2011/06/13

الثورات الغوغائية في بلادي !!!



شذرات
قلم

الثورات الغوغائية في بلادي


 
بالأمس كان هناك ثورة ضد النظام بأسرة في المملكة العربية السعودية، وهي ما عرفت بثورة "حنين" والتي كفا الله البلاد وشعبها شرها وأتت بنتائج لم تكن متوقعة ولا محسوبة من قبل من خطط ودبر لها.

ثم اليوم تأتي النداءات للقيام بثورة أخرى، ولكن بصورة مختلفة وبأهداف مغايرة وبقناع فضفاض لا ينجلي على أهل العقول، لأنها هي امتداد للنداء للثورة السابقة، وهذه الثورة هي ما يعرف بثورة ( 17 يونيو ) التي تهدف في ظاهرها إلى تمكين المرأة السعودية من قيادة السيارة.

وكما سبق وأن أكدت في شذرات سابقة بأني لن أتطرق إلى الحكم الشرعي في هذا الأمر، ولكني في هذه الشذرات سوف أنظر إليه من زاويا أخرى، وأهما العلاقة بين الثورتين، ثورة حنين، وثورة 17 يونيو!!

بالطبع نعلم جميعًا بأن الثورة الأولى وهي ثورة ( حنين ) نظمت ودعي إليها من خارج البلاد وكان الرافضة هم من يقفون خلفها، وهم من أطلقوا عليها هذا الاسم لما يعنيه لهم هذا الاسم ( وإن كانوا فيه ظالمين وفي ادعاءه أبعد ما يكونون عن الحقيقة ).

كذلك هذه الثورة النسائية فهي لا تختلف من حيث المنشأ عن الأولى فهي دعوة خارجية بلا شك، ويتزعمها أطراف عديدة من بينهم الرافضة؛ ويكفي أن وجيهة الحويدر الرافضية من قياداتها، وقد حدد لها هذا اليوم في قراءتي لليوم وموافقته للهجري لعدد من الأسباب، منها:
  1. أنه يوفق يوم جمعة، وهذا اليوم يوم شهرة في ثورات ما يعرف بثورات الربيع العربي، حيث أن يوم الجمعة هو يوم انطلاق الثورات العربية والمسيرات المناهضة للأنظمة فيها، كما أن في هذا اليوم سقطت هذه الأنظمة، لذلك جاء التحديد تيمننا بهذا اليوم.
  2. أنه يوافق لليوم الخامس عشر من شهر رجب "وهو الأهم" فهذا اليوم من الأيام المقدسة عند الرافضة؛ حيث يقام عزاء لزينب بنت علي بن أبي طالب – رضي الله عنهما –.
بالطبع هذا لم يعلن صراحة ولكن هي قراءة من واقع الأحداث، ليتبين لنا أن القصد هو شق عصا الطاعة الالتفاف على الأنظمة والتشريعات ومخالفتها بذرائع مختلقة ومختلفة للنيل من هيبة الدولة وإسقاطها، ويكفي دليل على ذلك انتقادات "وجيهة الحويدر" للعالم الغربي لعدم ممارسة ضغوطه على المملكة من أجل تحقيق ما تتطلع إليه؛ هي ومن يقف خلفها من أعداء هذه البلاد المباركة، ولا أدري كيف عاقل يستعين بأعداء بلاده "عقيدة وسياسة" لينصروه على أهل بيته وأركانه؟!؟.
 
نعم لغة خطاب الداعيات لهذه الثورة، لغة مثقفة راقية، وشعارات طلب الرحمة والنظرة الحانية والشفقة لهذه الفئة المسكينة من فئات المجتمع المهضومة الحقوق، بنبرات الانكسار، وإن كانت تخفي تحت لباسها ما تخفي من المقاصد والمفاسد.
 
إذ كان هناك من يفسر الدين تفسيرًا ضيقًا، وتفسيرًا ذكوريًا كما تدعي وجيهة الحويدر، فمن عساه يفسر الدين تفسيرًا واسعًا، وتفسيرًا أنثويًا، الشيخة/ وجيهة الحويدر؟
هل من أنظمة المملكة نظام مستمدة من غير الشريعة الإسلامية الحنفية السمحة يا وجيهة الحويدر؟
وهل هيئة كبار العلماء في المملكة على اختلاف مذاهبهم الفقهية ضيقي التفسير للدين وأنت "بأسم الله عليك" أفقه منهم في تفسير وتبيين نصوص الدين؟
 
لنترك الدين جانبًا يا وجيهة الحويدر، ولنتحاور معك بما تتقنينه من فن وعلم وثقافة:
 
أليس من الواجب والمتبع عند القيام بأي مظاهرة أو مطالبة بتطبيق نظام معين أن يكون ذلك عبر السبل النظامية والقانونية المعمول بها في البلد؟
وهل في المملكة مادة من مواد النظام أي نظام في المملكة يسمح بالقيام بمظاهرات حتى تقوم بالنداء للتظاهر؟
وهل في المملكة مادة من مواد النظام أي نظام معمول به في المملكة يسمح بلوي الذراع من أجل القيام بأي عمل مخالف للأنظمة والتعليمات المطبقة والمعمول بها في البلاد، حتى تقوم أنت بذلك؟
أليس عيبًا أن يبادر مثقف مثلك يا وجيهة الحويدر بخرق النظام ومخالفة التعليمات والتمرد على قوانين البلد والخروج على السلطة، وأنت من أنت في الثقافة ومعرفة الأنظمة؟
أليس من الأجدر أن تسلكي في مطالبك القنوات النظامية المعمول بها في البلاد؟
أليس في قيامك بذلك إحداث للفوضى والاضطرابات وضرب الصفوف وإحداث تصدع وشق لعصاء الطاعة؟
هل ما تقومين بيه يا وجيهة الحويدر من آلية للمطالبة بقيادة السيارة معمول به ومستساغ في الدول التي تستنجدين بها وتربيتي بها؟ أم هو مخالف لتعاليمهم وتنظيماتهم؟
هل أنت مفوضة عن النساء في المملكة للحديث باسمهن والمطالبة بمطالبات تخالف كل المبادئ والأعراف والأنظمة المعمول بها في المملكة؟
هل في قيادة المرأة للسيارة حل جذري لما تدعينه من أعذار، إذا سلمنا مشروعية مطالبك؟
أليس الأجدر بك أن تبحثي عن حلول جذرية إن كنت صادقة في مطالبك المزعومة؟
أليس في عنقك بيعة لولي أمر هذه البلاد؟
وهل من في عنقه بيعة يجوز له نقضها بكل سهولة، أو أن هناك ضوابط لنقض البيعة؟
أليس في الخروج على الأنظمة والتعليمات التي أقرها ولي الأمر خروج عليها ونقض للبيعة؟
أليس في الاستعانة بأعداء البلاد نقض للبيعة؟
هل قمت بعمل استبانة لدراسة وضع النساء اللائي يقدن السيارات في الدول المجاورة ومدى رضاهن عن هذا الوضع، وما هي المشاكل المترتبة على هذا العمل، وما هي المصالح؟
 
وكم أتمنى من المنقذة الرافضية / وجيهة الحويدر، أن تعقد لنا دورات تلو الدورات لتعلمنا ما هي حقوقنا التي لا نعرفها، وكذا تفسر لنا الدين تفسيرًا واسعًا بدل التفسير الضيق الخانق لنا، وكذلك توسع أفقنا بتعاليم أسيادها المعممين من رافضة الفرس، وكذلك من مثلها الأعلى الإمام أوباما، الذي تعلق عليه كثير من الآمال في نصر قضيتها، والحفاظ على أدمغتنا من الغسيل الفاشي من أسرة آل سعود – كم تدعي وتزعم – لننعم بقهر معممي فارس وذل رافضة مجوس إيران.
 
ولكن يا وجيهة الحويدر تأكدي بأن نساء المملكة العربية السعودية، هن نساء سعوديات شريفات عظيمات، متمسكات بدينهن وهن على مذهب أهل السنة والجماعة لا يخالفنه قيد أنملة، ولا ينخدعن بالشعارات الكاذبة والأبواق الناعقة تحت أي شعار، وهن ملتزمات بالبيعة لولي أمر هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين – أمد الله بعمره على طاعته – وشد عضده بإخوانه، كما أنهن لا يسمعن في أمور دينهن إلا من علماء هذه البلاد المباركة وفي مقدمتهم مفتي عام المملكة وأعضاء هيئة كبار العلماء، أما مفلسي الرافضة فلا سمع لهم ولا طاعة.
 
وتأكدي بأننا لن نركع لك ولا لأسيادك مهما حصل، فدماؤنا نرخصها في هذا الميدان دفاعًا عن ديننا وعقيدتنا ووطنا وقيادتنا الرشيدة.
 
لأننا نعلم علم اليقين بأن مطالبك ليست لقيادة السيارة، وإنما هي لأبعد من ذلك فهي تستهدف النيل من هذه البلاد وإسقاط النظام الحاكم بشريعة الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك بإشعال الفتنة الداخلية لإحداث انشقاق وانقسام بين صفوف أبناء الوطن الواحد.
 
ولكن تأكدي وأكدي لمن هم وراءك بأننا لن ننخدع بمثل تلك الخدع العبثية، وأننا سوف نقف صفًا واحدًا لنشكل سدًا منيعًا أمام كل ما يهدد مصلحة وأمن بلادنا الغالية.
 
 
شذرات بقلم 
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
11/7/1432هـ