2011/03/01

ظاهرة اسقاط النظام !!!

شذرات
قلم

ظاهرة إسقاط النظام
فيروس غوغائي ناقله ناموس خائن


هناك حراك خفي يدار من خلف الكواليس من خارج الوطن العربي عمومًا، وبلادنا على وجه الخصوص، مستغلاً تقنية الاتصال الحديثة والأحداث والمشكلات، والعمل على تأجيجها وتوظيفها لخدمة مصالحه الإستراتيجية في المنطقة، وهذا الحراك يسعى لحرق الأرض وإهلاك الأمة والسيطرة على مقدراتها، بنشر فيروسات خبيثة تحت شعارات براقة، ومزاعم واهية، تدغدغ مشاعر ضعفاء النفوس، وتحولهم إلى نواميس خائنة لنشر هذا الفيروس، بصورة غوغائية بالخروج على النظام والحق والطريق المستقيم بمظاهرات همجية.

ألم نسأل أنفسنا بعد أن يتظاهر الشعب ويسقط النظام بعض الأسئلة:

  • ماذا بعد هذا السقوط المنشود؟
  • وقبل السقوط؛ ما هي الفاتورة التي سوف يدفعها الشعب مقابل إسقاط النظام؟
  • والأهم من ذلك: هل النظام البديل سوف يكون أفضل من هذا النظام؟
  • ومن هو المستفيد الحقيقي من تلك المطالبات والأعمال الهمجية وسقوط النظام؟
  • ألا يوجد طريق آخر يتم فيه تحقيق المطالب وتصحيح المسار والوصول إلى الهدف المنشود بدلاً من سلوك هذا الطريق الذي يكلف الأمة الشيء الكثير من أرواح أبناءها وثرواتها ومصالحها؟

هذه الأسئلة الجدلية وغيرها الكثير؛ نزولاً عند من باع ضميره وأمته وسلم عقله وقلبه لأعدائه وأعداء بلاده.

"الشعب يريد إسقاط النظام" شعار براق وسحري في نظر البعض من الغوغائيين المغرر بهم، ولكنه في نظر العقلاء والمدركين لعواقب الأمور؛ هو شعار ينذر بخطر قادم وحمامات دم لا منتهى لها.

شعار يرفع هنا وهناك، وهو غير مسبوق لا بكلماته ولا بلحنه ولا بتوقيته ولا حتى في آليته وتنظيمه، وإن دل هذا على أمر فإنما يدل على أن هناك أيدي خفية تحركه وتديره وتوجهه وفق أجندة معدة ومتفق عليها مسبقًا، ولعل ما صرح به الرئيس اليمني اليوم من أن غرفة العمليات التي تدير الأحداث قابعة في تل أبيب، يؤكد أن وراء ذلك الصهيونية العالمية التي تعمل ليل نهار للقضاء على الإسلام والمسلمين والأمة العربية ونهب مقدراتها وثرواتها.

فالإسلام دين مستهدف والأمة الإسلامية والعربية كذلك، وما الأحداث الدامية التي تدور رحاها في أفغانستان والعراق وفلسطين وفي كل بقعة أقام عليها مسلم، إلا دليل على ذلك، ناهيك عن اتهام شباب الأمة بالإرهاب ورميهم خلف قضبان السجون الأمريكية.

ومن هذا فإنه يجب علينا أن نعي الأمر الذي يحاك بالأمة، وأن نرجع لديننا وما أطره لنا في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وحكم هذا المطلب والمناداة به،إذ أن الشريعة الإسلامية عُنيت بذلك وحددت أطر تلك العلاقة التي يجب على كل مسلم الالتزام بها وعدم مخالفتا، فهي دين يدين به المسلم خالقه، وميثاق هذه العلاقة هو البيعة، فمن بايع وجب عليه الالتزام بأبجدياتها والوقوف عند حدودها وضوابطها التي حددتها الشريعة.

فمتى كنا ملتزمين بذلك فإن تلك المطالبات، والسير خلف تلك الغوغائيات المصدرة لنا من أعدائنا، لا يجوز ومحرمًا شرعًا، وفق ما نصت عليه النصوص الشرعية.

"إسقاط النظام" النظام هو الحكومة، والحكومة هي مجموعة من المسؤولين والموظفين، وفيهم الناصح المخلص، وبينهم من هو دون ذلك، ومثل الحكومة الأسرة، فتجد بين أفرادها من هو نابغ في دراسته وبار بوالديه وجاد في حياته، ومن الأبناء من هو فاشل في دراسته عاق بوالديه مزعج للأسرة فاشل في كل شؤون حياته، تجده بين مخافر الشرط، مسبب للأسرة القلق والإحراج والإزعاج، فما ترى الأسرة فاعلة بهذا الابن ؟

هل تقتلع الأسرة بأسرها، أم تعمل الأسرة على معالجة أمر هذا الابن ومناصحته وتهذيبه؛ وفي أضيق الأمور تقوم بطرده وإخراجه من البيت لتنعم الأسرة وتعيش بسلام؛ مع متابعة هذا الابن والعمل على تسديده وتقويمه.

وكذلك الحال بالنسبة للنظام؛ فمتى وجد فيه عضو غير فاعل، فإنه يتم معالجته أو إخراجه من الحكومة، وإبداله بعضو فاعل يقوم بدوره على الوجه الأمثل.

نعم للتغير، نعم للتطوير، نعم للتصحيح، نعم للإصلاح، نعم للنظام ، نعم للرقي.

لا للفوضى، لا الغوغاء، لا للفتنة وشق عصا الطاعة، لا للخروج على الإمام وولي الأمر.

والإصلاحات والتغيير والتطوير لا يأتي ولا يتحقق بين لحظة وأخرى وبلمح البصر؛ بل يحتاج إلى وقت وإلى عمل دءوب ومتواصل.

ولنتذكر أن ما حل بأمة من جوع وفقر وغلاء وبلاء ووباء وفتن إلا بذنب، فحري بنا أن نبدأ التغيير من دواخلنا، وأن نبدأ نصحح مسارنا، وأن نتحقق من أعمالنا وموافقتها للحق والصواب، وأن نحافظ على أداء الصلوات وصلاة الفجر على وجه الخصوص، وأن نصل أرحامنا، وأن نبتعد عن الرباء وكل ما فيه شبهة، وأن ننقي صدورنا من الحقد والحسد والسعي في النميمة وقول الباطل وشهادة الزور، وكل أمر مخالف، فمتى غيرنا من أنفسنا كنا قادرين على التغيير، فـ "كما تكونوا يولى عليكم ".

فالواجب علينا هو الصمود أمام تلك الظاهرة الفاسدة والعمل على اقتلاعها من جذورها وفضح كل متعلق بها، وعدم الرضوخ لزوابعها وشكوكها التي تبثها، وعملها على زعزعة الأمن والسلم الاجتماعيين والمحاولات اليائسة لافتعال التوترات واصطناع الصراعات الطائفية والفكرية داخل مجتمعنا السعودي المتماسك بإذن الله، وإشغال الرأي العام المحلي بقضايا هامشية عن قضايا الأمة الأساسية، فقدرتنا بإذن الله على مقاومتها والدفاع عن شرعية نظام الحكم القائم في بلادنا، والذي له في أعناقنا بيعة ما لم يخالف ما بايعناه عليه، كفيل بتجاوز هذه الظاهرة والقضاء عليها ووءدها في مهدها لتنعم بلادنا بالأمن والأمان والاستقرار والعيش بسلام.

حفظ الله على بلادنا أمنها واستقرارها، بقيادة قائد نهضتها ومحبوب شعبها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني – حفظهم الله جميعًا ووفقهم لكل خير وسددهم وأعانهم على أداء الأمانة وتحمل المسؤولية – .


شذرات بقلم
مواطن مخلص لدينه ولولي أمره ووطنه
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض 26/3/1432هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق