2015/05/17

المـبـــادرة

شذرات قلم
المـبـادرة
 
المبادرة لفظها جميل، وصداها رنان؛ لعظم معناها الذي يشعرك بالعزيمة والجدية والسمو والعلو في الهمة لتحقيق أهداف فريدة.
قال – سبحانه وتعالى –: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض) وقال – عز وجل –: (فاستبقوا الخيرات).
وقال حبيبنا – صلَّ الله عليه وسلم –: (بادِروا بالأعمالِ الصَّالِحة ......).
وجاء في لسان العرب: "المسارعة إلى الشيء المبادرة إليه".
والمبادرة قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية، وحديثنا هنا عن المبادرات الإيجابية المحمودة.
فالمبادرة صفة إيجابية محمودة في الإنسان المبادر، لما يكون له من دور فاعل في الحياة، وتاريخنا الإسلامي شاهد على العديد من المبادرات التي خدمت الدين والأمة في مجالات عدة، ولا زال هناك من أبناء أمتنا من يمتطي صهوة التميز والإبداع في تقديم المبادرات الإيجابية الفاعلة في حياة الأمة.
بل أن المبادرة لم تقتصر على الإنسان، إذ أن مثل هذا كان في الحيوان، ولنا في حكاية الهدهد مع سليمان – عليه السلام –خير شاهد، فقد كان له الفضل بعد الله – سبحانه وتعالى – في إنقاد مملكة سبأ من الشرك إلى الإيمان والتوحيد.
فالمبادرات ليست حكرًا على أحد، بل هي صفة إيجابية يشترك فيها أصحاب الهمم العالية والأدوار الفاعلة والأهداف الشامخة، من الرجال والنساء، والصغار والكبار.
ومع أهمية المبادرات في حياتنا، وما لها من إيجابيات في كثير من الجوانب، إلا أننا نفتقدها كثيرًا، ومتى وجدنا من يتحدث عنها، ويرددها في أحاديثه، ويكررها في أُطروحاته، خاصة من بعض المسؤولين، ومن وصلوا "فجأة" لموقع قيادي في أي منشأة، فإننا نرى العجب العجاب منهم، فبين خطبهم الرنانة المليئة بعبارات المبادرات المختلفة التي يتحدثون عنها؛ وبين واقعهم الذي لا يوجد فيه حتى القيام بأبسط واجبات المسؤولية الوظيفية التي هم معنيون ومسؤولون عنها.
ومتى سألتهم أين مبادراتكم التي تتحدثون عنها؟
قالوا: لم يطلب منا تقديم تلك المبادرات؟
عجيب من كانت هذه حاله!
ولا عجب أن تسمع هذا الكلام، وترى هذا الواقع المعايش ممن هو فارغ في الأصل، ولا يمتلك أبسط مقومات النجاح، ناهيك أن يكون هُمّام وصاحب مبادرة واحدة، لا مبادرات عدة؛ كما يتغنى ويردد في كل مجلس!؟!
"الشمس لا يمكن أن تغطى بغربال"
من كان يتعذر بعدم الطلب منه بتقديم المبادرات، نقول له: المبادرة هي ما سبق الإشارة إليه أعلاه، ومن طلب منه تقديم أمر، فهو مكلف، وليس مبادر، ولعلك تعرف الفرق بين المبادرة والتكليف، فلم يذكر التاريخ يومًا أن مكلفًا أصبح مبادرًا "إلا في حكايات توم وجري".
المبادر حقيقة هو من يقدم المشاريع والأفكار والخطط والأعمال الإيجابية التي تنهض بالعمل الإداري "الذي نحن وسطه" وتعالج أي مشكلة فيه، وتوقظ قدرات الكثير من المحيطين به في بيئة العمل للتحرك بكل إيجابية، لتقديم المزيد من المبادرات والأعمال الهادفة والمتميزة.
أما التأفف من الموظفين والمسؤولين، و"التحلطم" عليهم في كل وقت وحين، ونقل الأحاديث والأكاذيب عنهم وإليهم، وتصويرهم بصور لا تليق، من التقصير وعدم المسؤولية وأداء الواجب، فهذه آفة من فهم المبادرة بشكل عكسي، وكانت نفسه تواقة للمبادرات المذمومة التي لا ترتقي لطموح من يريد الإنجاز والنجاح والإيجابية.
ولكل فاشل طريقته وأسلوبه في التبرير لفشله وعجزه عن السير في طريق النجاح، ومجاراة الناجحين ولو شكلاً !!!
 
شذرات بقلم
أبي عبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
الرياض
1436/7/26هـ
 
 

هناك تعليقان (2):

  1. 0552117347
    لسنا الوحيدون لكننا متميزون فى مجال
    تنظيف مجالس بالخرج
    تعد شركتنا من افضل الشركات المتخصصه في مجال تنظيف
    تنظيف المجالس بالخرج


    شركة تنظيف مجالس بالخرج
    نستخدم افضل مواد التنظيف تنظيف المجالس بالخرج بافضل واحث الاجهزه
    نحن
    افضل شركة تنظيف مجالس بالخرج


    شركة تنظيف كنب بالخرج
    بافضل الايدى العامله ذات خبره الاتقل عن 12 عام

    شركة غسيل مجالس بالخرج
    اتصل بنا يصلك مندوبنا مع فريق عمل مدرب من
    شركة غسيل كنب بالخرج

    نحن بخدمتكم ويشرفنا التعامل معكم

    ردحذف