2012/04/01

مكيدة الكبيسي

شذرات قلم
مكيدة الكبيسي


نسمع كلام من؟
ونأخذ بقول من؟
الكبيسي المسكين!!!

أو الحبيب المصطفى – عليه أفضل الصلاة والسلام – الذي أثنى على معاوية ودعى له، وأتمنه على كتابة الوحي!!

رضي الله عن علي بن أبي طالب وعن معاوية وعن بقية أصحاب رسولنا – صلى الله عليه وسلم – فقد كان معاوية أحد كتاب الوحي المؤتمنين ومن العاملين بكتاب ربنا – سبحانه وتعالى – والمحافظين على السنة المدافعين عن الحق المجاهدين في سبيل الله؛ فقد صحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونال شرف الجهاد في غزوات ومواقع عده تحت لواء رسولنا – صلى الله عليه وسلم –.
ولو لم يكن كذلك فيكفي أنه صحابي داخل في عموم قول حبيبنا – عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم –: ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).

وقد أثنى عليه - رضي الله عنه - الصحابة الذين عاصروه ( يروى عن ابن عمر أنه قال : ما رأيت أحدًا أسودَ من معاوية، فقيل له : ولا عمر؟ قال : كان عمر خيرًا منه، وكان معاوية أسودَ منه.

ويروى عنه أيضًا أنه قال: ما رأيت بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسودَ من معاوية، فقيل له: ولا أبوبكر ولا عمر، قال: كان أبوبكر وعمر خيرًا منه، وما رأيت بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسودَ من معاوية).
فكيف نخالف هذا النص الصريح في النهي عن سب نفر من صحابة رسولنا – عليه الصلاة والسلام – ونقبل قول شيخٍ هرم عاش غريب الديار متقلب بين هوى البدعة والانحراف العقدي في مسائل كثيرة يكفي منها فتواه المتأخرة بجواز المتعة بدلاً من الزنا وهي إرهاصة على " ترفضه " ليؤكد لنا هذا بشنه تلك الحرب الضروس على الصحابي الجليل معاوية – رضي الله عنه – .
وإلا كيف يبدر من طالب علم – إن كان كذلك – مثل هذا الكلام وفي هذا التوقيت ومن أهل السنة والجماعة، ولكن هي - إرادة الله - بفضحه بلسانه وعلى الملأ ليُظهر ما يبطن من كره وعداوة وخبث ونتن بين أضلاعه على صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومحاباة للفرس الرافضة وأذنابهم في العراق لعله يؤذن له بالعودة إلى وطنه ويعيش ما بقي من عمره في الأنبار، بعد غربة وطول غياب عاشها منعمًا مكرمًا؛ إلا أنه رفس النعمة واختار طريق الضلالة بالطعن والسب لصحابة نبينا وشق صفوف الأمة وصدعها وإحداث شرخ جديد ليضاف إلى شروخها التي تعاني وتأن منها.

أو لعله توهم أن الفرس الرافضة لا محالة محتلين دول الخليج؛ بعد وضعهم أيدهم على الجزر الإماراتية، فأحب أن يقدم لهم الولاء والطاعة حتى إذا كانت لهم الغلبة فإذا هو من أحبابهم فيكون ذا شأن في حكمهم الموهوم.
فما مصائب الأمة وما أصيبت به من بلاء إلا من الكبيسي ومن هم على شاكلته؛ وليست من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا من سلف هذه الأمة الذين اجتهدوا في دلالة الناس على الخير والطريق الحق والصواب.
وليس غريبًا أن يبرز الكبيسي كأحد دعاة الفتنة في هذا الوقت الذي تموج الأحداث الجسام والعظام بالأمة، ليروجوا لفتنهم وأحقادهم الكامنة في صدورهم على البلاد الإسلامية الآمنة المطمئنة – بإذن الله – لأنه ساءهم أن تسلم تلك البلاد من فتنة ما يسمى بالربيع العربي، فما كان منهم إلا أن ينفثوا عما في صدورهم ليكون شرارة أحداث كارثية تعصف بالأمة وتحول أمنها خوفًا واستقرارها قلاقل؛ تحت مسمى الإصلاح والحقوق وبيان الحق المزعوم في نظرهم.
إلا أن اللحمة تزداد بفضل الله وتوفيقه لهذه الأمة بين شعوبها، كلما تكشفت لهم خيوط مؤامرة حاقدة، ومفسدة مهلكة لتنجلي لهم الحقائق ويبرز أهل الزيغ والفساد ودعاة الفتنة والباطل، لتعود الأمة إلى دينها أكثر مما كانت، وتتماسك فيما بينها وبين قياداتها أقوى من ذي قبل ( وربما صحت الأجساد بالعلل ).
وليس أوضح من ذلك وأقوى دليلاً غيرة شعوب المنطقة بأسرها على ما نفث به الكبيسي من أحقاد على صحابي جليل، تساندهم في ذلك القيادة الراشدة ممثلة في صدور أمر حاكم دبي – وفقه الله لكل خير بمنع برامج الكبيسي من البث التلفزيوني، وما صدر عن مؤسسة دبي للإعلام من بيان.
فأهل البدعة والفتنة متربصين بالأمة إلى قيام الساعة، وأهل الحق لهم بالمرصاد للرد عليهم وعلى ضلالاتهم وشبههم التي يحاولون دسها على أبناء الأمة وعوامها بعبارات الاستعطاف والاسترحام التي لا تنطلي عليهم.

( وليته تمسك به مما عليه أهل السنة والجماعة من الإمساك عما شجر من الصحابة من خلاف ، وأن الكلام فيه لايصل إلى نتيجة ، فهم مجتهدون في ذلك ومتأولون ، وشهد لهم الرسول بالخيرية ومات وهو عنهم راض ، بل هم فيما بينهم لم يكفروا ولم يسبوا وكان علياً يقول إخواننا بغوا علينا حينما سمع من يشتمهم ويلعنهم ، ولهم من الأعمال والسابقة في الإسلام التي تغتفر ما صدر منها إن شيء صدر ونحن نترحم عليه ونقول : ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ).

شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
9/5/1433هـ