2011/04/22

الطاسة ضايعة !!!


شذرات
قلم

 
الطاسة ضايعة



في الحياة منحدرات ومنعطفات ومطبات وتحويلات ودهاليز وسراديب، تجعل الإنسان يعيش في دوامة، حتى يشعر أن "الطاسة ضايعة" فتراه يتخبط يمنة ويسرة دون أن يعرف الاتجاه الصحيح للسير فيه، وفي أحيان يُرسم له طريق سراب يجتهد في السير فيه وفي النهاية يجد نفسه فارغ اليدين ومتعب القدمين ومصاب بالإعياء من طول الخطوات التي قطعها دون جدوى.

ولعل من يتوه في دوامة "الطاسة الضائعة" كثيرًا ذاك الموظف الذي أخلص وجد واجتهد وشمر عن ساعديه باذلاً ومتفانيًا في أداء مهام عمله وما كلف به ليبدع ويتميز عن غيره بالتجديد والتطوير والارتقاء بإدارته، ما علم أنه في نهاية المطاف سوف يجد نفسه مشردًا بين المكاتب والممرات دون عمل أو حتى كرسي يجلس عليه ليرتاح من طول الوقوف، ويكون مصيره معلق بوشاية حاقد وكذبة حاسد ومكيدة ناقم، قدرها وأبرمها حتى صبها في أُذني المسؤول، الذي لم يصدق الخبر، إلا أن سوء حظه جاء صدفة مصادقًا لما وقع وقيل وكان، فكان ما كان.

حتى توقع أن تشكل لحالته اللجان أثر اللجان للتحقيق والتمحيص والتفحيص عن أمر لم يكن منه، إلا من قبيل ذاك المسكين الذي رسم وخطط لإبعاده عن الطريق بكل مكر وخبث ومكيدة ودهاء، لينشئ بذلك بيئة خصبة للتخبط الإداري والفساد الذي يحاربه كل مخلص وسوي في كل الدوائر.

فمتى ضاعت الأمور واختلطت وعُدم الضابط الرزين لها، وأسند الأمر لغير أهله وفق الأهواء والمزاجية، اختلط الحابل بالنابل حتى "تضيع الطاسة" ويصبح الحق باطلاً والباطل حقًا، والمعروف منكرًا والمنكر معروفًا.

فمتى كان الأمر كذلك كانت القضية قضية استفزازية من فرد لا يمثل إلا نفسه ومن شابهه في هذا التصرف الأرعن؛ لشريحة كبيرة من الموظفين الذين هم جزء لا يتجزأ من الشعب وأبناء الوطن، تتحول إلى استفزاز صناع القرار ليخرجوا من المألوف والنظام إلى ما يحقق رغبة هؤلاء بقصد وبدون قصد، وبالتالي تشويه صورتهم أمام الآخرين والإثبات بأنهم ليسوا أهلاً للثقة وتولي القيادة.

فهم بفعلهم هذا البسيط، ينشئون بيئة خصبة لخلق الفتنة والاحتقان والكراهية والضغينة بين الموظفين فيما بينهم، وبين الموظفين ومسؤوليهم، وبالتالي خلق حواضن للفساد المالي والإداري، وتعطيل عجلة التقدم والتطوير والإنتاجية، وتعطيل مصالح المراجعين والمستفيدين من خدمات تلك الدائرة، وإشغال المسؤولين والموظفين بأمور لا تمت بما أسند إليهم من مهام بصلة، وجعلهم يدورون في دوامة مفرغة من الروتين وتصفية الحسابات والبحث عن الزلات وتصيدها.

إن "الطاسة عندما تضيع" فإنها تضيع فارغة من الحقائق، ومملوءة بالأوهام والأحقاد والدسائس التي جد واجتهد في دسها ذاك الفارغ المسكين الذي صبها في أُذن المسؤول ضد ذاك الموظف المتميز بكل جديد وهادف.

حتى أنك تخشى على نفسك أن تكون يومًا في دوامة تلك "الطاسة الضائعة" التي لا محالة أنها مهلكة للوقت وللعمر وللخير كله، ومصيرها ذاك الركن المنسوج بخيوط العنكبوت بعد فوات الأوان والعض على أصابع الحسرة والندم على ما فعل وما كان منه من أعمال شريرة شيطانية؛ سلم لحظتها نفسه للشيطان ليستعبده فيها بمثل تلك الأعمال المنبوذة.

ولعل في ذلك خير وفاتحة أمل ونافذة مبصرة ومدركة؛ لرؤية الحقيقة من خلالها للعمل على رسم الطريق الأمن والموصل للغاية المنشودة دون أي خسائر تذكر، بعد تصحيح الأمر والقضاء على الفوضى وسد ذاك الشرخ الذي أحدثه بقصد الإفساد ذاك المسكين، فالفوضى والتخبط والعشوائية في العمل تربك ولا تنجز وتؤخر ولا تنهي ولا تخلص.

لذا فإنه لزامًا علينا وضعها تحت المجهر، وأن نتعامل معها وفق البوصلة الموجهة بهاتيك الرؤية العلمية العميقة والقدرة على استقراء الواقع والتكيف معه بما لا يخالف المبادئ الراسخة والشامخة، للقضاء على تلك المفاسد والتجاوزات المخلة بالأنظمة والتعليمات وسير المعاملات وتأخر الإنتاجية وتعطل المصالح، وعدم الانشغال بتلك "الطاسة" الفارغة من كل حسن وجميل، والانشغال بإعادة رسم الطريق الصحيح وتجميله بكل نافع ومفيد، وتزين جنباته بكل معالم التطوير والتجديد، وتنسيق أركانه بمظاهر الإبداع والسبق في احتواء كل جديد يعين على كسر الجمود والتخلص من أطناب الروتين الجاثم على صدر التطوير والتميز والإبداع.

وهنا أقول لذاك المسكين تأكد بأنني أنا الفعل ولست ردة الفعل، وهذا لما حباني الخالق به من ذكاء وفطنة، مجلل برضا المولى - عز وجل - فأنا لها – بإذن الله – في هذا الزمان الذي صار فيه صاحب الحق والمبادئ كالمحارب على ألف جبهة، ومن يعتصم بحبل الله - سبحانه وتعالى - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - يكون النصر حليفه من كل ظالم ظلمه، فمن حفظ الله بالطاعة أعزه الله بالمغفرة والتوفيق والتسديد وبلوغ الهدف والتربع على القمة!!!



شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
18/5/1432هـ
 

2011/04/21

الملتقى الثالث ... تواصل وتلاحم


شذرات
قلم

الملتقى الثالث ... تواصل وتلاحم

وفيه دعوة لبرنامج تفاعلي جديد ( العمل التطوعي )



كثيرًا ما تحرص الأسر والعوائل والقبائل على عقد اجتماعات دورية وسنوية، تلتقي فيها لأهداف معينة من التواصل والتقارب وزيادة روابط اللحمة فيما بين أبنائها، وتتأكد متعة هذه الاجتماعات واللقاءات التي يعيشها أفرادها عندما تكون تلك الاجتماعات واللقاءات ذات أهداف سامية تعود على الجميع بالنفع والفائدة، يستشعرها جميع المجتمعين واقعًا ملموسًا ومعايشًا بالمحبة والألفة، وصفاء القلوب وصدقها فيما تبديه من مشاعر وأحاسيس بينها، بعيدة عن الحساسيات والمجاملات والبغضاء والشحناء.

وهذا ولله الحمد ما يظهر للجميع في اجتماعات أبناء البدارين الدواسر الدورية، وما اشترطته لعقد تلك الملتقيات واللقاءات والاجتماعات من شروط وضوابط معلنة للجميع، تأكد عليهم بأهمية الالتزام بها، وأن مخالفتها أو مخالفة ضابط منها يعني عدم إقرار الملتقى، تلك الضوابط والشروط التي تدور في مجملها على الالتزام بآداب وتعاليم الشريعة الإسلامية، وتعزيز الوحدة الوطنية والانتماء الوطني بكل معانيه لهذه البلاد المباركة التي نعيش على ثراها، ومقت كل ما يخالف ذلك أو يسئ للوطن أو للقبيلة بأي شكل من الأشكال؛ دون عصبية أو عنصرية قبلية مذمومة تهدم ولا تبني، مع التأكيد على التواضع والبعد عن المفاخرة والتبذير والإسراف عند إقامة تلك الملتقيات، مع السعي إلى تحقيق أهداف وأعمال تسهم في جمع الكلمة وتقوية أواصر الصلة والأرحام والتعارف والتقارب بين أبناء البدارين الدواسر، إلا دليل على وعيهم وحرصهم على الاستفادة من هذه اللقاءات والاجتماعات.

وهذا ما يسعى القائمين على ملتقيات أبناء البدارين الدواسر إلى تفعيله على أرض الواقع؛ وخير شاهد أن تتم الدعوة لحضور الملتقى الثالث ابتهاجًا واحتفاءً بعودة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أمد الله بعمره وألبسه ثياب الصحة والعافية – لأرض الوطن سالمًا معافا بعد رحلة علاجية خارج البلاد، تكللت ولله الحمد والمنة بالنجاح، تلك المناسبة العظيمة التي يعيش كل أبناء الوطن نسمات فرحتها، محبة بالوالد القائد، وصدق انتماء للوطن الغالي، الذي يتجسد بالاحتفاء بتلك المناسبة الغالية، وشوقًا للقيا أبناء العم البدارين وضيوفهم الكرام من أبناء هذا الوطن المضياف.

إن تفاعل أبناء البدارين مع الأحداث والمناسبات الوطنية الغالية عمل مبارك وجليل يرسخ في الناشئة من أبناءها حب الوطن وصدق الانتماء إليه، وفي الوقت نفسه يؤصل فيهم التفاعل مع الأحداث والمناسبات الغالية والمهمة باللقاءات الحميمة التي تخرج منها بكل هادف ومفيد، من تقوية الصلات والتعارف، وتفقد المحتاجين وإعانتهم، والمقصرين ومناصحتهم، والتعرف إلى الباذلين وشكرهم وتكريمهم، ورؤية إبداعات الأبناء ودعمهم وتشجيعهم على البذل والعطاء ومواصلة الإبداع والتميز، وتحفيز الطلبة على مواصلة طلبهم للعلم، والقضاء على ما قد يكون بين البعض من مشاحنات وخلافات وتصفية القلوب وإزالة ما قد يقع في الصدور من داء فرقة وشتات، وتعويد الأبناء على قضاء الأوقات بالنفع والهادف والمفيد الذي يعود عليهم بالخير، بعيدًا عن الروتين ودوامة الحياة اليومية المعتادة.

كما أن تلك الملتقيات تعيد الذكريات وتذكر الأبناء بما كان عليه الآباء والأجداد، وما كانت عليه البلاد من حياة وما وصلت إليه، ليشكروا المنعم – سبحانه وتعالى – بما أنعم عليهم من نعم وأفاء عليهم من خيرات في ظل قيادتنا الراشدة الحكيمة وعلى رأسها والدنا خادم الحرمين الشريفين – متعه الله بوافر الصحة – الذي يحرص على جمع الكلمة ولم الشمل وينبذ الفرقة، والعيش جنبًا إلى جنب والتواصل وصلة الرحم والالتفاف صفًا واحدًا لكل أبناء الشعب السعودي حول القيادة، الذي ترعرع على هذه الخصال، وخير شاهد ما أثبته الشعب من لحمة وطنية فريدة أذهلت العالم في الأحداث الأخيرة وفي ظل الظروف الراهنة التي يعيشها العالم اليوم.

فأبناء البدارين الدواسر هم لبنة من أبناء هذا الوطن في لحمته الوطنية الصادقة، وهم يقدمون الغالي والنفيس لخدمة دينهم ووطنهم وقيادتهم الرشيدة، فهم لا يعيشون في انطوائية وعزلة عن مكونات الوطن والمواطنة الحقيقية، لأنهم يؤمنون بأن ذلك من واجبات شكر النعم التي يتفيئون ظلالها وينعمون بها في كل شؤون حياتهم اليومية.

ومن هذا المنطلق يحرص أبناء البدارين على تفعيل ملتقياتهم ولقاءاتهم بالبرامج الهادفة والمفيدة، وجعل الجوائز المحفزة وعلى رأسها "جائزة عامر بن بدران للتميز" التي جاءت لتكريم المتميزين من أبناء القبيلة في عدد من المجالات، من خلال فروعها الثلاثة التي يتبين للمطلع عليها أنها لم تعدد المجالات اعتباطًا، ولم تنوع فروعها عبثًا ولم تحدد قيمتها عشوائيًا؛ بل جاءت برؤية ثاقبة وبدراسة متأنية حكيمة لرعاية أبناءها المتميزين والمبدعين في تلك المجالات، ليكون هذا التكريم حافزًا وداعمًا ومشجعًا لهم على المواصلة، لتؤل تلك المحصلة في النهاية لخدمة الوطن "المملكة العربية السعودية" عامة، وليس أبناء البدارين خاصة فحسب.

ولعلي أستغل هذه المناسبة بالتأكيد على مثل هذه البرامج والجوائز، والدعوة إلى تفعيل برامج وجوائز أخرى تعنى بالنشء من الأبناء والبنات، وكذلك بالأسرة، بإعداد برامج مختلفة ومتنوعة، ولعلي هنا أطرح فكرة "برنامج الأعمال التطوعية" لحث أبناء البدارين في التفاعل معه وممارسته، وغرس روح العمل التطوعي في نفوسهم وتربيتهم عليه، وبيان ما في ذلك من الأجر العظيم، وما له من مردود عليهم نفسيًا وجسديًا واجتماعيًا ووطنيًا، مؤملاً أن يتبنى البدارين الدواسر فكرة هذا البرنامج وأن يعملوا على وضع رؤية له وضوابط والمحفزات، وأستأذنكم في طرح تلك الأسطر حول ذلك والتي أرجو أن تكون مدخلاً موضحًا لهذا المقترح:

 
مقدمة:

كثير من الأمم والشعوب تفاخر بما تمتلكه من رصيد ضخم ومؤهل ومدرب من أبناءها المتطوعين والمهيئين للعمل التطوعي بشكل صحيح في مختلف المواقع والظروف، وهذا بالطبع لما للعمل التطوعي من دور رئيس في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية خاصة، ومختلف شؤون الحياة خاصة في الأزمات والأوقات الصعبة والحرجة التي تستدعي تفاعل أكبر طاقة بشرية ممكنة للمساهمة في تقليل الخسائر المترتبة على الوضع الذي تعيشه.

كما أن التطوعي يدل على القيم والأخلاقيات الحسنة التي يتمتع بها المتطوع، فالعمل التطوعي مهم جدًا، ويمكن إبراز أهميته في الأمور التالية:

- تعويد النفس على العمل والتفاعل مع الأحداث.
- تعويد النفس على خدمة الآخرين.
- تعويد النفس على العطاء دون انتظار المردود المادي.
- تعويد النفس على البذل والعطاء رجاء فيما عند الله من أجر وثواب.


تعريف العمل التطوعي:

العمل التطوعي هو بذل جهد بدني ونفسي ومالي من أجل تقديم العون والنفع للآخرين عن طيب خاطر ورضى النفس، خدمة للدين وللوطن وللمجتمع وللأمة، دون انتظار مقابل مادي وإنما رجاء ما عند الله من الأجر والثواب، ورغبة في مساعدة الغير في هذا العمل لإسعادهم خدمة وتعاونًا وإنسانية.

ويقوم العمل التطوعي على أساس رغبة ودافع ذاتي داخلي، وقناعة في اختيار هذا العمل، سواء كان فرديًا أوجماعي.

 
أهمية العمل التطوعي:

يمكن إبراز أهمية العمل التطوعي من خلال هذه النقاط:

1. تحفيز المتطوع على هذا العمل والمشاركة فيه.
2. زرع روح الانتماء للمجتمع وللوطن وحب الآخرين لدى الناشئة.
3. تنمية وتطوير قدرات ومهارات الناشئة من خلال الأعمال التطوعية.
4. المساهمة في سد الثغرات والنقص التي قد توجد لدى الجهات الرسمية المعنية بتقديم الخدمات والمساعدات.
5. تعويد الناشئة على حب العمل وأهميته في حياتهم.
6. استغلال أوقات الناشئة بما يعود عليهم بالخير والفائدة.
7. تعويد الناشئة على حل المشكلات والتحمل المسؤوليات وقت الأزمات.

وغير ذلك الجوانب والأهداف التي تبرز أهمية العمل التطوعي.
 
الترغيب والتحفيز للعمل التطوعي:

في كل الأحوال يحتاج المتطوعين إلى مرغبات ومحفزات تحثهم على الإقبال على الأعمال التطوعية، ويمكن الإشارة إلى جانبًا منها هنا:

- الترغيب في القيام بالأعمال التطوعية، والحث إليها بإقامة المحاضرات والندوات وطباعة الكتيبات والنشرات الداعية والمرغبة إليها.
- عقد ورش عمل ودورات تدريبية وبرامج تأهيلية وعرض خبرات سابقة في مجال العمل التطوعي ترغبهم وتؤهلهم لممارسة هذا العمل وتمكنهم من القيام به خير قيام.
- تحفيز المتطوعين بحوافز تساهم في إقبالهم على القيام بالأعمال التطوعية.
- بيان فضل الأعمال التطوعية وفعل الخير.
- بيان مجالات العمل التطوعي وأبوابها الكثيرة.
- تذليل المعوقات التي قد تعترض طريق المتطوع.
- نشر الوعي بمفهوم العمل التطوعي وفوائده الاجتماعية والوطنية والإنسانية.
- تكريم المتطوعين ومنحهم الجوائز والمكافآت التحفيزية والتشجيعية.
 
الخاتمة:

أتمنى أن يكون هذا المقترح محل عناية ورعاية أبناء قبيلة البدارين الدواسر، وأن يكون هذا الملتقى الثالث هو منبر إطلاق هذا البرنامج وتبنيه ورعايته وتفعيله واقعًا بين أبناء البدارين الدواسر، بعد تشكيل فريق عمل يضع الخطط والضوابط المؤدية والمحققة لذلك.
 

أما بخصوص بقية البرامج فيمكن استغلال الملتقى الرسمي للبدارين الدواسر الإلكتروني لتفعيلها من خلال صفحات المنتديات المختلفة، خاصة ما يبدع فيه النشء في المنتديات الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي (face book) وغيرها، من أعمال التصميم والبرمجة والرسم والتصوير وغيرها مما هو محل عنايتهم واهتمامهم، لتكون تلك الاهتمامات تحت النظر ليتم توجيهها الوجهة الصحيحة وتنميتها التنمية السليمة، بعيدًا عما يخدشها ويسيء إليهم من خلالها.
 
ختامًا أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يعقد الملتقى الثالث ووالدنا خادم الحرمين الشريفين يرفل بثياب الصحة والعافية والعزة والتمكين لينصر الله به الدين ويعلي به من قدر هذا الشعب الأبي ومكانة هذا الوطن الشامخ.

كما أسأله أن يجمع قلوب أبناء البدارين الدواسر على خير حبًا وصفاءً وتلاحمًا وأن ينعم الجميع بخير وسعادة على تراب وطننا الغالي ومنهم على ثرى بلدان شقيقة.

كم أتمنى أن تتقبل تلك الأسطر والشذرات بكل حب، وأن تكون من القلب إلى القلب، فلم أسطرها إلى محبة في الجميع.



شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
ابن المداء البدراني
المهـ رحال ـاجر
الرياض
17/5/1432هـ

2011/04/18

مكسور الجناح !!!


شذرات
قلم

 
مكسور الجناح
هل يجبر جناحه أم يقتل أو يترك يموت ؟!؟




 
حبيبنا – صلى الله عليه وسلم – متفائل يحب التفاؤل وقد أوصانا بالتفاؤل في كل شؤون حياتنا؛ وهذا لأن التفاؤل هو بوابة الأمل للخير والسعادة التي لا تتحقق إلا عند حسن الظن بالله – سبحانه وتعالى – إذ أن الأمل هو ما يتحقق للنفس من راحة وطمأنينة وهدوء وثبات في المواقف كلها؛ تكتمل صورتها وبهاؤها بالإيمان، فمتى كان الإنسان مؤمنًا كانت حياته كلها خير وفي خير وعلى خير وإلى خير.

فكل ما خالف التفاؤل والأمل؛ من تشاؤم ويأس وقنوط، هو مُبعد عن كل معاني السعادة والطمأنينة الربانية التي وعد بها عباده، قال – عز وجل – (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم).

فمتى كسرت جناحك أو شعرت بذلك لأي سبب من عوارض الدنيا فكن قويًا بالله –جل جلاله– متوكلاً عليه، متفائلاً بالأمل القادم بالخير العميم، وتذكر أن ما يمر به الإنسان من مواقف وعثرات، إنما هي محطات للتذكير بأهمية المراجعة والعودة للطريق الصحيح، وتذكر أنه لا يتحقق الحلم المطلوب إلا بالزرع والكدح والنصب والتعب والسهر وتحمل الأخطار والمجازفة دون كلل أو ملل، بل بالتوكل على الله – سبحانه وتعالى – وبالجد والعمل والمثابرة ومواصلة السير حتى بلوغ الهدف المؤمل في هرم القمة المنشودة.

لا خير في اليأس كل الخير في الأمل     أصل الشجاعة والإقدام في الرجل

فكسر الجناح أو الشعور به؛ لا يعني النهاية، بل هو البداية الحقيقية لمواصلة المشوار بكل إصرار وقوة دافعة للكفاح والنشاط والحيوية، معززة بروح الأمل الذي يكون جبرًا للجناح المكسور وعوضًا عن كل الجبائر التي كنت تتوقعها وتحلم بها ممن هم حولك؛ خاصة ممن تربطك بهم أواصر الأخوة والمحبة والإخاء الخالص لوجه الله – تعالى – فإن بعدهم عنك وأنت في هذه الحالة يضاعف الكسر عليك ويطيل أمد الشفاء منها؛ فهم ضاعفوا كسر الجناح بكسر أخر في القلب وشرخه بعد أن كان يفاخر بهم وبحبه لهم، ذاك الحب الذي لا يساوم عليه.

إلا أني مع تلك الكسور المضاعفة في العظم والقلب والبدن، تمحوها نبتة الأمل مترعرعة –بحمد الله– في ربوع القلب؛ يحتضنها الإيمان بالباري – جل في علاه – ويسوقها التوكل عليه – سبحانه وتعالى – فهي تهدي النفس وتطمئنها لتظل بظلالها الوارف بالخير المبشر القادم – بإذن الله تعالى – فكانت الأمنيات والأحلام والآمال تسابق الريح مرفرفة في سماء الطموح والأمل، بكل تفاؤل وإيمان صادق.

فلا يعني تخلي ممن حولك عنك وأنت تعاني من جراحك، والدم ينزف منك بغزارة، وهم ينظرون إليك وقد وضعوا للثام على وجوههم وربطوا صدورهم بأيديهم ثم أداروا ظهورهم مبتعدين عنك جريًا وراء مصالحهم؛ بعدما تأكدوا بأنك أصبحت عاجزًا عن التحليق مرة أخرى –كما ظنوا وزعموا– فكان هذا التصرف منهم بمثابة الخنجر المسموم منهم في الظهر.

مما جعل نبتة الأمل تفرش أوراقها الوارفة في القلب، لتملؤه بالدفء والحنان، لتشعر بأن طريق النجاح والتفوق واللحاق بركب الناجحين طريق طويل وصعب وشاق يحتاج إلى قوة عزيمة وإصرار وأمل ويقين وتوكل.

هنا يجب أن تصرخ بصوت شجي فرحًا وطربًا بأن جراحك ملتئمة، وجناحيك سليمة متعافية، وأنك لن تكون طريح الفراش أو حبيس نظرات الشفقة والرحمة منهم، وتأكد بأنك لن تقف مكتوف الأيدي منتظرًا مساعدة من هذا أو ذاك، بل أعلنها مدوية بأن مكسور الجناح متماسك وواقف بكل قوة وثبات، وأنه ليس بحاجة إلى من يجبره أو يواسيه أو يقتله ليريحه من ألامه وجروحه، وأنه لن يموت بنزيف تلك الجراح؛ لأن كسور جناحيه جبرت وجراحه التأمت.

وليكن طريق النجاح والتفوق هو طريقك، والقمة هي هدفك في الحياة الدنيوية والجنة هي غايتك في الدنيا الأخروية، فالحياة قول وعمل وإصرار وإيمان وأمل وتفاؤل.

فالشمس تغيب وتشرق كل فجر مبشرة بيوم جديد، فغروب اليوم السابق لم يمنع أن يكون هناك فجر جديد تزفه أشعة الشمس المشرقة كل صباح، وهذه سنة الله في الحياة لنتعلم ونستفيد من تلك السنة الكونية الإلهية؛ لنعيش حياتنا كما أرادها الله لنا ونكون عباد الله بحق (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).





شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
14/5/1432هـ