظهرها ونعيشها أيام العيد المباركة.

فما تضمنته الكلمة الملكية الأبوية السامية من معاني صادقة كان لها وقع وأثر على النفس والقلب؛ نعم هي كلمات قليلة في حروفها، ولكنها كبيرة في معانيها وتأثيرها في نفوس المواطنين والمواطنات أبناء هذا الوطن المبارك، لأنها جاءت من القلب ووصلت إلى القلب دون وسيط أو ترجمان أو تكلف بعبارات وكلمات منبرية رنانة.

وكذا ما حملته تلك الأوامر والقرارات من مضامين جعلت كل مواطن بل ومقيم على ثرى تلك البلاد يعيش أجواء وطنية صادقة، أجواء تتأكد فيها عمق الروابط بين الراعي والرعية، عبر تلك القرارات التي تتلمس احتياجات المواطنين بشكل مباشر، فولي الأمر؛ يصدر الأوامر والقرارات التي تصب في صالح الوطن والمواطن، والمواطن يتفاعل معها بكل تضامن وحب ووفاء للقيادة.

فلكل بلاد وشعبها طريقته الخاصة بالاحتفال بالأعياد، إلا بلاد الحرمين فهي تحتفل بأعيادها وأيامها ولياليها بطريقتها الخاصة التي لا يمكن أن يجاريها فيها غيرها، فهي أعياد التفاف بين القيادة والمواطنين بكل عفوية وتلقائية، فهي أفراح نابعة من القلب إلى القلب بكل صدق.

وعندما نعود للوراء قليلاً، ونعود للثوابت التي قامت عليها هذه الدولة الفتية، نجد أنها قامت على قواعد صلبة من خدمة الدين الحنيف على ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف بكل وسطية لا غلو ولا تفريط ولا تقصير، واحترام العلماء وطلبة العلم، والترابط والتضامن بين الراعي والرعية والمتمثل في الراعي الإمام المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – والرعية شعب المملكة العربية السعودية، وما اجتمعوا عليه من لحمة صادقة وأهداف سامية ورؤية ثاقبة ولغة شفافة مخلصة لوجه الخالق – سبحانه وتعالى – أدت إلى قيام هذه الدولة التي استمرت مرحلة تأسيسها على مدى اثنين وثلاثين عامًا، قادها المؤسس وسانده في هذه المرحلة أبناء المملكة المخلصين، ثم تلتها مسيرة البناء بقيادة أبناء المؤسس الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد – رحمهم الله جميعًا – إلى أن تسلم القيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه – يسنده إخوانه صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين، وسمو النائب الثاني – حفظهم الله ورعاهم – وأبناء هذا الشعب الأبي، الذي سار على هذا النهج وأكده في قوة اللحمة بين القائد والعلماء وعموم مواطني هذه البلاد.

ولا نزال – ولله الحمد والمنة – جميعًا نقطف ثمرات هذه اللحمة، ونتبوأ ظلها أمناً، ورخاءً، وتقدماً، وعزةً، وصناعة تاريخ التقدم لكل أبناء هذه الأرض الطيبة والمباركة ومهد الرسالات وأرض السلام التي أرسى فيها القائد المؤسس قواعد الدولة القوية المؤسسة على نور العدل وكلمة الحق مستمداً دستورها ومنهجها من كتاب الله الكريم ، وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – .

وقبل الختام يجول في خاطري هذا السؤال : كيف يطلب منا ملكنا أن لا ننساه بالدعاء!؟؟؟!

فكيف ينسى الإنسان قلبه، فإن كان الشعب في قلبه – حفظه الله ورعاه – فهو – أيده الله – قلبنا النابض بالحب والخير والتسامح والصلة وكل أحاسيس الوفاء والعزة والشموخ، فالله نسأل أن يلبسه ثياب الصحة والعافية وأن يبارك في عمره ووقته وماله وولده.

ختامًا نسأل الله أن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها ورخائها، وأن يتغمد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يغفر ويرحم لمن توفي من أبنائه وأن يطيل بعمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وأن يجعلهم ذخرًا لهذا الوطن وأن يعينهم على حمل المسؤولية وأداء الأمانة ومواصلة المسيرة.

 
 
شذرات بقلم
مواطن محب لقيادته ووطنه
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
13/4/1432هـ

2011/03/15

الفرس رافضة طهران


شذرات
قلم

الفرس رافضة طهران




بوصول القوات السعودية للبحرين تم الإعلان عن الإمارة الرابعة عشرة للسعودية واحتلالها وضمها لأراضيها بقوة السلاح وقهر الحريات وقمع وسفك دماء الشعب المسالم الذي ينادي بأبسط حقوقه، من حكومة دستورية إلى أخر مطالبه التي تقدم ونادى بها بمظاهرات سلمية !!!

هذا هو لسان فرس الرافضة في إيران، وأخذوا ينعقون بقلب الحقائق وتزويرها، وكأن العالم لا يفقهون والبشر سذج ينطلي عليهم ما تهذي به قنواتهم ودبلوماسيتهم وكل منابرهم المظللة !!!

عجبي من حالهم ...

  • في الشارع الإيراني قمع للمظاهرات والمسيرات المنادية بالحريات وأبسط حقوق المواطن الإيراني !!!
  • في إيران ممارسة كل أنواع التعتيم الإعلامي حتى لا يتم نقل الصورة الحقيقية التي تمارسها سلطات العمائم ضد الحرية والديمقراطية التي تنادي بها !!!
  • يمارس الفرس الرافضة كل أنواع القتل والتعذيب والتضييق على إخواننا السنة في إيران، وتمارس ضدهم كل أنواع الوحشيات التي لا يقرها أي نظام حتى نظام الغاب الوحشي، وهو ما يتعارض مع مناداتها للحفاظ على حريات ومصالح الرافضة في البحرين والسعودية وغيرها !!!!
  • ومع كل تلك المتناقضات ترفض ما تقوم به مملكة البحرين من إجراءات دستورية مشروعة للحفاظ على أمن البلاد ومقدراتها من المواطنين والمقيمين والممتلكات الخاصة والعامة، بل تعلن أنها لن تقف موقوفة الأيدي إزاء ذلك، وتتهم قوات درع الجزيرة باحتلال البحرين، والعمل على قمع الشيعة وتصفيتهم !؟!
  • لا أدري هل هذا التصريح وهذا الموقف الغريب العجيب، يأتي ضمن الدبلوماسية الإيرانية، وهل هذه الدبلوماسية متوافق مع الدبلوماسية العالمية؟
  • ولا أدري هل هذا التصريح وهذا الموقف يأتي في ظل احترام سيادة مملكة البحرين، أم أن البحرين تحت وصاية إيران ؟
  • ولا أدري هل إيران عضو في دول مجلس التعاون الخليجية ؟ أو أنها عضو في جامعة الدول العربية ؟ حتى تتصرف هذا التصرف وتعلن هذا الإعلان الأحمق ؟

سؤالي :

  • لو أن مجموعة من الشباب في طهران خرجوا للشارع ورفعوا صور ملك البحرين وعلم البحرين، ورفعوا صورة الشيخ ابن باز، وطالبوا بحقوقهم المذهبية السنية، فما هو موقف القيادة المعممة في طهران منهم ؟ وبما سوف تتصرف ؟
  • هل سوف تقدم لهم الورود؟ وتنحني لهم وتوافقهم على مطالبهم ؟
  • أم أنها سوف تبطش بهم وتأتي بفرامات كبيرة وتفرمهم جميعًا من أخمص قدميهم إلى رؤوسهم وتصلبهم في الشوارع حتى يكونوا عبرة لغيرهم ؟
  • وما موقفها من نداء وزير خارجية مملكة البحرين الذي سوف يعلن بأن البحرين لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا التصرف الغير إنساني ولا ديمقراطي نحو هؤلاء الشباب ؟

إن ما تقوم به دويلة فارس الرافضية في إيران من دخلات سامجة في شؤون دول الخليج العربي، وما تكيل به من مكيالين نحو الشعوب؛ حيث أنها تبطش بشعبها وبساستها، وتعمل على إبادة أهل السنة في إيران وحرمانهم من أبسط الحقوق، إنما هي أعمال تسعى من وراءها بسط نفوذها في المنطقة وزعزعة أمنها واستقرارها لتنفيذ حلمها في إقامة أمبراطورية شيعية في فارس والعراق ودول الخليج العربي، والقضاء على السنة وأهلها في المنطقة والعالم بأسرة، لتصبح الدولة العظمى في العالم.

لذا هي تسعى إلى تأجيج الفتن ودعم المظاهرات وبث روح الفرقة بين المواطنين المؤدية إلى زعزعة الأمن وعدم الاستقرار وتعطيل مصالح البلدان التي تدخل أنفها فيها كما هو حاصل الآن في مملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، ومما لا يدفع الشك أنهم وراء تحريك " البدون " في الكويت، وكذا سلطانة عمان، وكذا ما حدث في مصر؛ فقد رحبت القيادة المعممة بثورة شباب 25 يناير، بل خطبت الخطب المنبرية حول ذلك، وهذا لا يحتاج إلى تدليل فالجاهل والطفل الصغير يعلم أنهم هم من يقف وراء ذلك كله.

ولكن هيهات ثم هيهات أن يتحقق لها ذلك، أو حتى أن تحلم في تحقيقه حتى في أحلام المنام فضلاً عن أحلام اليقظة .

لذا فإن شباب الأمة الإسلامية الذين هم على مذهب أهل السنة والجماعة في دول مجلس التعاون الخليجي، والعالم العربي والإسلامي بأسرة معنيون بمحاربة الرافضة الفرس المجوس وأتباعهم وأذنابهم، والعمل على فضح مخططاتهم وجرائهم وإظهار عورهم علانية دون خوف أو وجل، وأن لا تأخذنا في ذلك لومة لائم، وأن نخلص عملنا لله وحدة ونصرة دينه وبيانه للناس ودعوة البشرية إليه بكل صدق ووضوح وشفافية، فنحن دعاة حق منصورون من عند الله – سبحانه وتعالى – بأذنه وحول منه وقوة.

شذرات بقلم
مواطن سعودي سني
محب للبحرين وشعبها
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
10/4/1432هـ

حول ما عرف بـ " إعلان وطني للإصلاح " !!!

شذرات

قلم

حول ما عرف بـ

" إعلان وطني للإصلاح "



انتشر في صفحات الشبكة العنكبوتية هنا وهناك ما حمل " إعلان وطني للإصلاح " منسوب لعدد من المثقفين السعوديين في المملكة من الكتاب والأكاديميين والمهتمين بالشأن العام في البلاد، ومذيل بعدد من الأسماء التي عُبر عنها بالموقعة على هذا الإعلان، وهم في مجموعهم لا يتجاوزون العشرات، وبالطبع هم يمثلون أنفسهم، لا كما جاء في الإعلان أنهم يمثلون المواطنين والشعب السعودي.

وما ورد في الإعلان من نقاط لا أدري كيف بنيت حتى تكون أهداف كبرى للإصلاح كما زعموا في إعلانهم هذا!؟! من إلزام الدولة بالتحول إلى الملكية الدستورية، وسيادة القانون وإلى أخر ما جاء في مضمون الإعلان.

وحقيقة أنا لست من المثقفين ولا من السياسيين ولا أنتمي إلى أي فكر أو تيار، وإنما أنا مواطن عادي أحببت أن أُدلي بدلوي حول ما جاء في هذا الإعلان، وبالطبع هذا معبرًا عن رأيي الشخصي، ولا أمثل به أحدًا ولا أعممه، وقد أكون مصيبًا فيه وقد أكون غير ذلك، فإن أصبت فالحمد الله وإن خالفني الصواب في ذلك فإنني أعتذر عن الخطأ وأبحث عن الحق والصواب وأستغفر الله أن أتعمد الخطأ والسير في طريق المخالفة.

فمن المؤسف جدًا أن يتم الإعلان عن هذا "الإعلان" ونشره في وقت صعب تمر فيه الأمة بمخاضات صعبة؛ بين ثورات في تونس ومصر وليبيا، ومظاهرات في اليمن والبحرين وعمان، ودعوة "خارجية" للخروج بمظاهرة كبرى في الرياض "ثورة حنين" والتي ولله الحمد والمنة جاءت نتيجتها مخزية لمن نادوا بها ووقفوا خلفها.

فهذا التوقيت يعتبر أول المأخذ على هذا الإعلان بغض النظر عما احتواه، إذ أن الواجب على القائمين على المناداة به ونشره أن يقفوا صفًا واحدًا بجانب القيادة ضمن صفوف المواطنين المخلصين الذين رموا كل شي وراء ظهورهم والتفوا حول قيادتهم بكل حب ووفاء وصدق عهد وولاء، فالأمر ينذر بخطر قادم لا يعلم ما يفضي إليه من شرور إلا الله – سبحانه وتعالى – الذي بمنه وفضلة وكرمه لطف ورد كيد الكائدين في نحورهم.

فكم تمنيت أن كان هؤلاء المثقفين – الذين هم في الأصل والواجب – في مقدمة الصفوف؛ لتوجيه الأمة وبيان الخطر الداهم، وبيان الحق والنصح والتوجيه لما يجب أن يقوموا به في مواجهة الأعداء القاصدين إهلاك البلاد والعباد، حتى يتجاوز الوطن هذه المحنة، فهذا هو دور من أدوار المثقفين في الأصل، ولكن للأسف أن يصدر هذا الإعلان باسمهم دون أن يرفضوه وينكروه أو على الأقل ينكره المثقفين المعتبرين منهم؛ حتى وإن لم يوقعوا عليه، فسكوتهم عن إنكاره، وعدم الإنكار على الموقعين عليه والمنادين به خاصة في هذا التوقيت، يعتبر إقرار منهم بذلك، ولا أعمم ولكن هذا ما نقرؤه في الأفق جراء سكوتهم !!!

ولعل المأخذ الثاني على هذا الإعلان، أنه تم نشره على الملأ، وعلى صفحات الإنترنت بين المواقع والمنتديات، وتجاذبه الصغير قبل الكبير، المؤهل وغير المؤهل لتداوله، وكان الأولى أن يتم تقديمه للجهات ذات العلاقة وفق الأطر النظامية المعتبرة دون نشره بهذه الصورة، ويتأكد المأخذ عليهم لكونهم مثقفين، والمثقف مؤاخذ بكل تصرفاته وأعماله فهو ليس شخص عادي، وإلا لما أطلق عليه مثقف !!!

إن ما يحدث من حولنا يوجب علينا أن نتحرك جادين لإقامة سدود منيعة وصحية لمنع انتقال هذا الفيروس القاتل إلينا، ودرئ الفتنة وإشعال فتيلها في بلادنا، التي تعيش في قلب الأحداث المتفشية يمنة عنها ويسرة، وإن كانت في الحقيقة هي الهدف الأسمى لمن هم وراء تلك الأحداث وإشعال فتيل الفتنة في البلدان العربية والخليجية تحت أكثر من ستار.

ولكن لا يكون تحركنا انتهازيًا واستغلاليًا لفرض قوة الضغط المضاعفة على القيادة في ظل تلك الظروف الراهنة لتقديم مطالب فلسفية مصاغة لتحقيق مطالب أقرب ما تكون شخصية منها أن تكون وطنية.

والعجيب أن تكرار طرح تلك المطالب والمناداة بها لا يكون إلا في الظروف الصعبة، كما سبق وأن طرحت قبل ذلك "وثيقة رؤية لحاضر الوطن ومستقبلة !!!".

وإن كان المبرر لهم في التقديم في هذا التوقيت هو أملاءات الوضع الراهن، وانحسار الدور السعودي إقليميًا، وترهل الجهاز الحكومي، وتدهور كفاءة الإدارة،.... إلى أخر ما جاء من مبررات – حسب زعمهم – تفضي في النهاية إلى نتائج كارثية على البلاد والعباد.

وهنا أطرح رؤيتي القاصرة حول تلك المطالب (وهذا على فرضية جدلية) وإلا فهي مطالب أرفضها بهذه الصورة وهذه الغاية وهذا التوقيت وتلك الآلية جملة وتفصيلا.

جاء في الإعلان:

( أولاً : تطوير النظام الأساسي للحكم إلى دستور متكامل يكون بمثابة عقد اجتماعي بين الشعبو الدولة. بحيث ينص على أن الشعب هو مصدر السلطة، والفصل بين السلطات الثلاث: التنفيذية والقضائية والتشريعية، وكون السلطات محددة، وربط الصلاحيات بالمسؤولية والمحاسبة، وعلى المساواة بين المواطنين كافة، والحماية القانونية للحريات الفردية والمدنية، وضمان العدالة، وتكافؤ الفرص. والتأكيد على مسؤولية الدولة فيضمان حقوق الإنسان، وكفالة حق التعبير السلمي عن الرأي، وتعزيز الحريات العامة، بما فيها الحق في تكوين الجمعيات السياسية والمهنية).

وأحب أن أسأل هنا: هل هؤلاء المثقفين الموقعين على هذا الإعلان، مسلمين أم غير مسلمين!؟!

وبالتأكيد ودون أدنى شك أنهم مسلمين موحدين ولا نشكك في ذلك ومعاذ الله أن نقول فيهم غير ذلك.

لذا أقول : كيف يقبل مسلم أن يحتكم لسلطة الشعب التي هي مناط الخطأ والتقصير وبين يديه كتاب الله – سبحانه وتعالى – وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – ومأمورون بالعمل وفق ما جاء فيهما كوننا مسلمين، وهذا ما نصت عليه المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم في بلادنا، ونعوذ بالله أن نقدم سلطة الشعب وتشريعهم على الشرع السماوي – الكتاب والسنة – وقد أكدت المادة السابعة من النظام الأساسي للحكم على ذلك : ( يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله وسنة رسوله .. وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة).

فالنظام الأساسي للحكم في جميع مواده، وكذا أنظمة الدولة وموادها مستمدة من هاذين المصدرين، ولا يوجد في أي مادة من عموم الأنظمة المقررة من قبل الدولة والمعمول بها في البلاد ما يتعارض مع كتاب الله – سبحانه وتعالى – وسنة رسولنا – صلى الله عليه وسلم – فكيف نأتي بمثل هذا المطلب ونستبدلهما بدستور وضعي بشري يعتريه القصور في كل جوانبه !!!

ولنا فيما يحدث في الدول ذات الدساتير الوضعية عبرة؛ لما تعانيه من مشكلات وصعوبات وأحداث واشتباكات وقلاقل جراء هذه الدساتير التي يتطلب تغييرها واستبدالها بين الفينة والأخرى، لما يعتريها من قصور لا يرتقي إلى ما تتطلع إليه الحكومات والشعوب.

وكذا فإن هناك فصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية؛ والقضاء يتمتع باستقلالية تامة ولله الحمد في بلادنا، والجميع تحت أحكام القضاء التي تطبق الشريعة الإسلامية، كما أن هناك محاسبة، وكذا هناك مساواة بين المواطنين ولا يوجد أي تمييز بين هذا وذاك؛ وأقول هذا من واقع الأنظمة وواقع الحال المعايش؛ كما أننا ولله الحمد نتمتع بحريات فردية مدنية كاملة، والعدالة متواجدة وفق الأنظمة المطبقة، ولا أقول أنه لا يوجد قصور في بعض الحالات والأحيان، بل إن القصور والتقصير وارد وموجود، وهذا القصور نابع من عدم تطبيق الأنظمة أو عدم فهمها الفهم الصحيح، أو تفسيرها التفسير الخاطئ من قبل البعض، وهذه طبيعة البشر هي الخطأ والقصور والتقصير.

وإن حصل تأخر في تطبيق قرار ما، أو عدم تفعيله وفق ما هو مؤمل ومطلوب، فإن هذا راجع للجهة التنفيذية، ولا بد من معرفة الأسباب المؤدية إلى ذلك، لا أن نطالب نسف تلك الأنظمة والمطالبة بدستور جديد وأنظمة جديدة، فإن حدث ذلك فهذا عبث لا يمت للإصلاح بصلة.

أما بالنسبة لحقوق المرأة السعودية وما أدراك ما حقوق المرأة، تلك الحقوق التي أصبحت شماعة البعض لتعليق كل مطلب عليها، فكم تمنيت لو تم تحديد تلك الحقوق المسلوبة للمرأة السعودية وبيانها؟

فجميع حقوق المرأة السعودية كفلتها الشريعة الإسلامية قبل أن يكفلها لها النظام، لذا فإن الدندنة على المناداة بالعموميات بما يتعلق بحقوق المرأة أمر غير مقبول، فلا بد من تحديد تلك الحقوق المنادى بها حتى يتم وضعها على الطاولة لمناقشتها وعرضها على الكتاب والسنة من قبل أهل الاختصاص في الجانب الشرعي، ومن ثم التنظيمي، للوصول إلى حل شرعي وجذري لتلك الحقوق المنادى بها.

ولا أظن أن حقوق المرأة المزعومة هي السبب في تشتت الأسرة أو وصولها لخط الفقر، وهذا المبرر غير مقبول؛ لأنه غير منطقي في الأصل، فالقيام على شؤون الأسرة هي من اختصاص الرجل وليست من اختصاص المرأة، وهذا بحكم الشرع الرباني، فالرجل هو المعني بهذا الجانب، ومن ذلك المبدأ كم تمنيت لو نادى المثقفين بتوظيف الشباب وتحفيزهم على العمل وتهيئة الفرص الوظيفية المناسبة لهم، التي تساهم في إعانتهم على أداء واجباتهم الأسرية والقيام بشؤونها، فالأصل أن لا نطالب بحقوق المرأة وننسى حقوق الرجل في هذا الجانب، وكم تمنيت أن تكون المطالبة بما يخص المرأة مطالبة وطنية اجتماعية إنسانية كريمة ومقبولة وتعنى بعموم المواطنات؛ كـ منع عمل الرجال في الوظائف الخاصة بالنساء، كـ محلات الخياطة والشك والتطريز، وكذلك منع استقدام العاملات من الخارج للقيام بالأعمال التي يمكن أن تقوم بها المرأة في المشاغل وصالونات ومراكز التجميل ومحلات الديكور، وغيرها من المهن التي هي من اختصاص المرأة وتناسب طبيعتها وأنوثتها، والخروج برؤية وطنية صادقة لما يتعلق بمنافذ البيع المتعلقة بشؤون المرأة الخاصة من ملابس داخلية وخارجية وكل شؤونها الطبية والتمريضية والصيدلانية والتعليمية والمهنية، والمطالبة بتوفير المناخ الوظيفي الذي يكفل للمرأة خصوصيتها ويحفظ كرامتها ويرفع من مكانتها، أما أن تكون المرأة سلعة تبتذل في المنابر لتلبية الغرائز البهيمية وإهانتها والنيل من كرامتها وعفتها وشرفها تحت ستار حقوق المرأة المزعومة، فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، خاصة وأن الفتاة السعودية تحظى بعناية ورعاية حكومية وشعبية ووطنية في التعليم وتملك العقار وإدارة الأعمال الخاصة؛ بل أنها تعتلي المناصب الوظيفية المرموقة.

وفي جانب معالجة الفقر والعمل على توفير العيش الكريم، فالدولة تعمل على ذلك من خلال سن الأنظمة والتشريعات التي تعنى بذلك، كما أنها توفر الصناديق الخاصة بذلك وتدعمها بالميزانيات اللازمة، وإن كان هناك تقصير في هذا الجانب فلا ينفك منه المواطن ومعالجة الأمر عملية مشتركة بين الحكومة ورجال الأعمال والمواطنين، والدول العظمى تعاني من الفقر وليست المملكة وحدها، وهي تسعى لمعالجته بالطرق النظامية ولم يخرج أبناءها بنداءات الإلكترونية وإعلامية لمعالجة أحوالهم، لأن معالجة الفقر لا تأتي من على المنابر التي تؤجج وتفسد ولا تصلح.

أما بشأن المطلب الخاص بالمراقبة والمحاسبة للقضاء على الفساد، فقد أصدرت الدولة عدد من التنظيمات والتشريعات التي تسعى لمعالجة هذه الظاهر، وهي موجودة بالفعل ولكن ليست بهذه الدرجة التي تجعلنا نخرج للمطالبة بتغير نظام الحكم وقلب الموازين، لأن هذا المطلب المتمثل في هذا الإعلان وحده، هو من أوجه الفساد وسوء الإدارة وعدم القدرة على إيجاد الحلول المناسبة، كما أنه يساهم بشكل مباشر في العبث بالمال العام والخاص على حد سواء متى ما وجدت الفوضى والانقلاب على السلطة والشرعية في الوطن.

حقيقة مناقشة هذا الإعلان يحتاج إلى جلسات وجلسات، ولا تكفيها هذه السطور السريعة، وكم تمنيت أن عمد مُعدي هذا الإعلان قبل الإقدام على مثل هذا العمل أن يعودوا إلى ما نص عليه النظام الأساسي للحكم في مواده وأبوابه، التي أشارت إلى كل ما جاء في إعلانهم ونصت عليه في العديد من مواده، ولعلي أحيلهم إلى بعض هذه المواد؛ منها:

(المادة 8 من الباب 2، المواد 9 و11، والمواد 15 و16 و17 و18 من الباب الرابع، والمواد 26 و27 و28 و37 و39 و43 من الباب الخامس، والمواد 46 و47 و48 و50 و55 و57 ب و67 من الباب السادس) وكامل مواد النظام الأساسي للحكم.

وكم تمنيت منهم في حال ووجود أي ملحوظات على أنظمة الدولة ولوائحها، أو وجود قصور أو تناقض أو تعارض في بعض موادها، أن يبادروا إلى التنبيه عن ذلك والرفع عنه لولي الأمر وللجهات المعنية وللمسؤولين في الدولة عن ذلك، فأبوابهم مفتوحة لاستقبالهم واستقبال ما لديهم من ملحوظات ومقترحات، لمناقشتها والوصول إلى آلية تحقق المصلحة العليا للوطن، ولا أظن أنهم تقدموا وناقشوا وحاوروا الجهات ذات العلاقة والمسؤولين المعنيين بذلك ووجدوا أبوابًا مؤصدة أمامهم لتحقيق هذه المطالب !!!

أُكد بأننا بحاجة ماسة إلى الإصلاح والتطوير ومعالجة كثير من القضايا الوطنية.

نعم الوطن بحاجة ماسة إلى التطوير والإصلاح، ولكن بعيدًا عن الضوضاء والغوغاء وطرق الطرق المخالفة للإصلاح، والتي قد تؤدي إلى الإفساد وإثارة الفتنة وشق الصف بدل من تحقيق ما يتطلع إليه المواطن في هذه البلاد المباركة.

وكما أشرت في المقدمة بأنني لست متخصص في هذا الشأن، وإنما أحببت أني أدلي بما أراه بوصفي مواطنًا محبًا لهذا الوطن وغيور عليه، وكذا رغبة في أن يعيد هؤلاء المثقفين الموقعين على هذا الإعلان النظر في إعلانهم، وعرضه على النظام الأساسي للحكم وكذا الأنظمة الأخرى، وتغليب المصلحة العليا للوطن على المصالح الشخصية والأناة، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تستوجب منا جميعًا الاجتماع وعدم الفرقة والتمزق، وجعل الطريق مفتوحًا أمام الأعداء المتربصين بنا الدوائر، فالأحداث الجارية هنا وهناك لسنا بمنأى عنها فنحن نعيش في عين العاصفة، وحريٍ بنا أن نجتمع حول قيادتنا وحول علماء الأمة تحت مظلة شريعتنا الإسلامية وتعاليمها السمحة، مبتعدين في ذلك عن كل ما يخالف ذلك من شعارات وتصنيفات وتقسيمات.

فنحن دولة الإسلام في بلاد الحرمين ومهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم، فلنا خصوصيتنا دون غيرنا، هذه الخصوصية التي توجب علينا ما لا توجبه على غيرنا من الأمم.

وأي انشقاق ومخالفة هو نقض للبيعة وخروج على ولي أمر المسلمين، ومخالفة صريحة لدستور هذه البلاد، هذا الدستور الرباني المستمد من كتاب ربنا وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – .

فالواجب علينا هو لزوم البيعة والمحافظة على العهد والالتزام بالأنظمة، وإن وجدنا قصورًا أو مخالفة فمن مقتضيات البيعة الإبلاغ عنها والمناصحة لولي الأمر ولمسؤولي الدولة في غير مخالفة لشرع الله.

وأنا هنا لا أعارض الإصلاح والمطالبة به، ولكن أدعو أن تكون مطالبًا عبر القنوات النظامية السليمة الصحيحة التي تساهم في الإصلاح والتطوير والنهوض بالأمة.

نعم نحن بحاجة ماسة إلى العديد من الإصلاحات فيما يتعلق بحياة المواطن مباشرة وغير مباشرة من توفير السكن والعمل ومصدر الرزق المناسب الذي يكفل للمواطن كرامته ويؤمن له العيش الكريم.

والعمل على الحد من رفع أسعار العديد من السلع عامة، والأساسية منها على وجه الخصوص، ومحاربة الطمع والجشع لدى التجار.

نعم لمحاربة الفساد بكل صورة وأشكاله وألوانه، نعم للتنظيم والتطوير الذي يقضي على التعقيد والتعطيل والتأخر والتأخير في الإجراءات الإدارية والتنظيمية.

نعم لكل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن في آن واحد، دون المساس بالثوابت الأساسية لهذا لبلاد ومقدراتها، في ظل الشريعة الإسلامية.

فالإصلاح مطلب شرعي ووطني وإنساني لا يختلف عليه اثنان، وما عدا ذلك فهو مرفوض جملة وتفصيلا، وكذا النقاش فيه وحوله لا اعتبار له.

ولنتذكر أن الإصلاح عملية مستمرة، تكون بخطط قصيرة وأخرى طويلة، ولنتذكر أن الإصلاح عملية صحية ترتقي بها الشعوب، وهو دليل على رقيها وتحضرها.

أما استغلال المواقف الحرجة للمنادات بمطالب وهمية فارغة، لممارسة الضغط على الدولة في هذا الوقت الحرج، للخروج بما تريد تحت هذا الضغط، فهذا إفساد وليس إصلاح، وهو من باب إعانة الأعداء وإفراحهم على الوطن وشعبه وقيادته، وتمكينهم من النيل من الوطن برمته، فعار علينا أن نكون شوكة في نحر الوطن عندما احتاج إلينا في ساحة البطولة والأبطال.

حفظ الله علينا ديننا، وحفظ لنا وطننا، وحفظ لنا قيادتنا، ووفقنا لكل خير وصلاح، وأعاننا على أداء واجباتنا ومسؤولياتنا، وجنبنا الفتن والشرور، ورد كيد الأعداء في نحورهم وجعل تدميرهم في تدبيرهم.





شذرات بقلم
مواطن مخلص لدينه ولولي أمره ووطنه
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
9/4/1432هـ

2011/03/13

عفوًا سمو الأمير .. قبل أن تهنئ القيادة والوطن بنا

شذرات
قلم

عفوًا سمو الأمير
قبل أن تهنئ القيادة والوطن بنا


هي كلمات ذهبية تاج على رؤوسنا، من القلب إلى القلب نبعت ارتجالاً وبكل صدق من صاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن عبدالعزيز –حفظه الله ورعاه – النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وهو يهني مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير / سلطان بن عبدالعزيز – حفظهم الله ورعاهم ووفقهم لكل خير –  يهنئهم بالموقف المشرف لشعب المملكة العربية السعودية.

شعب الولاء والإباء والرفعة والعلو والعزة والشموخ والمواقف والبطولة والصدق والوفاء بالعهد.

هذا الشعب المسلم الذي لا تأخذه بالله لومة لائم، متمسك بمبادئه، ملتف حلو قيادته التي بايعها على الكتاب والسنة والسمع والطاعة في غير معصية الله.

يُرعي سمعة لقيادته ولعلماء الأمة هؤلاء العلماء الربانيين الصادقين الذين يدينون الله بكل كلمة ينطقون بها، لا كلمات تزلف وتملق وتقرب للسلطان.

عفوًا سمو الأمير .. قبل أن تهني القيادة والوطن بنا!!

نحن من نهنئ أنفسنا بقيادتنا الحانية الرءومة التي تحرص علينا وعلى مصالحنا وسلامتنا وتلمس احتياجاتنا والعمل على رفعها وتوفير العيش الكريم لنا في هذا الوطن الذي ليس ككل الأوطان، فنحن أبناء المملكة العربية السعودية، أبناء بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، بل نحن من يمثل العالم الإسلامي على نهج رسولنا – صلى الله عليه وسلم – بكل وسطية فلا إفراط ولا تفريط.

وكيف لا نهنئ أنفسنا وقيادتنا تعمل ليل نهار على رفع رؤوسنا أمام العالم وفي كل المحافل والمناسبات الدولية، والسبق في الأعمال الخيرية ونجدة العالم شرقًا وغربًا، ما جعل قلوبنا تحمل لقيادتنا الكثير والكثير، جعلنا نستشعر الأمانة في وجوب الوفاء بالعهد ورد الإحسان بالإحسان، وهي أمانة في أعناقنا نُسأل عنها يوم القيامة.

لهذا كان هذا الشعب؛ كبارًا وصغارًا رجالاً ونساءً، ثابت بمواقفه صادق بمشاعره وبما عاهد الله عليه.

فما كان يوم الجمعة من قلب الموازين ودحر كيد الكائدين ليعضوا أصابع الندم والأسف والحسرة على ما فعلوا وخططوا وعملوا من أجل إحداث شرخ بين الراعي والرعية، ليثبت لهم شعب خادم الحرمين الشريفين عكس ذلك، بأن جدد البيعة وثبت عليها وعمل على تأكيدها وفضح كل الشبهات المسمومة التي حاول الحاقد أن يبثها بين أوساط الشباب الواعي اليقظ لمثل تلك الأحقاد والأعفان التي لا تخدم إلا مصالح أعداء  الأمة والمتربصين بها، ولكنهم لم يفلحوا ولن يكون لهم ذلك بإذن الله وتوفيقه.

سيدي صاحب السمو النائب الثاني ...

الشعب هو القيادة والقيادة هي الشعب، والقيادة والشعب هما الوطن، فالشعب والقيادة والوطن ركائز لا يمكن أن تتجزأ، ولا يمكن أن يدخل بينها أي شوائب حتى نسمات الهواء، لما بينهم من تلاحم وتلازم وحب ووفاء.

فالشكر الله أولاً وأخيرًا على أن أنعم علينا بنعمة الإسلام، ونعمة الوطن الذي ميزه بميزات لا يمكن أن تتوافر لأي بلد سواه، وكذا نعمة القيادة الوفية الحانية على شعبها، ونعمة الشعب الملتزم بالبيعة الوفي بالعهد صادق الوعد.

فحمدًا لله على ذلك.

وهنيئًا لنا بهذه القيادة المباركة.

وهنيئًا لنا بهذا الوطن المبارك.

وهنيئًا لنا بأنفسنا وما جبلنا الله عليه من سجايا وخصال يفتقدها الكثير غيرنا.

وهنيئًا لنا بكم وهنيئًا لكم بنا.

فهكذا هي يا سمو سيدي ... أواصر التواصل، وعرى الترابط والمحبة واللحمة بين القيادة والشعب في وطن الخير والعطاء المملكة العربية السعودية.

حرس الله بلادنا من كل مكروه وحفظ قيادتنا ووفقهم لكل خير ورد كيد الكائدين في نحورهم وكشف سترهم للعالم أسره.  



شذرات بقلم
مواطن مخلص لدينه ولولي أمره ووطنه
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض 8/4/1432هـ