2011/06/25

الاسـتـقـالـــة



شذرات
قلم

الاستقالة


بالطبع الاستقالة معروفة؛ وهي استقالة الموظف من وظيفته أو المسؤول من منصبه سواء كانت تلك الاستقالة بناء على رغبته، أو تحت ضغوط معينة تجبر الموظف على اللجوء للاستقالة هروبًا مما هو أصعب وأمر منها !!!

وتتم الاستقالة من خلال التقدم بطلب مكتوب يقدمه الموظف إلى رئيسه المباشر في العمل معلنًا رغبته في ترك الخدمة؛ والأهم أن خدمة الموظف وعلاقته بالوظيفة لا تنتهي إلا بقبول الاستقالة وصدور قرار بذلك؛ أو بمضي المدة النظامية اللازمة لنفاذها بقوة النظام اعتبارًا من تاريخ تقديم طلب الاستقالة !!!

ونستفيد من هذا الإجراء ما يلي :

• أن الاستقالة لا تتم بالرغبة فحسب؛ بل لا بد من اتخاذ الخطوات العملية المحققة لها.

• أن يكون هو صاحب القرار الأول لتحقيق الاستقالة.

• أنه بالاستقالة تنتهي خدماته وعلاقته بالوظيفة ولا يمكن العودة إليها إلا بالعدول عن الاستقالة ووفق إجراءات معينة ومحددة.

ومما سبق انطلق بشذرات قلمي نحو الاستقالة المنشودة هنا...

فالاستقالة المنشودة هنا؛ هي العزم بطي القيد وإنهاء العلاقات المخالفة التي يرتبط بها الإنسان بعد انقضاء فترة زمنية سوداء من حياته في بوتقة تلك العلاقات المسيئة والمشينة له، ليبدأ مرحلة جديدة لحياة سعيدة في مستقبل حياته، بعيدًا عن كل الطرق المعوجة التي قد تؤدي به إلى الهلاك ببراثن المخالفات الشرعية والأخلاقية والسلوكية، تلك المخالفات التي تقوده لا سمح الله إلى العزلة والإنطواء والبعد عن المجتمع والطريق الصحيح وترمي به في مزبلة الحياة: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

فلنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع الخلافات الأسرية.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع المخالفات والمعاصي الشرعية.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع الغيبة والنميمة والتفريق بين الناس.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع التكبر والغطرسة والنظرة الفوقية للناس.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع العادات الاجتماعية السيئة التي تقودنا إلى البذخ والتبذير والآثار الغذائية والصحية السيئة، والالتزامات المالية الثقيلة.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع العادات الاجتماعية المذمومة التي تقودنا للتفاخر والتنابز بالأنساب والأحساب.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع التربية الخاطئة لفلذات أكبادنا المعتمدة على الخدم والتدليل والتنعيم والتدليع، الذي يقودنا إلى عدم الاعتماد عليهم في أي مهام ومسؤوليات أسرية واجتماعية ووطنية، وحرمان الأمة منهم في المستقبل المنظور.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع إدمان الأبناء على التلفاز والبلاي ستيشن والبلاك بيري وغيرها من مخرجات التكنولوجيا الحديثة، التي تقودهم إلى الإدمان والغفلة والغرق في الأمراض النفسية المزمنة التي تجعلهم عالة على المجتمع والأمة.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع المطاعم والمأكولات السريعة التي تقودنا إلى الافتراق والتفكك الأسري وعدم الترابط واللحمة وشعور كل فرد من أفراد الأسرة بالأخر.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع البنوك الأسرية المتحركة التي تقودنا إلى أبوة وأمومة مادية، لتجد كل من الأب والأم مشغولين بالجري خلف متطلبات الحياة والاستسلام لضغوطها المتزايدة والانشغال بتحصيلها عن الدور الأسري الحقيقي لهم داخل الأسرة.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع السهر وإحياء الليل ونوم النهار، الذي يقودنا إلى ضياع الأوقات وعدم الاستفادة منها، وما لهذا من انعكاسات سلبية وصحية ونفسية وأخلاقية واجتماعية.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع البيت الفندقي للنوم وتبديل الملابس فحسب؛ الذي يقودنا إلى عدم التواصل مع من يقطن هذا البيت، ونعيش فيه غربة الحياة.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع الجفاء الأسري ونفض الغبار من على مجالسنا الفارهة الخاوية التي تأن وتشتكي وتبكي عدم رؤية الأهل والأقارب والأصدقاء والزملاء والجيران، التي تقودنا إلى عدم التواصل وعدم الترابط الأسري والاجتماعي.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع المعاملات المالية الفاسدة التي تقودنا إلى الغش والربا والإفساد.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من مستنقع الخوض في أعراض العلماء والمسؤولين والمشاهير والمسلمين عمومًا، الذي يقودنا إلى التناحر والتباغض والآثام.

لنعلنها استقالة صادقة ومدوية من كل مستنقع مخالف للشريعة الإسلامية والفطرة الإنسانية والعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية؛ حتى نعيش في حياة جميلة وسعيدة وربانية إيمانية تقودنا إلى حياة أخروية منجية بإذن الله تعالى.

فلنكن عند مستوى المسؤولية ولنعزز الثقة في أنفسنا ونتخذ القرار الفصل بين الحق والباطل ونستقيل من كل أمر يقودنا إلى الهاوية لنسلك طريق الحق والصواب بإذن الله.

وفقني الله وإياكم للصدع بالاستقالة من كل المخالفات، والنعيم بالحياة الهانئة؛؛؛




شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
23/7/1432هـ

2011/06/23

مـشـكـلـــة !!!

شذرات
قلم

مشكلة !!!


هنا مشكلة وهناك مشكلة وبين المشكلة والمشكلة مشكلة !!!

لكن أين تقع المشكلة، هنا أم هناك ؟

وهل هناك بالفعل مشكلة ؟ حتى نطرح التساؤل عنها ؟

أم هو سؤال عبثي نختلقه لافتعال مشكلة ما ؟

وقد يكون في طرح التساؤل بحد ذاته مشكلة !!!

وإن وجدت بالفعل المشكلة، فهل نحن طرف فيها ؟ أم نحن أساسها ؟

في بعض الأحيان ندرك أن هناك مشكلة؛ بل في كثير من الأحيان، إلا أننا لا ندرك أطرافها ولا مصدرها، ثم نجازف في اتهام أطراف بها، لنكتشف فيما بعد أن أطراف آخرين هم المشكلة برمتها، وقد نكون نحن هذا الطرف ونحن المعنيين بالمشكلة ونحن مصدرها!!!

وفي أحيان كثيرة لا يكون لنا علاقة بالمشكلة ولا بأحداثها ولكننا نكون جزء منها عندما نتابع أحداثها فندخل في دوامتها، ونكون في عين عاصفة المشكلة!!!

المشكلة بحد ذاتها مكون سلبي على حياتنا في كل صورها، معايشة؛ أو سماع لأحداثها؛ أو مشاهدة لفصولها؛ أو قراءة لتفاصيلها؛ أو كتابة عنها؛ لأن أثارها في أي صورة كانت تنعكس سلبًا علينا، قبلنا أم أبينا، فالمشكلة مشكلة !!!

والمشكلة الكبرى تكمن في وجود صناع للمشاكل، ثم يتبرمون ويتنصلون منها ويعمدون إلى إلصاقها بغيرهم؛ ويكونون هم حطب إيقاد نيرانها ونفخ سعيرها بعد أن أشعلوا فتيلها؛ ليقفوا على الحافة موقف المتفرج، فهؤلاء هم المشكلة الحقيقية !!!

نبحث عن حياة سعيدة، وعن عالم خلاق بكل الأخلاقيات والسلوكيات المنشودة؛ بل أبسط تلك السلوكيات التي تُفضي للابتسامة والحب والوئام والتعايش السلمي الخلاق بين الجميع؛ ولكن سوء النية والقصد، والعمل على صناعة المشاكل وتأجيجها يبعدنا عن هذه الحياة المنشودة.

وليس شرطًا أن تكون المشكلة " قنبلة هيروشيما " حتى نقول عنها مشكلة، فكل ما يقود إلى حياة متقلبة وغير سعيدة، ويظلل عليها بغمامة الأحداث والتوتر هي مشكلة صغيرة تتحول مع الزمن إلى مشكلة كبيرة؛ بل وصعبة الحل والعلاج .

فالمشاكل تبدأ صغيرة وتكبر، وإن لم نتعامل معها بكل حكمة وواقعية وصرامة؛ فسيأتي يوم لن نستطيع أن نقاومها لأنها سوف تقضي علينا ونكون في خبر كان بين أحداثها!!!

المشاكل شرارات حرائق تلتهم حياتنا وسعادتنا وصفا قلوبنا وانصرفنا عن الحياة الآخرة إلى الدنيا الفانية، ومن ثم خسارة الدارين !!!

فلا نكون ضعيفي شخصية أمام المشاكل البسيطة، لأنها سوف تتحول إلى كابوس وحمل ثقيل يهدم كل حسن في حياتنا، وسنصبح منبوذين من كل مقومات الحياة ومواقعها الحسنة إذا لم نحسن التعامل مع المشكلة في الوهلة الأولى، فحسن التصرف يكون في تحديد أطراف المشكلة ومصدرها قبل كل شي، ومن ثم تحجيمها وتأطيرها حتى لا تأخذ بالانتشار والتوسع فيصعب علينا السيطرة عليها لاحقًا، والعمل الجاد والحازم معها لعلاجها ووأدها في مهدها، وإن كلفنا هذا شيء من الوقت والجهد والمال، فنقدم ذلك قبل أن نخسر كل شي من أجل التخلص منها ومن إفرازاتها التي لن تنتهي مطلقًا؛ لأننا وبكل سهولة فرطًا بالتعامل معها أول الأمر فصعب علينا الحل بعد أن استفحل.

فليس هناك مشكلة إلا ولها حل؛ بل وبدل الحل أكثر من ألف حل وحل، المهم أن نبحث عن هذا الحل والحل البديل الذي يساهم في معالجة المشكلة قبل تضخمها لتكون مشكلة حقيقية يصعب معها أي علاج !!!

فالبحث عن الحل هو الأهم من المشكلة ذاتها، فالناس يختلفون في حل المشاكل فمنهم من يعقد المشكلة في الحلول المعقدة، ومنهم من ينهي المشكلة بحل سلس وميسر.

جنبني الله وإياكم المشاكل؛ ووفقني وإياكم لحياة سعيدة هادئة هانئة.


شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
20/7/1432هـ