2010/03/18

اجتماع الأسرة


تتنوع أدوار الحياة المعيشية في مجتمعاتنا ، فهي كقوالب نمطية وروتينية متكررة نعيشها يوميًا .

لذا لا نستغرب أن يدب التفكك الأسري داخل الأسرة وبالتالي تحصل الخلافات والمشكلات ، وتقع الجرائم ويفلت الزمام من ربان السفينة فيفقد السيطرة على توجيه الأسرة التوجيه الصحيح .

ولعل ذلك ناتج عن ضعف الترابط فيما بينها ، وإنعدام توزيع الأدوار والمهام داخل الأسرة ، وتبعثر الاهتمامات والتوجهات في قيادة الأسرة إلى شاطئ بر الأمان المنشود .


ومما لا شك بأن هذا سوف يؤثر سلبًا على العائلة التي تنتمي لها تلك الأسرة ، ومن ثم سوف يؤثر سلبًا على المحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه وبالتالي على المجتمع بأكمله " فالنار تشتعل من أصغر الشرر " .

لذا فإن الأسرة هي القاعدة الأساس في صلاح المجتمع أو إفساده ، عليه فإن عليها مسؤولية كبيرة إتجاه دينها ومجتمعها والأمة .


ومن أجل تكوين أسرة فاعلة مترابطة متبادلة للأدوار والمهام فإنه على تلك الأسرة أن تنظم نفسها وتقوم بتوزيع الأدوار بين أعضائها من الأب والأم والأبناء ذكورًا كانوا أم إناثًا ، وذلك حسب قدراتهم ووفق استراتيجية الأسرة التي تطمح للوصول إليها .


ولعل من أهم مقومات بناء علاقة الترابط بين أفراد الأسرة في مجموعتها الصغيرة ، هو عقد وتنظيم اللقاءات فيما بينهم ، ومن خلالها يتم مناقشة الأمور ذات الأهمية بالنسبة للأسرة وتحديد الواجبات والمسؤوليات وتوزيع الأدوار المناطة بكل فرد من أفرادها وتحديد الجدول الزمني لإنجاز تلك الأدوار ، ومتابعة تنفيذها ومعاقبة المقصر على تقصيره وتشيجع ومكافأة المنجز على إنجازه ।


وهذا بالطبع سوف يؤدي إلى تقدير جميع أفراد الأسرة ، وتأكيد أدوارهم مهما صغرت أو كبرت ، ويضفي على اللقاء أجواء المحبة والمودة وروح التعاون والاتفاق ، وبناء الثقة وتوحيد الكلمة والاتحاد في الرأي واحترامه ، وهذا مما لا شك فيه بأنه سوف ينعكس على المجتمع الذي تعيش فيه الأسرة وسوف يعطي انطباعًا جيدًا ومتميزًا عن تلك الأسرة لدى الأسر الأخرى التي تعيش في محيطها داخل المجتمع .
وهنا أستأذنكم في طرح بعض الأفكار المعروفة لدى الكثير ، ولكن من باب التذكير بها ليس إلا ، والتي منها :


1 . أن يكون هناك برامج أسبوعية تقدم نهاية كل أسبوع يتولاها احد الأبناء أو الأبوين ، ويكون معلوم منذ أسبوع مضى على من الدور القادم في البرنامج للبدء في تحضيره " وكل له الخيار في نوعية البرنامج ومضمونه " .


2 . إعداد وتنظيم مسابقات طويلة أو فورية .


3 . أن يكون هناك برنامجًا تدريبًا لموضوع معين ، يتم خلال الأسبوع ، ويوضع له اختبار في نهاية الأسبوع لتكون المحصلة جائزة تتدرج قيمتها حسب الترتيب في نتائج الاختبار .



4। أن يكون لاجتماعات ولقاءات الأسرة ورقة عمل يناقش فيها أبرز الأمور التي تهم الأسرة .

5। استغلال الاجتماع في الدعوة والتذكير على كل ما يهم الأسرة في حياتها ، وقراءة ومناقشة بعض الكتيبات الدعوية الهادفة الصغيرة .

ولا ننسى الخصوصية في البرامج ؛ أذ أن هناك برامج تعنى بالأبناء الذكور ، وهناك برامج تعنى بالبنات ، وهناك برامج تعنى بالأطفال ، وهناك برامج شاملة ، فالتنويع وملاحظة الخصوصية أمر مهم لتعم الفائدة من تطبيق وتنفيذ تلك البرامج الأسرية .



ولا ننسى الشرط الأساسي في كل عمل وهو أن تكون تلك الأعمال خالصة لوجه الله تعالى مع التحلي بالصبر والرفق والحكمة خلال تنفيذها ।

وبإذن الله مثل تلك الاجتماعات والبرامج الأسرية سوف تخلق داخل الأسرة أجواء تبعث على الحب والتآلف والتقارب
ونبذ ورفض كل عوامل التوتر أو حصول الشحناء أو الخلافات بين أفراد الأسرة ।


وهذا هو الأصل والواجب والمنتظر من تلك الاجتماعات الأسرية ، وإن كان الواقع وللأسف يتناقض مع تلك الجماليات الرائعة لواقع الأسرة ، ولكن هذا لا يكون محبطًا بل يجب أن نحوله إلى دافع وحافز لإنجاح الدور الأسري في عقد الاجتماعات وتنفيذ البرامج وتوزيع الأدوار والمهام لجني الثمار الباسمة والمشرقة بإذن الله تعالى ।