2011/05/20

أفــــراح مــــرام


شذرات

قلم


أفــــــراح مــــــرام

"هنيئًا لك يا مرام بهؤلاء الآباء والأخوة المحبين الأوفياء"



ما أجمل الحب الذي يقود الإنسان للمحبة والوفاء، فالحب الصادق بمثابة قناديل تضئ لنا الطريق، بل هو نجوم تزين السماء لتخفي سوادها المطل علينا في الليل الكالح، فما أجمل الوفاء النابع من الحب الصادق الخالص لوجه الله – سبحانه وتعالى – وهو الذي جعل تلك الحشود من المحبين تتوافد هذه الليلة على قاعة المقصورة بمدينة الرياض من داخل الرياض وخارجها، بل وبدون بطاقات دعوة وجهت لهم "أو تلزيم عليهم" للحضور، فكل من حضر لم تصله بطاقة دعوة ولم يهاتفه داعي، ولكن بلغه الخبر، فما كان ممن بلغه موعد الفرح إلا أن عقد العزم على الحضور وفرغ نفسه من كل الارتباطات الأسرية والوظيفية ليحضر تلك الليلة السعيدة، لأنه لم يحضر مدعوًا بل حضر بصفته أب أو أخ لك أختي مرام، فهنيئًا لك بهذا الكم من الآباء الصادقين والأخوة الأوفياء.

الحب المقترن بالوفاء لأبي الوفاء والحب شيخنا ووالدنا وأخينا وحبيبنا الغالي أبا مرام الدكتور/ عبدالرحمن بن سليمان المطرودي – رحمه الله – فما زرعه من حب للجميع وما بذرة من خير لم يذهب هباء؛ بل أتت ثماره وحصاده بحضور منقطع النظير، فكم مناسبة حضرت "سبقها العديد من الدعوات المختلفة بالاتصالات والبطاقات والخطابات والدعوات المباشرة" إلا أن الحضور كان فيها ضعيفًا؛ وحضور مجاملة ليس إلا، أما حضور هذه الليلة كان حضورًا فريدًا بكل ما تعنيه الكلمة، وكل من حضر يقول: كيف لا أحضر زواج ابنتي، وأشاركها الفرحة، والآخر يقول: وهل يعقل أن يقام زواج أختي بدون حضوري؟

كلمات تطرز كل معاني الحب والوفاء، وإحساس يدغدغ المشاعر لتسكب دموع الفرح الصادقة على أرض الخير والوفاء، لتعطرها بأعبق العطور الفواحة وتنثر على عتبات تلك الليلة من الدعوات الصادقة لك بحياة أسرية سعيدة، ومستقبل زاهر، وحياة عامرة بذكر الباري، وذرية صالحة بارة بكما وبالغالي – رحمه الله رحمة واسعة –.

ربما في لحظة تاهت الأماني وتشابكت الخيوط، ونسكبت الدموع وخفق القلب بالجروح، إلا أن الفرحة امتزجت بأعاصير تلك اللحظات لتبشر بإشراقة شمس يوم جديد لتؤلف حياة ملؤها الفرح والسرور بعد أن ظنت أنها يتمية لتكتشف أن لها آباء وإخوة وأخوات لم تعرفهم يومًا من الأيام، لتكون لحظات الحزن والدموع من لحظات الماضي المنسي، وإن كنا لا ننسى من اجتمع الجميع اليوم وفاء له؛ إلا أن هذا الحضور المبارك وتلك المشاعر الصادقة تجعلنا نعيش أنفاسه فينا وصدى صوته لا يفارقنا وكلماته تنبض في قلوبنا لتضخ صداها عبر عروقنا لتكمل دورة دموية إنسانية في أجسادنا، ونجدد حياتنا بالوفاء بالعهد والوعد لهذا الإنسان الصادق مع الله في كل شؤونه.

فاليوم الفرحة فرحة الجميع وليست فرحتك أُخيتي مرام وحدك، فكلمة مبروك لا تكفي وكل المعاني لا تفي لنعبر لك عن تهانينا لك بهذا الزواج المبارك الذي باركه لك الغالي قبل رحيله، فاليوم هو يوم الوفاء بهذا العهد الذي باركه لك، فهو عهد في الله وثيق ثماره تثمر في النفس الرضى وتجعل الأيام كالغصن الوريق.

فكل التهاني لك والتباريك يا قمر هذه الليلة وزهرة هذا اليوم السعيد، وتأكدي بأن قلوبنا معك فرحة، وليس أكثر فرحًا أن نعيش لحظات زفافك المبارك، فبارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.



شذرات بقلم
أخوك المحب والداعي لك
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
16/6/1432هـ

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله لهما وعليهما وجمع بينهما بخير .....


    اسئل الله لنا ولها التوفيق ،،،،

    ردحذف
  2. اللهم آآآآآآآآآآمين
    بارك الله فيك وشكر لك ابا فيصل

    ردحذف