شذرات قلم
الـكــرامــــة
الكرامة وما أدراك ما الكرامة
الكرامة هي قيمة الإنسان الحقيقية، وهي عنوانه، وهي تأشيرة دخوله للحياة، فمتى فقد الإنسان كرامته انتهت حياته وسقطت قيمته ومنزلته، وأنداس أسفل الأقدام .
الكرامة هي مفاتيح العطاء والبذل بسخاء، وهي الهيبة والاحترام للذات قبل أي شي أخر، فبالكرامة يكون بناء الشخصية وتعزيز كل الجوانب الإيجابية فيها؛ والعكس بالعكس .
الكرامة حياة ومعاني وقيم حقيقية، وليست كلمات رنانة وشعارات براقة وسلوكيات عابرة، الكرامة هي عضو داخل عضو ينمو داخل النفس، فبنموه تكون الحياة، وبمجرد موته أو القدح فيه تنتهي الحياة؛ إذ لا قيمة لها بدونه، الكرامة هي مشروع حياتي متكامل تبدأ من الإنسان إلى محيطه الصغير، ثم إلى البيئة التي ينشأ فيها؛ ثم إلى مجتمعة إلى أن تكون الوطن بأسرة، فكرامة الوطن من كرامة المواطن، وكرامة البيئة التي يعيش فيها الفرد من كرامته، فمتى تم التطاول على كرامته أو على كرامة بيئته التي ينتمي إليها؛ أيًا كانت تلك البيئة، فإنه بذلك يكون قد تم التطاول عليه بذاته وشخصه.
لذا فإن قوة التماسك بين كرامة الفرد وكرامة البيئة والمجتمع والوطن وترابطها، حلقة متصلة ومترابطة لا ينفك أحدها عن الأخرى، فالكرامة هي العصمة والحماية والعزة والسيادة، والاستحقاق والجدارة، متصلة بذات الإنسان وعقيدته، فالكرامة ليست مديح وعبارات رنانة وشعارات براقة وأوسمة – مزكرشة – وإيهام بصلاحيات محدودة ومحجوبة خاضعة للمساومة والتسعيرة ونحوه، مما يشكل جرحًا بليغًا للكرامة الإنسانية، وجعل هذا الفرد مجرد آلة تعمل لتحقيق غاية مرادة، وإن كانت جارحة وقاسية لهذا الإنسان الذي وهب نفسه للجد والعمل الصادق.
فاحترام الكرامة أو إهانتها هي مسألة عائدة إلى سلوك وشخصية المقابل، فمتى كان محترمًا احترمه من أمامه، ومتى كان إنسانًا غير محترم وذو سلوك مخالف، فإنه من الطبيعي أن لا يحترم الغير، ففاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه!
لذا فإنه يجيب عليك أن تكون محترمًا لذاتك في أي مكان تتواجد فيه، وفي أي مكان تكون فيه وشعرت بأنك غير مرغوب فيك سواء من صاحب المكان الذي تتواجد فيه، أو من أحد الأفراد الحاضرين، فإنه عليك المبادرة فورًا وعلى جناح السرعة المغادرة وعدم الانتظار إلى أن تعرض نفسك وكرامتك لسخرية هذا السفيه الذي لا يستحق أن تعطيه أكبر من حجمه بالمكث في مكان هو يتواجد فيه.
فكرامتك هي ذاتك وهي أنت فلا ترخصها، ولا تتنازل عنها، ولا تعرضها للخدش من أي كأن كان.
شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
المهـ رحال ـاجر
الرياض
5/2/1431هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق