2013/04/03

الـخــدعـــة !!!

شذرات قلم
 
الـخــــدعـــة



يعتلي المنصة ويخطب ويقول:
أيها الناس، أيها الشعب، أيها المظلومين ....
يا قوم ...


إن لكم حقوقًا مهضومة، ومستحقات لكم محجوبة، وواجبات عنكم موقوفة.

يا سادة قولوا لي: أي كرامة لكم وأنتم لا تحصلون على علاج إلا بأمر، ولا قرض إلا بشرط، ولا وظيفة إلا بواسطة، ولا رزق إلا بشرهة، ولا بيت إلا منحة؟

يجب أن تطالبوا بصوت واحد بالعدالة الاجتماعية!

فصاح الناس بصوت واحد وما هي العدالة الاجتماعية أيها الخطيب المفوهة؟

فأجابهم: هي أن تخرجوا للشارع وتنادوا بصوت واحد بكامل حقوقكم، وفي مقدمتها تغيير النظام، وأعدكم بالعدل والرخاء والرفاهية والأمن والاستقرار!!!!

فقالوا له: كيف نخرج ومتى وأين؟

قال لهم: إن موعدكم يوم الجمعة، بعد الصلاة أمام الجامع الكبير!!

قالوا: لكن هذا مخالف لأمر الشارع، كما أنه مخالف للنظام الذي بايعنا عليه ولي الأمر، ومخالف لأخلاقنا وعاداتنا وآدابنا، ومخالفًا لحبنا لوطننا وخوفنا من الفتنة والقتل، وخوفًا على أعراضنا وأموالنا؟

قال: لا تخافوا فهكذا هي الديمقراطية العالمية!

قالوا: وما هي الديمقراطية أيها المثقف المطلع؟

قال: أن تخرجوا على النظام حتى يزول، ولا يزول إلا بالفوضى والعصيان!

قالوا: وأنت بلا شك في مقدمة الخارجين؟

قال: لا ليس الأمر كذلك فالقيادات لا تخرج، ولكنها تزج بالشباب وعامة الناس للميادين، وهم يتفرجوا ويترقبوا الأمر من بعيد، حتى يستطيعوا التخطيط والتكتيك، والاستعداد لأي مفاجأة والمبادرة للسيطرة على الكرسي متى زال النظام من سدة الحكم، وأنا سوف أتشاور مع القادة في طهران والمشرق والمغرب حول الأوضاع القادمة!

قالوا: لكن طهران ببلاد فارس، وهم رافضة وأعداء لنا كما قلت وتقول سابقًا؟

قال: في مثل هذه الأمور ليس هناك أعداء، فأعداء الأمس هم أحباب اليوم، وأحباب اليوم هم أعداء المستقبل، ولا تنسوا أن عند الرافضة " التقية " ويجب أن نعاملهم بالمثل باستخدام " التقية " معهم حتى نحقق مصالحنا التي أخرجناكم من أجلها!!

وحتى تتأكدوا أنظروا واقع الحال في تونس ومصر؟

قالوا: لكن الأوضاع هناك لا تبشر بالخير، فمن قاموا بالثورات استبعدوا وطحنوا، ومن فاز بالكعكة هم خونة الأمة والوطن وعملاء الشرق والغرب؟

قال: لا تصدقوا إعلام النظام فهو يظللكم بمثل تلك الأخبار والإشاعات، ولكن صدقوني، فأنا رجل صدوق ومؤتمن أمين !!!!

فنادى منادي ... أيها الخطيب، وهل سيكون لدينا مثل ما لديك من القصور والعقارات والمؤسسات والأموال، بعد أن كنت معتقلاً وفقيرًا معدمًا؟

إلا أن المنادي لم يسمع إلا أصوات المنخدعين فيه، وأقلامهم التي شنت للدفاع عنه، وعصيهم التي رفعوها للذود عنه؛ فكم هم مخدوعين فيه، ولن يعوا ويدركوا ذلك إلا بعد فوات الأوان وخراب الديار وأسفاه على من كانت هذه حاله !!!!



شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
20/5/1434هـ

http://noworld.net/articles.php?action=show&id=374

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق