2012/10/02

صور قاتمة

شذرات قلم

صور قاتمة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ... ثم أما بعد‎ :‎

فإن بلادي الحبيبة – حرسها الله – بقيادتها الرشيدة – وفقها الله – قد أخذت على ‏عاتقها نشر الإسلام وتبليغ الرسالة السماوية منذ قيامها على يد المؤسس – طيب الله ثراه ‏‏– حتى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي ‏عهده الأمين، وسمو النائب الثاني – حفظهم الله ووفقهم لكل خير – .‏

حيث سخرت كل إمكانياتها وطاقتها في خدمة الإسلام والمسلمين داخل البلاد ‏وخارجها، وفي كافة أصقاع المعمورة، وكان من نتاج تلك الأعمال المسخرة أمور كثيرة، ‏كان من أبرزها – على سبيل المثال لا الحصر – تشييد المساجد وافتتاح عدد من المراكز ‏الإسلامية ومكاتب الدعوة إلى الله في الخارج، ودعم الجامعات والمعاهد والمركز العلمية ‏والبحثية والجمعيات التعليمية والإنسانية والخيرية بالكوادر المتخصصة وبالميزانيات ‏الكفيلة بقيامها بواجباتها الملقاة على عاتقها، وغير ذلك من الصور المشرقة التي لا تألو ‏جهدًا في تقديمها خدمة لهذا الدين ومحبة في أتباعه، لا تبتغي من وراء ذلك إلا رضا ‏الرحمن والقيام بواجبها تجاه الإسلام والمسلمين.‏

إلا أننا نشاهد بالجانب الآخر – وللأسف الشديد – عددًا من أبناء تلك البلاد التي ‏تعتبر قدوة العالم الإسلامي والمسلمين في الوجوب بالتقيد بالأركان وأداء الواجبات وتفعيل ‏السنن؛ من يقوم بأعمال تحرق تلك الصورة المشرفة عن المملكة العربية السعودية، وعن ‏مكانتها الإسلامية الساطعة في الأفق، وتهدم ما تسعى الدولة – رعاها الله – لبنائه ‏وتشييده في الخارج من صروح إسلامية وأعمال خيرية وجهود دعوية مختلفة، وذلك من ‏خلال ما يقومون به من أعمال تخالف تلك اللبنات الإسلامية الوضاءة في سجل بلاد ‏الحرمين الذي تسجل فيه تلك الأعمال بماء الذهب .‏

حيث نجد – وللأسف – أن من السعوديين من شباب أو عائلات – البعض وليس ‏الكل – من يقوم بأعمال مشينة ومخلة بالأدب والسلوك، وتنافي العقيدة والآداب والأخلاق ‏والعادات الإسلامية، وفي بعض الأحيان العادات والسلوك البشري.‏

إذ إننا نجد بعضًا من هؤلاء الشباب أو الأسر – وللأسف – من يقوم بممارسات غير ‏أخلاقية وشاذة في أحيانانٍ كثيرة، ومن تلك الصور – على سبيل المثال لا الحصر – ‏الصور التالية:‏

الصورة الأولى من الصور القاتمة

‏" سفر الشباب إلى الخارج "‏


سفر الشباب من أجل قضاء الإجازات، أو تلقي الدورات التعليمية والتدريبية في عدد ‏من الدول العربية والإسلامية والعالمية، التي يمكنهم الذهاب إليها، وهذا لا إشكالية ‏فيه، وإنما المشكلة في كيفية تمثيلهم دينهم الذي يحملون هويته، وعقيدتهم التي ‏يحملونها في صدورهم والبلاد التي ينتمون إليها إذا سافروا إلى الخارج بقصد السياحة أو ‏غير ذلك من المسببات التي تدفعهم إلى السفر.‏

إذ إن الواجب عليهم هو تمثيل دينهم الذي يعتنقونه وهو الإسلام والعقيدة الإسلامية ‏الصحيحة الصافية، من تطبيق الواجبات واجتناب المحرمات وأداء السنن، وترك البدع ‏والخرافات، والعمل على نشر الدين وبيانه للناس في البلدان التي يقصدونها، مقتدين في ‏ذلك بحكومة البلاد التي ينتمون لها، وجهودها العالمية في نشر الإسلام، ومسابقتها ‏الدائمة لذلك العمل، وحرصها الشديد على كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين ‏ونشر العقيدة الإسلامية الصحيحة.‏

إلا أننا نجد بعضهم – وهم المشهورون هناك، وإن كانوا قلة – يرتادون مواطن ‏الشبهات ومراتع الخنا ودور البغاء والزنا وأماكن العربدة والذل والمهانة.‏

فنجدهم يحيون ليلهم بالسهر المحرم، يتراقصون على أنغام الموسيقى وألحان الغناء ‏الماجن، وفي آخر الليل وبواكير الصباح يسقطون في أحضان المومسات، وفي النهار على ‏أسرتهم نائمون كالجيف،لا يعرفون صلاة ولا عبادة – والعياذ بالله من ذلك – وخير دليل ‏على ذلك هو أنك عندما تصل لتلك البلدان وتستقل سيارة الأجرة من المطار أول سؤال ‏يوجه إليك سائق سيارة الأجرة – التاكسي – هو: أأنت عربي؟ (فروم عرب)؟

فإذا قلت له: نعم، على الفور بدأ يعرض بضاعته الساقطة وخدماته الهابطة – غير ‏الأخلاقية – من مواقع الشبهات والرذيلة ويبدي استعداده لإيصالك إلى تلك المواقع وبأسعار ‏منافسة، ويعد بخدمات متميزة – وببنات حسناوات وجميلات – وإلى أخره من العروض ‏الهابطة الماجنة.‏

ألهذا الحد أصبحت سمعة السعودي رخيصة ومهانة؟

ومواطنها تلك المزبلة القذرة من مراتع السموم والفواحش والمحرمات؟

عجبي !!!‏

نعم فلو لم يكن هناك شباب من تلك البلاد المباركة من يقصد ويرتاد تلك البؤر، لما ‏كانت تلك العروض الهابطة بهذا السخاء لكل سعودي قادم من تلك البلاد، ولما استبشر ‏أهل الشر بمقدم هؤلاء الشباب لبلدانهم.‏

ومن المعروف في تلك المواطن أنه لا يحيي تلك البؤر ولا ينعش سوقها إلا السعوديون ‏ومن بعدهم الكويتيون إلى أخره من أبناء الخليج العربي – وللأسف الشديد –!!!

فكيف إذا اجتمعوا في مكان واحد!؟!؟!‏

فحدث ولا حرج عما يقع بينهم من تنافس فريد ومنقطع النظير في ذلك الميدان الذي ‏لا يشق لهم فيه غبار!؟؟؟؟!‏

فصورة هؤلاء الشباب – وللأسف الشديد – تتمثل في الدوران حول تلك المراتع، من ‏البحث عن الساقطات والمومسات، ودور الشرب والبارات والحانات وتعاطي المخدرات، ‏وإحياء الليالي الحمراء، وكأن هذه هي السياحة وما سواها لا يمت للسياحة بصلة !؟؟!‏

بل نجد أن الشباب قبل السفر يتبادلون عناوين تلك المواقع ويتواصون بارتيادها.‏

ولقد حرصت على جمع أكبر قدر ممكن من تلك المواقع من الشباب – بل من صغار ‏السن المراهقين – فحصلت على ما في بعض الدول العربية كمصر وسوريا ولبنان ودبي ‏والبحرين والمغرب، أكثر من 75 موقعًا يتواصون بارتيادها ويمتدحون ما فيها من عفن ‏وتمسخ وفساد، هذا غير ما يتواصون به من مواقع في الدول غير العربية،كإندونيسيا ‏والفلبين وماليزيا وتركيا، وغيرها من الدول الآسيوية والغربية.‏

ناهيك عن تبادل أرقام الساقطات ومروجي المخدرات والسموم.‏

فإذا عاد هؤلاء الشباب إلى أرض الوطن، فبماذا عساهم يعودون؟!؟

وماذا سوف ينقلون عن تلك المواقع والبؤر؟!؟

وماذا سوف يرجى من شاب هذه حاله وهذا ديدنه؟!؟

واعتذر عن إزعاجكم بمثل هذه الصورة، ولكن هذا الواقع الذي لا مفر منه!!!‏
 
 
الصورة‎ ‎الثانية من الصور القاتمة
 
‏" سفر العائلات "‏
 
 
 
أما الصورة الثانية؛ فهي سفر العائلات لقضاء الإجازات والتسوق والترفيه، وغيرها ‏من المبررات للسفر؛ في عدد من الدول العربية والإسلامية وغير الإسلامية، على ما في ‏السفر من إشكالات؛ ولن نخوض في ذلك ...‏
 
لأن المشكلة التي تعنينا هنا هي كيف تمثل تلك العائلات دينها الذي تحمل هويته؟ ‏وعقيدتها التي تحملها في صدورها؟ وبلادها التي تنتمي إليها؟ إذا سافرت إلى الخارج ‏بقصد السياحة أو غيرها من المقاصد؟
 
إذ إننا نجد بعض تلك العائلات – وهم المشهورون في أسفارهم وللأسف – يتخلون عن ‏أبسط شعائر هويتهم الدينية والأخلاقية والوطنية !؟؟!‏
 
وهي زينة المرأة التي اختصت بها المرأة المسلمة عمومًا، والسعودية دون غيرها من نساء ‏العالم على وجه الخصوص، وهو "الحجاب" حيث يكون أخر علمها به، هو مغادرة أرض ‏تلك البلاد الطاهرة، فأول عمل تقوم به – المسكينة – بعد صعود الطائرة أو مغادرة المنفذ ‏الحدودي، هو نزع هذا الثوب الجميل، والستر الحصين، والشعار المميز لها، ذلك الجلباب ‏الأسود العظيم، الذي تهابه كل الذئاب البشرية، وتحترمه كل النفوس الأبية، وتقدره ‏كل الأخلاق العالمية.‏
 
وللأسف تستبدله بثوب الفشل، وعدم احترام الذات، ودليل الشعور بالنقص، فترتدي ‏ملابس فاتنة فاضحة – أجزم بأنها لا تلبسها في بيتها ولا تتجمل بها لزوجها – والمتحشمة ‏منهن تجدها قد نزعت الحجاب عن وجهها وأبدت مفاتنها للناس، ولسان حالها يقول ‏أنظروا للسعودية فإنها ملكة جمال العالم، وإن لم تدخل مسابقة في ذلك المجال – ‏مسكينة هي؛ فكم غرر بها حتى أصبحت رخيصة مبتذلة مهانة –.‏
 
وفي البلاد التي تقصدها نجدها:‏
 
  • تتجول بالأسواق متبرجة غير محتشمة.‏
  • ترتاد المقاهي وتجلس بها بالساعات الطوال؛ تحتسي القهوة ساعة والبيرة ‏المخلوطة بالكحول ساعة أخرى.‏
  • تضاهي الرجال في طول اللسان ومجادلة أصحاب المحلات في المساومات على ‏السلع، دون حياء أو حشمة أو أدب.‏
  • ترتاد المحلات المشبوهة التي تبيع كل ممنوع "إذ إن كل ممنوع مرغوب".‏
  • تتعرف على الشباب "السعوديين والعرب" وغيرهم من الشباب، وتتبادل معهم ‏الأرقام والمعاكسات والابتسامات، بل وتخرج معهم في فسحة قصيرة وطويلة، ‏ومنهن من يزيد الطين بلة؛ فتذهب معهم إلى فُرش العهر والمجون – نسأل الله ‏العافية – فأحاديث الشباب في تلك الميادين هي عن البنات الخليجيات وفي ‏مقدمتهن السعوديات ؟!؟!؟.‏
  • بل وجد من تسافر من أجل ممارسة الزنا؛ حيث تقيم في شقة خاصة وتتعامل مع ‏أحد – القوادين – أعزكم الله – ليرتب تلك العلميات ويشهر بها بسوق الذلة ‏والرذيلة – كما هو متعارف عليه في أوساط الشباب، وخاصة في مصر ‏‏– وللأسف الشديد – .‏

فصورة تلك العائلات في الخارج – وللأسف الشديد – تتمثل في خلع الحجاب والتبرؤ ‏منه إلى حين العودة، وممارسة أعمال مشينة من معاكسات وصداقات محرمة، ووقوع في ‏الفحش والجريمة، وارتياد البارات والحانات والسهر الماجن في المراقص والنوادي الليلية.‏

أفهذه هي السياحة؟ وما سواها لا يمت للسياحة بصلة!؟!.‏

ومن المؤسف جدًا أن بناتنا وأعراضنا أصبحت سلعة رخيصة مبتذلة في سوق البغايا؛ ‏فيدلل عليها في مواقع كثيرة.‏

ومن أشهرها صالات الانتظار في فنادق مصر وبيروت ودمشق ودبي وكوالالمبور ‏ومقاهيها وغيرها من المواقع التي ترتادها الأسر السعودية وللأسف الشديد.‏

فإذا عادت تلك العائلات لأرض الوطن، فبماذا عساها تعود!؟!.‏

ومن كانت تلك صفاتها وبرنامجها السياحي، فماذا يتوقع أن يكون برنامجها ‏التربوي داخل أسرتها وبيتها بين أبنائها وبناتها!؟!.‏

وماذا سوف يرجى من عائلة هذا حالها وهذا ديدنها!؟!‏

واعتذر عن إزعاجكم بمثل هذه الصورة، ولكن هذا الواقع الذي لا مفر منه.‏‎ ‎
 
 
الصورة‎ ‎الثالثة "والأخيرة" من الصور القاتمة
 
‏" سفر من يشار إليهم بالبنان "‏


سفر من يشار إليهم بالبنان – سواء أكان هذا السفر للعمل أم للنزهة والإجازة ‏والاستجمام – بغض النظر عن مبررات هذا السفر، وسواء أكان إلى دولة عربية أم ‏إسلامية أم أعجمية غربية كانت أم شرقية، نجد منهم من أنشأ أو بيت النية قبل السفر، ‏بأنه سوف يحصن نفسه بالزواج – ما يُعرف بالزواج بنية الطلاق – طوال فترة سفره إلى ‏تلك البلاد.‏

بل نجد منهم من يتزوج لأكثر من مرة؛ خلال فترة وجيزة؛ بل منهم يصل به القبح إلى ‏أن يتزوج أكثر من واحدة في ليلة واحدة، وذلك للبحث عن الأفضل والأجمل، ولمتع نفسه ‏بالمتعة وقضاء الوطر على أكثر من طريقة!؟! عجبي من حال أمثال هؤلاء!؟!.‏

الأمر الذي أعطى صورة أخرى عن السعوديين عمومًا – ومن يشار إليهم بتلك الإشارة ‏خصوصًا – هؤلاء القادمين من أرض الحرمين قبلة المسلمين ومنبع الرسالة وشعلة الحق ‏والنور الأبلج للطريق إلى الجنة، هؤلاء الناس بأنهم "نسونجية".

وتجد في عدد من البلدان مكاتب وسماسرة لأصحاب هذا التوجه، وتلحظ أن ‏عناوينهم توزع بشكل علني في المطارات والفنادق – الزواج المؤقت، الزواج بنية الطلاق، ‏الزواج الدائم – وبالأصح هو – الزنا المنظم – ومن المفارقات أن هذه المكاتب وتلك ‏الخدمات لا تقدم إلا للسعوديين فقط، وبعض الخليجيين، ولكن ابن بلاد الحرمين هو ‏رأس الهرم لتلك الخدمة الهابطة – وللأسف الشديد –.‏

ومن صور ذلك أنهم يحضرون عددًا من الفتيات ومعهن رجل – القواد – وبصحبته ‏رجلان؛ هما سائق السيارة التي تقلهم وشاب أخر برفقتهم – وهما للشهادة على العقد ‏الشرعي المزعوم – وبعد عرض بضاعتهم المستهلكة من تلك الفتيات "المسكينات" اللاتي ‏بعن عرضهن بعرض من الدنيا بسبب الفقر والفاقة والحاجة للقمة العيش – بتشريع ممن ‏يقومون على مثل تلك الأعمال .. بأن عملهن ذلك مباح بما أنها لم تقبله في قلبها ولم تمتهن ‏إلا من أجل لقمة العيش – .‏

‏"أعماهم الله؛ كيف سول لهم الشيطان وأنفسهم، جواز مثل تلك الأعمال، قال - سبحانه وتعالى - : ( قال بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون).

يختار هذا المسكين من تعجبه منهن ( ويمكن أن يختار أكثر من واحدة ) – حشى ‏داخلين سوق لبيع الماشية – ثم بعد ذلك يتفقون على المهر – والغالب بأنه مبلغ زهيد لا ‏يذكر – ثم يقوم هذا (القواد) بإخراج ورقة من جيبه (ويقول هذا توكيل لي من ولي ‏أمرها بأن أعقد عليها) هذه الورقة مكتوبة باليد، وليس فيها أي أرقام للهويات أو تواقيع ‏أو تصاديق (وإنما أشبه ما تكون ورقة أسمنت كتب عليها كلام فاضي يدعون بهتانًا ‏وزورًا بأنه توكيل لهم لتزويج تلك الولية) – والغريب أنه يقوم بالعقد لجميع البنات بهذه ‏الورقة، وهن من بلدان مختلفة، ولسن قريبات لبعضهن – ومع ذلك لا أحد ينكر عليه، ‏ولا حتى التأكد من صحة ذلك (لماذا ؟ لأنهم في قرارة أنفسهم يعلمون علم اليقين بأن ذلك ‏كذب وتدليس) ولكنهم يصدقونه عبثًا حتى يلبسوا هذا العقد الصبغة الشرعية – ولا ‏حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم – قال - عز وجل - : ( يُخدعون الله والذين أمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون).

فصورة هؤلاء – وللأسف‎ ‎الشديد – تتمثل في السكوت عن الحق وإقرار تلك الجريمة ‏التي تمارس بحق هؤلاء الفتيات المسكينات المغلوب على أمرهن، واللاتي لا عدة لهن ولا ‏قيمة؛ بل هن سلعة يتاجر بها من خلال ذلك الباب (وقبلته على نفسها للفقر والعوز والفاقة ‏وقلة ذات اليد).‏

فإن إعطاءهم صورة مشينة عن الرجالات الذين يشار إليهم بالبنان من السعوديين، ‏بأن النساء هن ديدنهم وغايتهم؛ لذا فإنك إذا وصلت إلى تلك البلدان – التي تعرض فيها ‏مثل تلك البضاعة العفنة – تجد من يعرض عليك ذلك مباشرة، دون تفريق بين الطالب ‏والمتعفف، ودون أن تطلب أو تتعب نفسك بالبحث؛ فتذهب للسكن وتجد فيه عددًا من ‏الساقطات المعروضات لهذا الغرض، وإذا دخلت معهم في المفاوضات فيمكنك أن تجد ‏الموافقة والقبول على مبيتها معك لليلة واحدة أو أكثر بدون عقد أو شهود، فقط كل ما ‏عليك هو دفع المال لتجدها بين يديك تفعل بها ما تشاء!؟! .‏

أفهذه هي أعمال رجالات بلاد الحرمين المرموقين!؟!.‏

أو هذه هي سياحتهم وأسفارهم الخاصة أو العامة!؟!.‏

فإذا عاد أصحاب تلك الأعمال لأرض الوطن، فبماذا عساهم يعودون!؟!.‏

وما هو موقفهم من زواج المسيار؟ وعلى أي شي سوف يربون أبناءهم وبناتهم!؟!.‏

وقد يكون من المناسب عرض هذا الموضوع الهام، على هيئة كبار العلماء، لإصدار ‏الفتوى الشرعية الرادعة والشافية حول هذا الأمر والخاص بالزواج بنية الطلاق، وإنشاء ‏السفر وتبيت النية لذلك، من غير حاجة واضطرار، وإنما هو تلبية لغريزة بهيمية ‏منكرة!!!.‏

واعتذر عن إزعاجكم بمثل هذه الصورة، ولكن هذا الواقع الذي لا مفر منه!!!.‏

حفظ الله بلادنا وشبابنا من كل خطر ومكيدة وطريق شر وظلال وجعلنا هداة مهدتين للحق متبعين والصراط المستقيم سالكين

شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض

2012/09/30

الناجحون

شذرات قلم
الـنـاجـحــون




ما من أحد إلا ويرغب ويتطلع أن يكون من الناجحين، وأن يرى أبناؤه كذلك، إلا أننا نطمع ‏ونتمنى النجاح دون أن نحرك ساكنًا لبلوغه والتنعم به وعيش أنفاس أفراحه وعبق تحقيقه!!‏

فمتى تصدرنا المجالس أو المنابر جعجعنا بالنجاح وقصص الناجحين، والتشويق للنجاح ‏ونسماته، وكذا عندما نحدث أطفالنا نحضهم على النجاح والتربع على قمة هرمه، ونذكرهم ‏بالطرق الموصلة إليه وأسبابه؛ وفي واقع الحال نخالف كل ذلك بين نوم وكسل وعبث وعدم ‏احترام وقت أو فعل أسباب أو تخطيط أو تفكير أو أي أمر يقود للنجاح وأسبابه.‏

وهذا التناقض جعل من نخاطبه ومن نحضه يحتار بين همة بلوغ النجاح وما يرونه من واقع لا ‏يوحي إلى تحقيق النجاح أو يقود إليه؛ خاصة الأبناء الذين يصطدمون بواقع يعيشونه وحلم ‏يتوقون إلى بلوغه وتحقيقه.‏

ولا يختلف الحال بين واقع الأب والمربي في الميدان التربوي، فيسمع الطالب في مدرسته ‏عبارات شحذ الهمم للعلياء؛ وما يشاهدونه من واقع عكسي وسلبي من - بعض الدخلاء على ‏التعليم - من تخاذل في أداء واجبهم التعليمي والتربوي، وتقصيرهم في القيام بما كلفوا به ‏من جدول دراسي، ليعيش الطالب بين المتناقضين في آن واحد، خاصة في مرحلة الغرس ‏والبناء وهي المرحلة الابتدائية التي هي مراحل التأسيس الحقيقية للطلاب لينطلقوا بعدها في ‏حياتهم التعليمية والحياتية بكل ثقة واقتدار.‏

ومثله الحال في المحيط الأسري والبيئة التي ينشأ فيها الطفل؛ فهو يشاهد العجب العجاب من ‏المتناقضات المحيرة بين الأقوال والأفعال ما لا يكاد يصدقه عقل أو يقبل به فكر !!!‏

قيل: (الناجحون لا يولدون؛ بل يصنعون) وهنا ندرك أن النجاح هو نتاج عوامل داخلية ‏وخارجية للناجح؛ خاصة في مراحل عمره المبكرة، تقوده للنجاح والتميز والإنفراد به دون ‏غيره.‏

وهذا يعني أن النجاح ليس طريقًا مفروشًا بالورود أو أن الحصول عليه سهل (وهنا لا نعني ‏من يولد وفي ثمه ملعقة من ذهب [مع تحفظي على هذه العبارة] الذي يخطف النجاح بما وفر ‏وهيئ له من الأسباب والمسببات) بل أن النجاح المقصود هنا هو الذي يأتي من تعب الناجح ‏نفسه وثمرة جهده ووقته وعرقه وصحته وتحمله لكل المصاعب والمشاق، حتى يصل إلى سلم ‏المجد ويقطف ثمرة ذلك كله بالنجاح الذي يبهر الجميع.‏

النجاح الحقيقي لا يمكن تحقيقه من خلال جلسة سهر أو سمر، أو نوم واسترخاء، أو دعة ‏وراحة بال، بل لا يأتي ولا يتحقق إلا بتقديم الغالي والنفيس له من تضحية وبذل وسهر ‏وحرمان وجد وتحمل وإرهاق للجسم والفكر والعقل، وتخطيط وتحليل ووضع أولويات وتقديم ‏ضروريات، ومراجعة وفحص وتدقيق حتى يتحقق الهدف المنشود، دون ملل أو كسل أو ‏استسلام لمعولات الفشل والهدم المحيطة بنا وفي البيئات التي نعيش فيها.‏

ولو عدنا لتمحص قصص الناجحين الذين سادوا العالم بما قدموا وحققوا من نجاحات أبهرت ‏العالم كله وجعلت صيتهم يذيع في كل أصقاع المعمورة، لوجدناهم ولدوا فقراء وعاشوا أيتام ‏وقاسوا أنواع الصعوبات وتحملوا الكثير من المشاق وبذلوا الكثير من الجهد والوقت والعمل ‏الدؤوب الجاد حتى حققوا ما حققوه من نجاحات قد يعجز الكثير من تحقيقها وإن توفرت لهم ‏كل الأسباب، لأن هؤلاء كانت لديهم الهمة العالية والإرادة القوية، وغيرهم يفتقد لذلك.‏

فالطفل الذي يولد فقيرًا ويعيش يتيمًا ويجد من يحضه ويوجهه ويعتني به ويقوي عزيمته ‏ويغرس لديه الثقة والهمة وقوة الإرادة، فإن مشاعر النجاح سوف تتنامى في داخله لتكبر معه ‏ويكون من الناجحين حقيقة في مستقبل عمره.‏

وهنا نقول أن الناجح الحقيقي ليس هذا الطفل، وإنما من دعمه وغرس فيه الثقة وقوة الإرادة ‏وروح النجاح، ونمى تلك المشاعر الإيجابية لديه من طفولته ونعومة أظفاره.‏

حتى أننا نجد اليوم أشخاصًا لا يمكن أن يتقبلون أي وصف دون وصفهم بالنجاح والتميز ‏والإبداع والتطوير؛ لأنه تجذر فيهم إحساس النجاح، لكثرة ما تذوقوه وأطعموا به من طفولتهم.‏

الوصف بالنجاح ومترادفاته الإيجابية، تغرس في نفس الطفل غريزة النجاح والحب والمتعة ‏والسعادة، وروح التحدي والعطاء والمغامرة.‏

ليصبح بعد ذلك عضوًا نافعًا في مجتمعه، محبوبًا من كل بيئة إيجابية؛ إلا بيئة الفشل والإفلاس ‏والتخبط.‏

ومن هنا لا بد من غرس قيم النجاح ومشاعر الثقة والعزة لدى الناجحين بدأ من الأطفال منذ ‏مراحل ‏طفولتهم المبكرة، ليكونوا من العظماء الذين تفاخر بهم الأمم والشعوب، ويكونوا ‏أعضاء فاعلين منتجين في مجتمعهم وباذلين لأمتهم، لهم منجزات وإبداعات ونجاحات متميزة ‏لا يقتصر نفعها على محيطهم بل يمتد عبر الأجيال الممتدة.‏

وهذا كله بتوفيق الله - سبحانه وتعالى - وإرادته؛ ولا يتنافى أو يتعارض مع فعل الأسباب المعينة ‏على ذلك.‏



‏شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
14/11/1433هـ