2012/11/10

البوابات الحضارية للمدن ‏والمحافظات

خاطرة
 
مدخل إلى فكرة إنشاء
 
بوابات حضارية لمداخل المدن والمحافظات
 
 
 
 
 
 
 

2012/11/08

محاجر للمعدات والآليات الثقيلة (محطة خدمات إنشائية)

خاطرة

محاجر للمعدات والآليات الثقيلة في المدن والمحافظات
أو (محطة خدمات إنشائية)


مدخل:

في الوقت الذي تحرص فيه وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أمانات المناطق والبلديات، على تطوير مدن ومحافظات مناطق المملكة، رغبة في تطوير المناطق وجعلها مناطق حضارية وعالمية على مستوى العالم من كافة الجوانب، في ظل النهضة والازدهار الذي تعيشه بلادنا الحبيبة، والذي تحرص القيادة الحكيمة على دعمها وتطويرها والنهوض بها إلى الأفضل.

فأجده من المناسب أن أقدّم هذه الفكرة المتمثلة في (إنشاء محاجر للمعدات والآليات الثقيلة في المدن والمحافظات) لتقضي على ما يسببه انتشارها العشوائي في مواقع مختلفة من المدن من مظهر سلبي غير حضاري، وما يترتب عليه من أمور اقتصادية وأمنية وغيرها، وأقصد من طرح هذه الفكرة هو محاولة في إعطاء مدخل إلى هذا المشروع والقضاء على تلك الظاهرة من عمقها، وتبقى هذه فكرة قابلة للطرح والمناقشة والتعديل بما يجعلها تتناسب مع أهمية تفعيلها - وهذا بالطبع في حال استحسان الفكرة.


الفكرة:

تتلخص الفكرة في إنشاء وتشييد (محاجر) في مواقع متفرِّقة من المدن والمحافظات تتم دراستها بكل عناية، بحيث تخدم المدينة والمحافظة في كل الاتجاهات فتغطي الوسط والشمال والشرق والغرب والجنوب لكل مدينة ومحافظة، وتكون تلك (المحاجر) عبارة عن مراكز تجمع وانطلاق مقدمي تلك الخدمة بشكل منظّم، وفي الوقت نفسه تمثّل معلماً حضارياً للمدن والمحافظات يحافظ على الهدوء والأمن والسلامة فيها.


الهدف:

الهدف من تشييد تلك (المحاجر) هو تنظيم عمل تلك المعدات والآليات والعاملين فيها، وحفظ الأمن والسلامة المرورية، والحفاظ على بيئة المدينة، والقضاء على كل السلبيات الناتجة عن انتشارها بهذا الشكل غير النظامي أو الحضاري، ولتكون أحد معالم النهضة والتطور الذي تتميّز به المدينة والمحافظة عن غيرها، وتكون أمانة المنطقة سبّاقة لمثل هذه المشروعات الخدمية المتميزة والفريدة.


الشكل التصميمي:

يؤخذ الشكل التصميمي للمحجر من الشكل العمراني القديم للمدينة أو المحافظة ممزوجاً بالشكل العمراني الحديث، بحيث يكون تحفة فنية رائعة وفريدة ذات مدلولات حضارية للنهضة الشاملة للمملكة.


مكونات المشروع:

تكتمل الغاية من هذا المشروع في مكوناته، فلعل من أهم مكوناته ما يلي:
  1. الشكل العام للمشروع: يتمثّل الشكل العام لمشروع (المحاجر) في محجر مسوّر مصمم وفق الطراز المعماري القديم ممزوج بالتصميم المعماري الحديث.
  2. الشكل التفصيلي لمكونات المشروع: الفكرة أن يتكوّن المشروع في مجموعة مما يلي:
  • مكاتب إدارية: وتخصص للقطاعات العاملة والمستفيدة من الموقع كـ:
  1. أمانة المنطقة (أو البلدية الفرعية).
  2. وزارة النقل.
  3. وزارة العمل.
  4. الجوازات.
  5. الإدارة العامة للمرور.
  6. هيئة الهلال الأحمر السعودي.
  7. الدفاع المدني.
  8. توعية الجاليات.
  9. مركز للاستقبال والتنسيق لتقديم الخدمة المباشرة أو عبر الهاتف. 
(وغيرها من المكاتب للجهات التي تستخدم الموقع).

  • مواقف للمعدات والآليات: يتم توزيعها حسب كل نوع من الأنواع المصرّح لها بالعمل.
  • مسجد.
  • مقرات خدمية، وهي كثيرة منها على سبيل المثال. 
  1. استراحة للسائقين وللعاملين (العاملين على تلك المعدات والآليات).
  2. دورات مياه.
  3. كفتريا للقهوة وللوجبات السريعة.
  4. ورشة للصيانة الخفيفة. 
وغيرها من المقرات الخدمية المطلوبة عادة.

  •  مركز لسيارات ووحدات الهلال الأحمر.
  • مركز لسيارات ووحدات الدفاع المدني.
  • مواقف للسيارات: الرسمية وسيارات الموظفين العاملين في تلك المحاجر، وللعاملين على تلك المعدات والآليات وللمراجعين والمستفيدين من خدمات تلك المحاجر.
  • ميزان: من أجل التأكد من وزن تلك المعدات والآليات حفاظاً على سلامة الطرق. 


التنفيذ:

تتبنى وزارة البلدية والشؤون القروية هذه الفكرة وتعتمد الإطار العام لمواصفاتها ومكوناتها ودرجاتها من خلال تكوين فريق عمل في الوزارة يشكل لهذا الغرض، يتكون من الجهات المعنية بالعمل فيها، كـ: وزارة النقل، ووزارة العمل، والإدارة العامة للمرور، والإدارة العامة للجوازات، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وغيرها من الجهات ذات العلاقة للخروج بمتطلبات تلك المحاجر، مع الأخذ بعين الاعتبار بمتطلبات التوسع المستقبلية ومتطلبات سوق العمل، ومن ثم تسند عملية التصميم النهائي والإشراف إلى أمانات المناطق.

وقد تتبنى الأمانة تنفيذ هذا المشروع بشكل مباشرة، أو من خلال ترسيته على متعهد من القطاع الخاص يتولى إنشاء وتشغيل تلك المحاجر تحت إشراف مباشر من الأمانة، أو ما تراه مناسبا.


نتائج مرجوة من المشروع:

في نظري أنه سوف يتحقق - بإذن الله تعالى - من هذا المشروع:
  1.  أن يسجل هذا المشروع الحيوي ضمن المبادرات التي تعمد إليها وزارة الشؤون البلدية والقروية إلى كل عمل تنظيمي وخدمي للوطن والمواطن.
  2. تهيئة تلك المحاجر بكل وسائل الأمن والسلامة اللازمة.
  3. التأكد من ملكية تلك المعدات والآليات ونظامية العاملين عليها، والحفاظ على سوق العمل دون أي تضخم يؤدي إلى الجريمة وغيرها.
  4. الحفاظ على أمن وسلامة الوطن وإبقاؤه بلد منظّم وسليم بيئياً.
  5. ضبط الأسعار عند حد سقف معيّن وعدم تجاوزها لهذا الحد.
  6. المساهمة في سعودة أصحاب تلك المهن بشكل تدريجي وفق خطة معدة لذلك.
  7. نشر الوعي والدعوة للإسلام بين أبناء الجاليات العاملة فيها.
  8. استثمار تلك المحاجر من خلال فرض رسوم على تسجيل المعدات والآليات المصرّح لها بالعمل عبر تلك المحاجر، ومنع أي معدة وآلية من العمل من خارج أسوارها، وكذلك تأجير واستثمار بعض مرافق المشروع، كـ:(الكفتريا، ورشة الصيانة) يعود ريعها لدعم ميزانية المحاجر (التشغيل الذاتي) من حيث الصيانة والتجهيزات الدورية.


وفي الختام أرجو أن أكون قد وفقت في طرح تلك الخاطرة، التي أجزم أن غيري كثير قد سبقوني بخواطر أخرى تصب في مجموعها لخدمة هذا الوطن الغالي علينا جميعاً، والتي نؤمل من خلالها أن نرى تلك الأفكار والمقترحات واقعاً ملموساً يستفيد منه المواطن والمقيم على ثرى تلك الأرض الطاهرة قريباً - بإذن الله تعالى.

خاطرة بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر

نشرت يوم الخميس الموافق 23/12/1433هـ
في صحيفة الجزيرة - العدد رقم 14651
صفحة تقارير ص 23

2012/11/05

تعطل قطار المشاعر

شذرات قلم
تعطل قطار المشاعر



من آفات هذا العصر التي يشتكي منها القاصي والداني؛ تعطل قطار المشاعر؛ خاصة في الأوقات الحرجة التي يكون الإنسان في أمس الحاجة إلى دفئها وحنانها ونسماتها العليلة التي تروي عطش النفس وشوقها.

فأينما نظرت وجدت جمودًا واضحًا للمشاعر وتعطل القطار الموصل بين رياضها، حتى باتت النفوس قاحلة مضمحلة لا حياة فيها.

ولأهمية المشاعر والأحاسيس لدى الإنسان، فقد اهتم كثير من العلماء بدراسة المشاعر وإيجابياتها وسلبيات فقدانها، وعقدت فيها الدورات، وأقيمت الدروس وورش العمل، وألفت فيها المجلدات.

وقبل اهتمام أي علوم بالمشاعر فقد اهتم ديننا الإسلامي الحنيف بها أيما اهتمام؛ لكون الإنسان صاحب قلب نابض بالمشاعر والأحاسيس؛ اتجاه نفسه ومن حوله من الناس، من الزوجة والأسرة والأقارب والأصدقاء والزملاء والجيران؛ رعاية ودراية وتعاملاً وتصرفًا وسلوكًا، ومن ذلك العناية بأدب الحديث، ومراعاة مشاعر المخاطب وعدم جرحها؛ حتى وإن كان في موقف المخطئ المذنب المدان.

وقد عرف في الإسلام آدب كثيرة تراعي جانب المشاعر، ومنها أدب التناصح والتغافل والتناجي والاستئذان، وكذلك مراعاة مشاعر الفقراء والمساكين وذوي الحاجات والضعفاء والمنقطعين.

فالمشاعر محطات وتقاطعات تتواصل فيما بينها بالآداب والأخلاق والتعاملات التي تؤكد عرى ترابطها وتواصلها من حب وألفة وود وتراحم وخوف وفرح ومؤازرة وغضب وتعجب ودهشة، تعبر عنها ملامح الوجوه ويؤصلها دفئ الصدور وعبق الأنفاس ونبض القلوب الخافقة بكل شوق وحنين.

والمشاعر ليست حب وغرام عاطفي ورغبات جنسية، واشتياق محرم مهلك كما يفهمه البعض!

ولكن!!!

الواقع اليوم أننا نكاد نعيش بلا مشاعر، أو بمشاعر متعطلة، فقطارها جامد في محطته دون حراك، وأبواب المحطة مؤصدة لا يتمكن الركاب من الدخول للمحطة وصعود عرابات قطار المشاعر ليتنقلوا من محطة إلى محطة، فتحيا القلوب وتشع البسمات وتقع البصمات من القلوب النابضة بالحب والعطاء.

فتعطل قطار المشاعر يعطل معه البلسم، وتغار الجروح ولا تندمل، ويفقد الأمل، وتذوب القلوب وتنكسر، وتصبح المشاعر كالجليد لا حياة ولا روح ولا طمع ولا رائحة لها.

المشاعر هي عناصر ومكونات إيجابية لكل الأطراف، تبنى بالصلة والتواصل المتبادلة الثابتة على أرض صلبة من المودة والتفاهم والإخلاص والاستعداد للتضحية والعطاء بلاء حدود، تنمو وتترعرع في الأرض الخصبة بالمشاعر الصادقة، وتسقى بالعطاء دون مقابل، وتثمر وتزهر بـ:
  • تبادل الهدايا.
  • التواصل وعدم الانقطاع.
  • تبادل التحية الحارة عند اللقاء والوداع.
  • الثناء الصادق.
  • التناصح والتواصي بالخير.
  • التشاور والتخطيط معًا في أمور الحياة والمستقبل.
  • اللطف في الكلمات الدافئة والرقيقة في الجلسات والحوارات والأحاديث.
  • المرح والضحك الذي يزيد في المحبة والألفة والتقارب.
  • التفاعل في الأفراح والمناسبات، وكذلك في المآسي والأحزان.

ومتى تم هذا الحراك في محيط المشاعر تحرك قطارها وسار من محطة إلى محطة بسلامة وسلام وحب ووئام.


شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
18/12/1433هـ