2013/03/24

حتى تكون موظفًا مميزًا يحتفى بك ... !!! 2 - 2

شذرات قلم

حتى تكون موظفًا مميزًا يحتفى بك ... !!!




2 – 2




كما سبق في الشذرات السابقة (حتى تكون موظفًا مميزًا يحتفى بك ... 1 - 2) أخذنا صورة خاطفة للنوع الأول من أنواع الموظفين الذين يحتفى بهم لتميزهم، وفي تلك الشذرات نأخذ صورة كذلك خاطفة؛ ولكن للنوع الثاني من أنواع الموظفين المميزين الذين يحتفى بهم؛ ويذيع صيتهم وتشتهر أسماؤهم، وتسمع صدى إنجازات تنسب لهم، يلوح بريقها في السماء، ويكرمون ويمتدحون وتقام على شرفهم المآدب والاحتفالات، وتؤخذ لهم الصور وترفع لهم خطابات الشكر والتقدير والعرفان، وتقدم لهم الدروع والجوائز الثمينة والهبات النفيسة، وهذا لما لإنجازاتهم من انعكاسات ناجعة على المدير والمسؤول في المنظمة التي أفنى حياته فيها ....

فإنه يجب عليك أن تكون كما هو الموظف المذكور أدناه !!!

فهو موظف ملتزم بأخلاقيات ومبادئ رضى المسؤول في المنظمة والتطبيل له، والإشادة بأفكاره وإبداعاته؛ حتى وإن كانت إخفاقات يميزها الطفل الجاهل قبل العاقل، فهو بقدراته وأخلاقياته يحولها إلى إنجازات مهولة ومذهلة لا يستطيع القيام بها أي عبقري؛ لأن هذا المسؤول هو عبقري زمانه !

يعمل على تطبيق خطط واستراتيجيات المسؤول الشخصية بكل حذافيرها، ويقدم له الأفكار والمبادرات التي تدعم مشاريعه الشخصية وتساهم في تضخمها وتوسعها وانتشارها أفقيًا وعرضيًا، وترك الفوضى تسود في المنظمة حتى ينشغل الجميع عن المسؤول وأهدافه الشخصية في محاولة رأب الصدع ولم الشعث والنهوض بالمنظمة والرفع من قدراتها الإنتاجية، إلا أنه بذكاءه وفطنته وإخلاصه للمسؤولين يعمل على سكب الوقود على النار وإشعالها بين الزملاء والرؤساء والمرؤسين، ليزيد من بؤر الخلافات والخصومات والتكتلات والتحزبات داخل المنظمة، حتى تكون مسرحًا لكل المخالفات والفساد الإداري والمالي؛ وحتى الأخلاقي !!!

فلا حضور ولا دوام ولا أداء ولا تفاني ولا جد ولا إخلاص في أي من مهام الوظيفة، بعد أن صرف كل ذلك من أجل المسؤول وتحقيق أهدافه الشخصية ومصالحه الذاتية الهابطة.

بالطبع كل ما سبق هو من المخالفات الجسيمة عند البعض وللأسف الشديد – خاصة في عالم الوظيفة الحكومية – وبما أنها كذلك فإنه سوف يحتفى به بكل ما لا يستحق من الحقوق الوظيفية والحوافز والترقيات والترفيع حتى يتولى مواقع قيادية ليس أهلاً لها، ولكن هي نظير ما قدم من خدمات فاسدة جعله يصل إلى ذلك ويحقق ما حلم به وسعى له.

إلا أنه مع ذلك كله؛ تجده في داخله مصاب بالإحباط واليأس والقهر وضيق الصدر؛ لأنه خالف الحق واتبع الهوى والشيطان، وأخذ حق غيره، ليبقى في صراع داخلي مع نفسه، ليعيش حياته في صراعات لا حدود لها، بعد أن خسر نفسه وذاته، وقبل ذلك رضى الله – سبحانه وتعالى – الذي توعد كل من خالف الحق بالعقاب والعذاب في الدنيا بعدم التوفيق في أمور حياته، والضيق في الرزق، والعقوبة المعجلة بالآفات والأمراض، والعيش بهم وغم؛ لأن قلبه تعلق بالدنيا وشهواتها وزخارفها وابتعد عن لله – وإن كان ظاهره السعادة – .

اللهم إنا نسألك معرفة الحق والعمل به، ونسألك أن ترزقنا القناعة وشكر النعم والفوز بالجنة، ونعوذ بك من النفس والهوى والزيغ عن الحق والظلال وسوء المنقلب في الدنيا والآخرة؛؛؛



شذرات بقلم
المهـ رحال ـاجر
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
الرياض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق