2011/11/05

الأوامر الملكية وتفعيلها !؟!‏




شذرات قلم
الأوامر الملكية وتفعيلها !؟!‏



كم كانت سعادة كل مواطن سعودي؛ بل ومقيم على ثرى تلك البلاد الطاهرة – المملكة العربية ‏السعودية – بصدور عدد من الأوامر الملكية الكريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك ‏عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه وألبسه ثياب الصحة والعافية وأمد بعمره – التي تصب ‏بمجملها في صالح الوطن والمواطن، بمشاعر أبوية حانية من لدن قائد الأمة الذي يحرص على ‏رغد العيش الكريم لكل مواطن؛ حيث لمست هذه الأوامر حاجات وضرورات الوطن والمواطن.‏


ولكن!!!‏


هل تم تنفيذ وتفعيل تلك الأوامر كما أرادها ولي الأمر؟


أم أنه تم تميعها وإطفاء نورها في دهاليز الدورات المستندية الطويلة، واللجان العقيمة، ‏والتفسيرات الشاذة، ورفوف وأدراج المكاتب الخاوية؟


هل قام المعنيون بتنفيذها وفق الرغبة الملكية السامية؟


أم أنهم أغفلوها وانشغلوا بمصالحهم الخاصة وأهملوا مصالح الشعب الوفي لقيادته؟


سمعنا كثيرًا من التصريحات الإعلامية والجعجعات التي هي بمثابة ذر الرماد في العيون من كثير ‏من المسؤولين حول تنفيذ تلك الأوامر، إلا أننا لم نرى شيء يتحقق منها على الساحة واقعًا ‏ملموسًا ينعم به الوطن والمواطن!؟!‏


البطالة في ازدياد!!!‏


والأسعار في ارتفاع مطرد!!! ‏


حتى حليب الأطفال والأدوية والمواد الغذائية التي هي من الأساسيات وبما فيها السلع المدعومة ‏من الدولة ترتفع أسعارها في الثانية وليس في الدقيقة مع غياب كامل لعين الرقيب!؟!‏


قروض الإسكان ومشاريعها، أصبحت (تسمع بالمعيدي خير من أن تراه)!؟!‏


لا أدري هل هناك وزارة للخدمة المدنية ووزارة للعمل في بلادنا ؟ لتعمل كل منهما على تفعيل ما ‏يخصها من هذه الأوامر المباركة للقضاء على البطالة؟


لا أدري هل هناك وزارة للصحة في بلادنا ؟ لتعمل على تفعيل ما يخصها من هذه الأوامر المباركة ‏لتوفير العلاج للمواطنين والحد من التلاعب في أسعار الأدوية وحليب الأطفال؟


لا أدري هل هناك وزارة للتجارة في بلادنا ؟ لتعمل على تفعيل ما يخصها من هذه الأوامر المباركة ‏لكفح جماح طمع وشجع هؤلاء التجار من التمادي في رفع الأسعار والتلاعب بها؟


لا أدري هل هناك ديوان للرقابة العامة وهيئة للرقابة والتحقيق لتفعيل ما يخصهما من هذه ‏الأوامر المباركة لتطبيق تلك الأوامر والرفع لولي الأمر عن تقاعس المسؤولين في تنفيذ تلك ‏الأوامر وعدم احترام الرغبة السامية في توفير العيش الكريم لكل مواطن والحفاظ على الوطن من ‏أي زعزعة أو ما يعكر صفوة؟ فقد كان توجيه ولي الأمر واضحًا وصريحًا وصارمًا بالمحاسبة لأي ‏مقصر كائنًا من كان.‏


وهل وهل وهل هناك جهات معنية بتنفيذ تلك الأوامر المباركة؟ أم أنها تغط في سبات عميق؟


نعم يوجد لدينا جميع المؤسسات الكفيلة بتنفيذ وتفعيل تلك الأوامر الملكية المباركة؛ ولكن تراخي ‏المسؤولين أمامها وعدم قيامهم بواجباتهم وأداء مسؤولياتهم التي أقسموا عليها أمام ولي الأمر ‏وعاهدوا الله على القيام بها بكل أمانة ومسؤولية والعمل على كل ما يخدم مصالح البلاد والعباد.‏


وللأسف وكأن هؤلاء المعنيين بتنفيذ تلك الأوامر لا يسمعون ولا يعرفون شيئًا عن حاجات الوطن ‏والمواطنين في هذه البلاد المباركة، وكأنهم لا يعرفون ولا يعلمون عما يحدث حولنا من أحداث ‏وثورات وما أسبابها ومسببات قيام الشعوب بها؛ وكأن لسان حال هؤلاء المسؤولين هو (استفزاز ‏المواطنين) لينهجوا نهج غيرهم من أبناء الشعوب من حولنا ضد قيادتنا الرشيدة.‏


وأحب أن أؤكد لهم بأن الشعب السعودي الأبي وفي لقيادته، ويعلم علم القين بأن والدنا خادم ‏الحرمين الشريفين – أمد الله بعمره – حريص على راحة المواطن ويبادلهم الحب بالحب، لذا لن ‏يجد هذا التصرف منكم إلا زيادة اللحمة بين الشعب بقيادته الرشيدة، فتقوا الله وأدوا الأمانة ‏وكونوا على قدر من تحمل المسؤولية وأداء واجباتها على أكمل وجه، وحاسبوا أنفسكم قبل أن ‏تحاسبوا، ولا تضيقوا الخناق على المواطنين، وتأكدوا بأن ولي الأمر لن يلومكم إذا فعلتم أي أمر ‏فيه صالح الوطن والمواطن دون أي نظام أو أمر مخول لهذا العمل، بل أن قائدنا سوف يكافئكم ‏على هذا العمل لأنكم بذلك تثبتون وطنيتكم وحبكم لهذا الوطن ومواطنيه.‏


وكفانا تصريحات إعلامية براقة، وإخفاق في تفعيل كل ما من شأنه توفير العيش الكريم للمواطن ‏والحفاظ على أمن وطمأنينة هذا الوطن المبارك.‏


حفظ الله بلادنا من كل مكروه وحفظ عليها أمنها واستقرارها وكتب لها العيش الرغيد في ظل قيادة ‏خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهد الأمين – حفظهم الله ووفقهم لكل خير –.‏


شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
8/12/1432هـ
الدار البيضاء

تم نشر تلك الشذرات في صحيفة أثير الإلكترونية
http://www.atheer3.com/articles.php?action=show&id=1213