شذرات
قلم
الـظــلــم
يمكن تعريف الظلم بأنه وضع الشيء في غير محله كما اتفق على ذلك أئمة اللغة.
والظلم: هو البغي والتعدي على الحقوق، سواء كانت لغيره؛ كأكل أموال الناس بالباطل، والتعدي عليه جسديًا ومعنويًا بالضرب والشتم، وكذلك التسلط على الضعفاء وقهرهم .
ويكون الظلم لصاحبه شخصيًا؛ بحيث يظلم نفسه بمخالفة الحق والفطرة وإتباع الشهوات والملذات والنفس الأمارة بالسوء، وترك الواجبات والانغماس في المحرمات والمعاصي والموبقات؛ فيكون بذلك ظلم نفسه ظلمًا كبيرًا، وقال الله – عز وجل – في هؤلاء : ( وما ظلهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .
ويقال أن في العدل النجاة؛ والعدل لا يكون إلا بتقوى الله – سبحانه وتعالى – أما البغي والتعدي على حقوق الآخرين فهو ظلم وذنب عظيم يفضي للشر والفساد والهلاك في الدنيا والآخرة، قال – سبحانه وتعالى – : ( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا ) وقد حرم ربنا الظلم على نفسه، كما جاء في الحديث أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال فيما روى عن ربنا – تبارك وتعالى – في الحديث القدسي : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا ) وحرمه على خلقه، ولعظمة الظلم أعلن نبينا – صلى الله عليه وسلم – حرمته في أعظم موقف حيث قال في خطبة الوداع : ( ألا إن دماءكم وأمواكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ) .
والظلم ينتج عنه نتائج مهلكة للفرد والأمة في الدنيا والآخرة، ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )، ومن مظاهر الظلم وتفشيه بين الأمم محسوسة ومشاهدة بالعيان، فمتى زال الأمن وساد الخوف، وكثرت الفتن والحروب، وارتفعت الأسعار، وقلة البركة، وكثرة الأمراض، واستشرت المصائب والآفات، فإن هذه علامة على وقوع الظلم بين الناس وانتشاره وعدم محاربته، قال ربنا – جل في علاه – : ( وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )، ولا يرتفع الظلم إلا بالتوبة النصوح والعودة إلى الله وصراطه المستقيم .
فالظلم قبيح في كل صوره وأنواعه، ولكنه أشد قباحة عندما يحاك الظلم بغلاف الشريعة والنظام والقانون والسلطة، واستغلالها لمنع الحقوق وسلبها من مستحقيها تحت تلك المظلة وجعل صواري الحق شماعة لتعليق عليها المظالم وتمريرها .
عاقبته وخيمة وأليمة وآثاره خطيرة في الدنيا والآخرة، فلنحذر منه ولنتواصى على القضاء عليه ودفعه عنا وعن معاملاتنا وتعاملنا مع الصغير والكبير والقوي والضعيف، حتى يسود العدل وينتشر الحق ويعم الخير بين الناس؛ فبه يصلح الراعي والرعية وتسعد البشرية وتأمن الأمة، وتزدهر البلاد بالخيرات وتنعم بالأمن والأمان وتكون المحبة والأخوة والوفاء والتراحم والتواصل بين الأقارب والأرحام وجميع أفراد الأمة .
أسأل الله أن يجنبنا الظلم وأن يوفقنا للعدل، وأن يجعل أوطاننا أمنة مطمئنة ترفل بالعدل وبالخيرات وبالأمن والأمان والعيش الرغيد؛؛؛
شذرات بقلم
أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
الرياض
1/2/1432هـ
اللهم آمين
ردحذفكالعادة لاتسطر إلا ماهو قيم ونافع ,,
أسلوبك دائم مايذكرني باسلوب المناهج الدراسيه
تبدا بالتعريف وتذكر الانواع والاسباب واحيانا العلاج
^_^
بارك الله فيك
ودام قلمك ينبض بالخير
.
.
.
انت مدعو لواجب المدونين والمدونات
من هنا
http://lato0of.blogspot.com/2011/01/blog-post.html
.
.
.
(^_^)
ههههههههههههههه
ردحذفلا يا معودة لا تقول زي المناهج الدراسية
بعدين يحولوني للتطوير وأجلس 500 سنة ما تطورت
هههههههه
شاكرًا تواجدك الراقي دائمًا
وحقيقة زرت المدونة وحتى الآن لم أجد ما أسجله هناك مما يرتقي لها
ولكن بإذن الله سوف يكون لي الشرف في التدوين فيها
دمت بخير وسعادة وصحة وعافية
سلوى سلمت يداك على هذا الموضوع الرائع وكثر الله من امثالك وشكرا
ردحذفمرحبًا بك أستاذة سلوى
ردحذفكم أسعدني تواجدك هنا
شاكرًا لك هذا التواصل الذي أسعدني كثيرًا
وهذا التحفيز الذي لا يستغرب من شخصك الكريم
دمت بحفظ الباري ورعايته وتوفيقه