2011/10/28

أبا سعود خير خلف لخير سلف

شذرات قلم

أبا سعود خير خلف لخير سلف
قوة اللحمة والصفعة لدعاة الفتنة

الحمد الله أولاً وأخيرًا على ما تفضل به على هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية، ولعل من هذه النعم أن اختار لقيادتها وولاية الأمر فيها هذه الأسرة المباركة التي تعهدت بحمل راية التوحيد ونشر الإسلام والدعوة إليه وتحكيم كتابه وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – في كل شؤون البلاد والعباد.
وهذه الخاصية لهذه القيادة الموفقة والمسددة – بإذن الله – وما حملته على عاتقها وشرفت بخدمته كان غصة أيقظت مضاجع أعداء البلاد من أهل الكفر والزيغ والفساد والبدعة والباطل والظلال، ليتحولوا جميعًا لدعاة فتنة لزعزعة أمن هذه البلاد وإحداث الفوضى ونشر الفساد بكل صوره وأشكاله، ولعل أقرب شاهد على ذلك ما شنته وسائل إعلام هؤلاء الحاقدين في الأيام القليلة الماضية ولا زالوا حول شغل منصب ولي العهد في المملكة بعد رحيل / سلطان بن عبدالعزيز – طيب الله ثراه ورحمه – ليبدؤوا التحليل والحوارات والتفتيش والتنقيب حول شغل هذا المنصب، وما أشاعوه خلال هذه التغطيات الإعلامية من وجود خلاف بين أفراد الأسرة المالكة، وانشقاق بعضهم إلى آخر سمومهم التي رغبوا من خلالها إحداث الفتنة والبلبلة وإثارة الفوضى بين أفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي المحب لهذه الأسرة.
إلا أن الواقع كان مخالفًا لكل توقعاتهم وما نشروه وما قالوا به، لتأتي الصورة المؤثرة في مشهد مهيب ذرفت لها الدموع وخفقت من أجلها القلوب من قوة ذاك المشهد العفوي الغير مفتعل؛ عندما وصل جثمان فقيد الأمة / سلطان الخير – غفر الله له – وكان في مقدمة مستقبليه جميع أفراد الأسرة المالكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أمد الله بعمره وألبسه ثياب الصحة والعافية – رغم ما فيه من الآلام، فهو حديث عهد بعملية جراحية في مكان حساس ويحتاج معه للراحة وعدم الحركة؛ إلا أن حبه لأخيه جعله ينسى كل ما به من الآم ومتاعب، ومن حوله إخوانه وأبناء الأسرة الصغير والكبير، يحيط بهم جموع غفيرة من المواطنين الذين توافدوا لاستقبال جثمان فقيد الأمة بكل حب وتقدير راجين من الله للفقيد العفو والمغفرة، ليؤكدوا صدق المشاعر في رسم صورة من صور الترابط والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد قيادة وشعبًا.
لتكتمل هذه الصورة في سلاسة إشغال منصب ولي العهد بإقرار كامل من هيئة البيعة، مجتمعين جميعًا في مجلس ولي الأمر، والابتسامة تعلوا محياهم جميعًا، باتفاقهم على تعيين ولي العهد؛ خادم السنة وأمير الأمن صاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن عبدالعزيز – حفظه الله وأعانه على تحمل مسؤولية هذا المنصب وسدده لكل خير لخدمة البلاد والعباد – فقد عرف عنه – حفظه الله – أنه رجل حليم وحكيم وفي الوقت نفسه حازم، واشتهر بكرمه وسخائه ومساعدة المحتاج وحبه لفعل الخير في شتى المجالات، خاصة علاج المرضى على نفقته الخاصة، ودعمه اللامحدود للعلم والعلماء وطلاب العلم على نفقة سموه الكريم، كما عرف عن سموه قربه من الشعب والاستماع لهم والعمل على حل قضاياهم ومشاكلهم وحاجاتهم، بكل تواضع وهدوء ورحابة صدر، كما عرف عنه – أيده الله بتوفيقه – خدمته للسنة النبوية المطهرة.
فهو شخصية قيادة فذة متعددة الجوانب؛ وهذا محصلة سنوات طويلة قضاها في خدمة هذا الوطن المعطاء في مناصب عدة شرف بخدمة الدولة من خلالها ببعد النظر والحكمة والحنكة السياسية والأمنية والإدارية؛ فهو خير الخلف لخير السلف.
ومن هنا نسعد بصفع كل المشككين في اللحمة الوطنية، والباذلين لبث الفتنة وزرع الفوضى في بلاد الحرمين؛ معلنين لهم بأن كل ما يقومون به لن يزعزعنا ما دمنا متمسكين بكتاب ربنا – سبحانه وتعالى – وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – والمحبة المتبادلة والمتناغمة بين القيادة والشعب السعودي المسلم الذي يحب الخير ويُقبل على قيادته بالحب والوفاء والسمع والطاعة.
فهنيئًا لصاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن عبدالعزيز – حفظه الله ووفقه وسدده – بهذه الثقة الملكية الغالية، وهنيئًا للشعب السعودي بأمير السنة والأمن ولي العهد الأمين، وهنيئًا للدولة بالشعب السعودي الوفي الأبي ذو الشيم الذي لا يقبل بغير قيادته الرشيدة ولا يقبل بأي حال المساس أو الاعتداء أو التطاول على الوطن أو قيادته من كائنا من كان.
وهنيئًا للشعب بهذه الدولة الحانية على الأمة والمتمسكة بالدين الإسلامي الحنيف المطبقة لأحكام الكتاب والسنة، وتمسكها بعاداتها وتقاليدها الصحيحة وتلك المشاريع العملاقة لخدمة الحرمين وضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين وتطبيق الشريعة في كل شؤون البلاد والعباد، وتسخير كل الإمكانات لحل ومعالجة جميع المشاكل والعوائق التي تواجه المواطن أينما كان.
ولا نقول هنا ( إلا موتوا بغيظكم يا دعاة الفتنة، فاللحمة بين أبناء المؤسس والأسرة المالكة والشعب السعودي لحمة قوية لا يمكن أن تنفك بنفخات من نافخي الكير).
والله نسأل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يمد بعمره ويمتعه بالصحة والعافية، وأن يجعل صاحب السمو الملكي الأمير / نايف، خير معين لولي الأمر، وأن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها ووحدتها بظل قيادتنا الراشدة.


شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
1/12/1432هـ

نشرت هذه الشذرات في صحيفة الجزيرة
العدد رقم ( 14275 ) صفحة ( 74 ) [ نايف .. أمن وأمانة ]
يوم السبت الموافق 2/12/1432هـ
http://www.al-jazirah.com/20111029/no22d.htm

كما نشرت في صحيفة أثير الإلكترونية
http://www.atheer3.com/articles.php?action=show&id=1189

كذلك نشرت عبر شبكة أبونواف
http://www.abunawaf.com/post-11167.html

2011/10/24

صورة مؤثرة ومشهد مهيب

الله أكبر
كم هي من صورة مؤثرة ومشهد مهيب
أركانها عبدالله بن عبدالعزيز
وجثمان سلطان الخير


ولفيف من أصحاب السمو الملكي
وجموع غفيرة من المواطنين
لترسم لنا صدق المشاعر والأحاسيس رغم الآلام والمشاغل والهموم
مشاعر لا يمكن أن تصور ولا توصف ممن رسموا هذه الصورة الحقيقية
التي تؤكد صدق المشاعر وصدق الترابط وصدق اللحمة
بين الأخوة وأبناء الوطن الواحد
نعم هذه المشاعر الأخوة والوطنية الصادقة
لنؤكد للعالم من خلالها
أن شعب المملكة العربية السعودية
وقيادتها
هما كيان واحد
تربطهم أواصر قوية لا يمكن أن ينفكوا عنها بأي حال من الأحوال
ولكن لماذا هذه الصورة في هذا المساء الحزين؟

لأنه

سلطان الخير

سلطان القلوب

سلطان التواصل

سلطان الابتسامة

سلطان الحب

سلطان الوفاء

سلطان الصدق

صدق مع ربه ثم مع نفسه وصدق مع الناس

فما كان منهم اليوم
إلا
الوفاء الصادق

الوفاء الخالص لوجه الله تعالى

لا لمكان لمطامع الدنيا وزخارفها

ولكن هي حب ووفاء وصدق لهذا الرجل المحب الوفي الصادق

وهذا الوطن الشامخ وتلك القيادة المباركة الراشدة

ولا نستطيع أن نقول هنا إلا

أحسن الله العزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز

الذي أصر وأثر أن يكون في مقدمة مستقبلي أخيه وعضيده ورفيق دربه

رغم ما به من الآلام وهموم ومشاغل لا يعلمها إلا الله

والعزاء موصول

لأخوة الفقيد وأبناءه وللأسرة المالكة

وللشعب السعودي بأسره

وللأمة الإسلامية والعربية




مشاعر ابن محب لسلطان الخير

أبوعبدالعزيز

سليمان بن صالح المطرودي

المهـ رحال ـاجر

الرياض

26/11/1432هـ

2011/10/23

سلطان الخير ... لماذا ومن أين أتت ؟

شذرات قلم
سلطان الخير
لماذا ومن أين أتت ؟

كثير من محبي صاحب السمو الملكي الأمير / سلطان بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – يفضلون تسميته ومناداته بسلطان الخير، فلماذا هذه التسمية ؟ ومن أين أتت ؟
لم يطلق محبي سلطان الخير هذه التسمية على سموه عبثًا أو من فراغ، بل هي تسمية صادقة لرجل صادق استحق أن يحمل هذا الاسم وتلك الصفة لما هو عليه وله من خير إلى خير – أسكنه الله فسيح الجنان – ولعل الناظر إلى وجه سموه – رحمه الله – يستشف تلك التسمية وهذه الصفة والخلق الرفيع من بشاشة وجهه والابتسامة التي تعلوا محياه، والنظرات الجاذبة التي تنشئ علاقة حميمة بينه وبين كل من أمامه لتعكس عمق المحبة والمشاعر الإنسانية والأبوية والأخوية من سموه اتجاه الآخرين.
ويمكن أن تتضح الصورة بشكل أوسع لكل متابع لوسائل الإعلام المختلفة للأيام القليلة الماضية وما عرض فيها من أعمال خيرية كثيرة ومختلفة ومتفاوتة في الحجم والهدف والتكلفة، لتشمل جميع درجات الأعمال الخيرية والمستفيدين منها وبشكل مختصر؛ يدرك حجم تلك الأعمال الخيرية التي قام بها أمير الجود – رحمه الله – الذي انطوت على محبته ملايين القلوب وأسرها حبه بكل صدق ووفاء.
لقد غرس سمو الأمير الراحل سلطان الخير – رحمه الله – أسس وقواعد البذل والسخاء في طرق الخير ليصنع لحمة فريدة من التواد والتراحم بينه وبين أصحاب الحاجات والمتابعين لهذه الأعمال لتتواصل تلك الأعمال وتدفقاتها في مختلف الاتجاهات الخيرية دون منَّ أو أذى.
أجزم أن تلك المشاعر التي تحركت بوفاة سموه أنها مشاعر صادقة نابعة من حب عميق كامن في قلوب محبيه لما قدمه من تفان في القيام بأمانة المسؤوليات التي اضطلع بها على مدى سنوات خدمته الوظيفية الرسمية، وما قدمه من أعمال خيرية؛ حيثما ولي فهو كالغيث للأرض الجدباء لكل صاحب حاجة؛ لتمتد أياديه البيضاء – رحمه الله – لتفرج همه وكربته في بذل وعطاء يحتار معه كل متابع قبل صاحب الحاجة.
ولم تأتي تسميته بسلطان الخير؛ إلا من هذا الباب الذي أنفرد به عن غيره وشمخ به حتى تربع على قمة البذل والعطاء بكل جود وسخاء فياض، وهي ثمرة تلك الأعمال المباركة وجني لثمرة غرس مبارك بذله وقدمه – رحمه الله – رغبة فيما عند الباري – سبحانه وتعالى – فكان له الحسنى في الدنيا والجنة في الآخرة بإذن الله – جل جلاله – القائل في محكم التنزيل ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرًا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
فمن كانت هذه صفاته وهذه خصاله بين الصلة والتواصل وإعانة المعوزين وأصحاب الحاجات والسعي في أمورهم وسد حاجاتهم وتفريج كرباتهم وهمومهم، فهو بعناية الإله وحفظه وتوفيقه في الدنيا لكل خير والجزاء الأوفر في الآخرة.
وما تلك المشاعر إلا شهادة حق في حق رجل في مؤسسة خيرية شاملة من محبيه – رحمه الله –وقد أكد نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – قيمة شهادة الأمة لعبد من عباد الله الصالحين بقوله : (أنتم شهداء الله في أرضه) فالحمد الله رب العالمين على هذه الشاهدة المبشرة بجنان الخلد لسلطان الخير غفر الله له وأسكنه فسيح جنانه وجمعنا به في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء، إنه سميع مجيب الدعاء.
وكما هو معلوم أنه ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالحيدعو له) وهذه الأعمال والمؤسسات الخيرية التي أسسها وأطلقها سلطان الخير – رحمه الله – ستستمر بإذن الله لتكون صدقة جارية يعنى بها كل محبي الفقيد وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – وأصحاب السمو الملكي الأمراء أخوة الفقيد وأبناءه – حفظهم الله جميعًا ووفقهم لكل خير – فهم محافظون على العهد ومنجزون للوعد – بإذن الله –.
فمن هنا أتت هذه التسمية ( سلطان الخير ) وهذه بعض أسبابها.


شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
25/11/1432هـ

نشرت تلك الشذرات في صحيفة الجزيرة في عددها الصادر هذا اليوم الجمعة
الموافق غرة شهر ذي الحجة من عام 1432هـ؛ رقم ( 14274 ) صفحة متابعة ( 33 )
http://www.al-jazirah.com/20111028/vi38d.htm
رحم الله سلطان الخير وجعل قبره روضة من رياض الجنة