شذرات قلم المداوي: كيف تصبح مديرًا فاشلاً في أسبوع ؟!؟

2013/07/22

كيف تصبح مديرًا فاشلاً في أسبوع ؟!؟

شذرات قلم

كيف تصبح مديرًا فاشلاً في أسبوع ؟!؟

هناك العديد والعديد من الدورات والبرامج التي تعقد لتحقيق هدف محدد في أسبوع؛ كـ:

كيف تتعلم اللغة الإنجليزية في أسبوع!
كيف تتعلم اللغة الفرنسية في أسبوع!
كيف تصبح مديرًا ناجحًا في أسبوع!
كيف تصبح رجل أعمال في أسبوع!
كيف تصبح إعلاميًا في أسبوع!
كيف تصبح وكيف تكون وكيف تحقق؛ في أسبوع؛ وفي يوم؛ وفي ثلاثة أيام؛ في العديد من المجالات الإيجابية والطموحة التي ينشدها المتميزيين وأهل الطموح !

إلا أنه لا يوجد شيئًا منها لتحقيق الفشل في يوم أو أسبوع أو أكثر أو أقل، لأن الفشل لا يحتاج إلى دورات وبرامج في نظر الكثير؛ فقط لا تعمل؛ سر عكس الاتجاه؛ تخبط، تصبح فاشلاً!

والحقيقة أن الفشل الحقيقي؛ فن لا يدركه الكثير من الفاشلين، وحتى تكون مديرًا فاشلاً بامتياز، فإليك بعض الخطوات التكتيكية التي تجعلك مديرًا فاشلاً؛ بل وتكون مضرب المثل في الميدان الوظيفي؛ ومن ذلك:

تنكر لزملاء الأمس، وكأنه لم يكن بينك وبينهم علاقة ود وزمالة ورفقة وعمل.
لا تذكر ولا تعترف بجميل سابق لأحد من الزملاء، بل أكد بأنك وصلت لكرسي الإدارة بجهدك وعرقك وجدارتك؛ لا بإخلاصك للمسؤول وتقديم العديد من الخدمات التي جعلته يرشحك لكرسي الإدارة.
تعامل مع جميع الزملاء بكل "جلافة" (وإن استطعت أن تريهم العين الحمراء ففعل) حتى تفرض شخصيتك الإدارية.
اعمل على التخلص من جميع الكفاءات الإدارية في إدارتك؛ واستبدلهم بموظفين مستجدين لا يفقهون شيئا في الإدارة؛ حتى تحكم سيطرتك عليهم وتمرر ما تريده من قوانين ارتجالية ورجعية عفى عليها الزمن، وحتى لا ينكشف أمر عدم قدرتك على الإدارة أمام المسؤول الذي ظنك إداري محنك من خلال أسلوب حملك لحقيبة سفره في مطارات لندن وجاكرتا وبرلين وبيروت وغيرها.
لا تضع لك خطة عمل ورؤية استراتيجية مكتوبة وواضحة؛ بل احتفظ بها في "الكور" حتى لا يطلع أحد على خواء عقلك من أي تنظيم إداري وتصبح "طماشة" القاصي والداني.
استخدم السلطة العليا لتحقيق مرادك وتخبطاتك الإدارية، فكلما أردت أمرا قل: "حسب التوجيه، حسب التعليمات، حسب المفاهمة مع المسؤول ، حسب حسب حسب".
عطل المعاملات والإجراءات حتى تسمع من صاحب المعاملة عبارات التبجيل والثناء لشخصك؛ كقوله: "طال عمرك، سم، أبشر" وغيرها من العبارات التي تجعلك تشعر بقيمتك وأهميتك.
فاجئ زملاءك بقرارات ارتجاليه في الإدارة، ولا تجعل أحد منهم يعرف مهام عمله بالضبط؛ واقنعهم بأن هذا من أساليب الإدارة الحديثة؛ وكذالك دربهم جميعًا على الاستعداد للقيام بإنهاء جميع الأعمال الشخصية الخاصة بالمسؤول، وأن هذه هي المهمة الأساسية لهم، وأن واجباتهم الوظيفية هي ثانوية (ولكن أحذر أن يسحبوا البساط من تحت قدميك فتفشل في كل شيء)!
اعمل على تغير طاقم العمل في الإدارة ليكونوا من منطقتك حتى تضمن ولاءهم لك؛ وإن لم يتيسر ذلك فعلى الأقل اجعل من تعتمد عليه وينوب عنك في الإدارة من منطقتك؛ ولا تفشي أي من أسرار العمل للموظفين من المناطق الأخرى.
كن في موقع وظيفي لا تستحقه؛ مع وجود من هو أجدر منك به، حتى تتعثر وتفشل بسرعة؛ كحال الطفل عندما يلبس حذاء أكبر من مقاس قدمه فإنه يتعثر ولا يستطيع المشي.
دائمًا تحدث عن التنظيم والتنظيم والتنظيم؛ حتى يقتنع الناس أنك مدير منظم (بالطبع لا في الإدارة؛ بل في رسم طريقك نحو الفشل الذريع).
أغلق أذنيك عن سماع أي نصيحة أو اقتراح أو نقد أو نحوه، واعتبر أن من يفعل ذلك عدوًا لك، لتكون بذلك مثال المدير الفاشل دون مقارنة!!

وقبل الختام أقول لك : هنيئًا لك هذا الفشل الذي تستحقه بامتياز وجداره!!!!!

وللمزيد يمكنك التواصل معي لكي أرشدك لأكاديمية متخصصة في هذا الفن الإداري الفريد الذي قل من يتقنه على أصوله !!!!

ودمتم ناجحين سالمين من الكرسي المعبود؛ كرسي الإدارة!!!

شذرات بقلم

أبوعبدالعزيز

سليمان بن صالح المطرودي

المهـ رحال ـاجر

القاهرة

1434/9/12هـ
نشر في صحيفة العالم الأن الإخبارية الإلكترونية
http://noworld.net/articles.php?action=show&id=478

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبًا بكم في مدونتي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو أن تكونوا بخير وصحة وعافية وسعادة دائمة يا من تفظلتم بزيارة مدونتي المتواضعة هذه .
أستأذنكم جميعًا لنلتقي هنا بإذن الله تعالى من خلال هذه الصفحات الموسومة بـ شذرات قلم المداوي
وهي عبارة عن كشكول لما باح به قلمي وسكبه على جنبات تلك الصفحات
وهي ومما لا شك فيه سوف تحكي جانبًا مما احتوى عليه كشكول حياتي في مختلف مراحل الحياة
والتي أرجو أن أوفق في طرحها وإضافتها لتسموا إلى تطلعاتكم
وكلي أمل بتفاعلكم معها من حيث النقد الهادف وإبداء آرائكم المتألقة والمتميزة حيالها
خاصة إذا عرفتم بأنني لست بكاتب ولا بمطلع ولا بمتعلم لا يشق له غبار!
ولكني أحاول دائمًا أن أكون قريب من الورقة والقلم.
فمنذ أن كنت طالبًا في المرحلة الابتدائية، وتأكد ذلك عندما كنت في المرحلة الثانوية، وواصلت ذلك عندما كنت على مقاعد الدراسة في الكلية - التي وللأسف لم أكملها لظروف خاصة منعتني من المواصلة - إلا أنني واصلت محاولاتي العديدة في الكتابة، فمنها ما كتب له النجاح، ومنها ما هو حبيس تلك الحقيبة التي عن يساري الآن لم وينتظر التفاتة مني لينال حريته، ليُرفرف في سماء التلقي ونظرةالناقد الأبي والباحث الملهم.
والسر في عدم اكتمال هذا الكم من الأعمال يمكن في أنني توقفت أثناء الكتابة على آمل المواصلة والاتمام في القريب العاجل فطال الفاصل وتراكمت المشاغل وتزاحمت الأولويات، وهذا ما أُعاني منه في هذا الميدان؛ إذ إنني أملك قصاصات أوراق كثيرة على تلك الشاكلة، منها ما تمكنت من إتمامه بعد أكثر من عشر سنوات، ومنها ماهو باقي ينتظر دورة .
فالكتابة في نظري، هي موقف أو مشهد أوواقعة وغيرها؛ يتفاعل معها الكاتب فيسخر قلمه للكتابة حولها، ومتى كان مطلعًا قارئًا فإنه - بإذن الله - سوف يُخرج لنا تحفة مميزة يشار إليها بالبنان.
أما من كان مثلي فإنه يظل يراوح مكانه باحثًا عن الدعم والتشجيع، والوقت؛ ليحاول مرة تلو المرة أن يقف على قدميه، لمواصلة مشاوره في الحياة متعكزًا لعله يصل نهاية الطريق بأمن وسلام.

ودمتم بخير
محبكم
أبوعبدالعزيز